عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات بينهم أطفال في قصف جوي بالبراميل المتفجرة للقوات النظامية على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمال البلاد.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «العشرات قتلوا في القصف الذي استهدف 6 مناطق في حلب، بينها الصاخور والحيدرية وأرض الحمرا والشيخ سعيد».من جهته، أفاد مركز حلب الإعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين، باستهداف الطيران المروحي عدداً من المناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين في المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا.وأشار إلى أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة، ما تسبب بسقوط ضحايا ودمار كبير. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دماراً كبيراً في أحياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الأنقاض بحثاً عن ناجين أو قتلى.كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على إخماد النيران. في غضون ذلك استمرت تداعيات سيطرة مقاتلي «الجبهة الإسلامية» على مقرات ومخازن العتاد التابعة لـ»الجيش الحر» عند معبر باب الهوى على الحدود التركية. وأكدت مصادر في المعارضة أن قادة في «الجبهة الإسلامية» سيجرون محادثات مع مسؤولين أمريكيين في تركيا في الأيام المقبلة. وتعكس الاتصالات المتوقعة بين واشنطن والمقاتلين المتشددين مدى تفوق تحالف «الجبهة الإسلامية» على ألوية «الجيش السوري الحر» الأكثر اعتدالاً، والتي حاولت قوى غربية وعربية من دون جدوى أن تصنع منها قوة قادرة على إطاحة الرئيس بشار الأسد. وقد تحدد المحادثات أيضاً التوجه المستقبلي لـ»الجبهة الإسلامية» التي تخوض مواجهة مع المقاتلين السنة الأكثر تشدداً التابعين لجماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بـ»القاعدة». وقال أحد مقاتلي المعارضة في «الجبهة الإسلامية» إنه «يتوقع أن تناقش المحادثات في تركيا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتعهد إليها بمسؤولية الحفاظ على الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمال سوريا». وقالت مصادر دبلوماسية في تركيا إن من «المتوقع أن يصل السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد إلى إسطنبول قريباً، لكن موعد الزيارة لم يؤكد حتى الآن». وتشكلت «الجبهة الإسلامية» من 6 جماعات إسلامية كبرى الشهر الماضي، وسيطرت قبل أسبوع على مخازن أسلحة تخضع ظاهرياً لسيطرة المجلس العسكري الأعلى التابع لـ»الجيش السوري الحر». من جهة أخرى، صرح الأمير السعودي تركي الفيصل في موناكو أمس أن النزاع والمجازر في سوريا «ستستمر» بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة، منتقداً خصوصاً موقف واشنطن ولندن حيال مقاتلي الجيش السوري الحر.وأدلى مدير الاستخبارات العامة السابق في السعودية بهذه التصريحات على هامش مؤتمر منظمة «وورلد بوليسي كونفرنس». وقال الأمير تركي سفير بلاده السابق في الولايات المتحدة وبريطانيا إن «النزاع سيستمر والمجازر ستستمر». وأضاف أن «نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتسلم أسلحة ودبابات وصواريخ، أما الطرف الآخر ومقاتلو الجيش السوري الحر يتوسلون بلا جدوى من أجل الحصول على أسلحة دفاعية». وتابع الأمير تركي «منذ بداية النزاع، منذ أن ظهر الجيش السوري الحر كرد على هجمات نظام الأسد على شعبه، لم يلبِ البريطانيون والأمريكيون النداء ولم يقدموا المساعدة الضرورية للجيش السوري الحر ليدافع عن نفسه». ورداً على سؤال عن الوضع الجديد بعد توقيع اتفاق جنيف بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، عبر تركي الفيصل عن أمله في أن تكون إيران «جدية»، لكنه طالب بإجراءات ثقة.وقال إن «إيران تأتي إلينا بابتسامة عريضة. نأمل أن يكونوا جديين أولاً وقبل كل شيء أن تسحب إيران مقاتليها من سوريا وأن تطلب من مقاتلي «حزب الله» اللبناني الشيعي حليف طهران والوحدات الشيعية العراقية الانسحاب من سوريا».