برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين يشهد يوم غد الخميس انطلاق مهرجان التراث السنوي في موسمه الحادي والعشرين والذي يستمر الى الاول من مايو المقبل .وفي اشتغال على الإرث الإنساني، والموروثات غير المادّية التي انسجمت بتقاليدها وتكويناتها في شخص الإنسان البحريني، يستحضر هذا الموسم الثقافي التراثي رائحة البن الأولى، ويصنع من التأريخ الحقيقي والحياة الإنسانية القديمة مجاز رحلة موازية، تستعيد المفاصل التاريخية والحضارية البحرينية. هذه المرّة الذاكرة الزمنية العتيقة تستلهم حكايا المكان، وتجيء بإرث الهوية والعادات المجتمعية عبر "المقاهي الشعبية" من قلب باب البحرين في اطار فعلي لضمان استمرارية تلك التقاليد، واستعادة التوقيت ولكن بنتاجٍ معاصر وتعامل مغاير يتفحّص الأحداث بعين المتأمل والمراقب.الجميل في هذا الموسم، أن القهوة تستعيد عاداتها وأصالتها بعيدًا. تتخذّ ذات كراسيها، تعود إلى بيئتها وتتربّص بالأيدي التي ترفع وتحطّ الأكواب على الطاولات. هذا الانتقاء، يستردّ الحياة بأجسادٍ أخرى، خصوصًا أنه لا يبني أو يستنبط بيئة جديدة أو شبيهة، بل يعود إلى ذات المدارج، حيث الأبواب القديمة، الجلسات الشعبية، الملامح بملحها الأبدي الأليف والأروقة المتعرّجة بخطوط تشير إلى قدر هذه المدينة لأن تكون حياة نقيّة وعتيقة.هذه التوليفة ما بين قلب المكان ونشاطه الحياتي المعتاد، تستلهم مكوّنات الثقافة والمعيشة والنمط الإنساني الذي كان يؤرّخ لحياته من قلب المقاهي، حيث اللقاءات اليومية العفوية، النقاشات السياسية والمعيشية، مراحل الاكتشافات والدهشة، والتجريد التامّ للتراث غير المادي. من هذا المكان، يستدرج مهرجان التراث التشكيلات الثقافية والحضارية المتنوعة ويتقاطع مع فكرة أن هذه المقاهي هي سير حياتية بقيت هنا، وحان وقت استيقاظها.وبالتوازي مع هذا المهرجان، تدشّن وزارة الثقافة تطبيقًا إلكترونيًا للهواتف الذكية، يتضمّن خارطة الموقع لباب البحرين وتعريفًا بالمقاهي الشعبية.