سيدي بوزيد - (أ ف ب): تحيي مدينة سيدي بوزيد مهد ما يعرف بـ «الربيع العربي» الذكرى الثالثة لاندلاع «الثورة» وسط مشاعر إحباط بين السكان الغاضبين بسبب عدم تحقيق المطالب التي ثاروا من أجلها وأولها تحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص عمل للعاطلين. وتغيب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر لأسباب «أمنية» عن افتتاح مهرجان رسمي يقام في سيدي بوزيد إحياء لذكرى اندلاع الثورة. وبدأت الثورة التونسية في مركز ولاية سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010 عندما أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في نفسه أمام مقر الولاية احتجاجاً على مصادرة الشرطة البلدية عربة الخضار والفاكهة التي كان يعيش منها. وتوفي البوعزيزي يوم 4 يناير 2011 في المستشفى متأثراً بحروقه البالغة، وقد أججت وفاته احتجاجات شعبية عارمة انتهت يوم 14 يناير 2011 برحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي وسفره خارج البلاد. ودفعت ولاية سيدي بوزيد أول «شهيديْن» خلال الثورة عندما قمعت قوات الأمن بالرصاص يوم 24 ديسمبر 2010 تظاهرة في معتمدية منزل بوزيان التابعة للولاية. ومنذ 3 سنوات تحيي سيدي بوزيد ذكرى اندلاع الثورة في 17 ديسمبر من كل عام. ويعيش سكان ولاية سيدي بوزيد التي يقطنها 418 ألف شخص حالة من الإحباط والسخط لأن المطالب التي ثاروا من أجلها مثل تحسين ظروف المعيشة وتوفير فرص عمل للعاطلين لم تتحقق. وتبلغ النسبة الرسمية للبطالة في الولاية 24.4 % وهي الأعلى في تونس. ويمثل خريجو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي نسبة 57.1 % من إجمالي العاطلين عن العمل في الولاية. وقال الناطق الرسمي باسم لجنة 17 ديسمبر يوسف الجليلي إنه «سيكون يوم غضب في سيدي بوزيد احتجاجاً على سياسة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية لأنها لم تف بوعودها وخانت مبادئ الثورة».