واشنطن - (أ ف ب): طالب رؤساء أكبر شركات الإنترنت والاتصالات الأمريكية الرئيس باراك أوباما بمزيد من «الشفافية» في برنامج المراقبة المثير للجدل الذي تتولاه وكالة الأمن القومي الأمريكية والذي شكك القضاء في دستوريته.وشاركت شركات مثل «غوغل» و»مايكروسوفت» و»ياهو» و»فيسبوك» و»تويتر» وغيرها من الشركات العملاقة في مجال الإنترنت في اللقاء الذي استغرق نحو 3 ساعات بحسب أحد المشاركين.وقال المصدر إن أوباما ونائبه جو بايدن تحدثا لساعتين مع المشاركين عن وكالة الأمن القومي وبرنامج التجسس الخاص المثير للجدل المعروف باسم «بريزم»، وهو يستهدف أنشطة ملايين الأشخاص على الإنترنت في العالم، مشيراً إلى أن المشاركين دعوا إلى «الشفافية».وقالت الشركات في بيان مشترك مقتضب إنها «تحدثث بشكل مباشر مع الرئيس عن مبادئنا حول مراقبة الحكومة وقمنا بحثه على التحرك بقوة نحو الإصلاح».من جهته، أكد البيت الأبيض أن اللقاء شكل «فرصة للرئيس ليستمع مباشرة إلى المسؤولين، بينما نحن على وشك الانتهاء من مراجعتنا لبرامج» المراقبة.وبحسب البيان فإن أوباما «استمع لمخاوفهم وتوصياتهم وأكد بأنه سيأخذ آراءهم في الاعتبار».وكلف الرئيس الأمريكي مجموعة عمل هذا الصيف كلفت دراسة إجراءات المراقبة التي تعتمدها وكالات الاستخبارات الأمريكية لتعديلها أو إصلاحها، وقامت برفع تقريرها إلى الرئيس الأمريكي الذي سيقوم بدرسه.وينوي أوباما الكشف عن إجراءات متعلقة بهذا الأمر في خطاب له الشهر المقبل، بحسب ما أكد المتحدث باسمه جاي كارني.واضطر البيت الأبيض إلى التحرك بمواجهة المعلومات الاستخباراتية التي كشف عنها المستشار السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن اللاجئ في روسيا والتي رفعت الغطاء عن شبكة تجسس واسعة.فعشرات آلاف الوثائق التي سربها سنودن لصحيفة «الغارديان» البريطانية وسواها من وسائل الإعلام كشفت تفاصيل نشاطات وكالة الأمن القومي السرية.وتظهر تسريبات سنودن إن وكالة الأمن القومي تجسست بشكل منهجي على معلومات وبيانات ملايين الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية مما أثار الصدمة والقلق لدى حلفاء الولايات المتحدة.وكانت 8 شركات عملاقة في مجال الإنترنت، حضرت 7 منها اللقاء، وجهت الأسبوع الماضي رسالة مفتوحة إلى أوباما طالبوه فيها بالإشراف على هذه الممارسات التي قوضت ثقة المستخدمين بشكل جدي.وكشف سنودن أن وكالة الأمن القومي قادرة على فك شيفرات بعض أنظمة التشفير وأكد أيضاً أن بعض الشركات الأمريكية «تعاونت» مع وكالة الأمن القومي من خلال توفير «نقاط دخول» لخوادمها أو تقديم معلومات عن مستخدميها.وأعلنت شركة مايكروسوفت أنها ستقوم بتشفير البيانات المتبادلة على شبكتها المعلوماتية بسبب «مخاوف جدية» من المراقبة وذلك بعد قيام كل من «غوغل» و«تويتر» و«ياهو» بذلك.وجاء لقاء أمس الأول بعد نكسة قضائية تعرضت لها وكالة الأمن القومي حيث رأى قاض اتحادي في واشنطن أن جمع البيانات من هاتف معين تعد «انتهاكاً للخصوصية» وهي بلا شك غير دستورية.وقام القاضي بإحالة القضية إلى محكمة الاستئناف التي ستبت في الموضوع. وأوضحت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطية ديان فنشتاين أن قضاة آخرين وجدوا برنامج وكالة الأمن القومي متوافقاً مع الدستور وأكدوا أنه في نهاية المطاف فإن «المحكمة العليا فقط يمكنها حل قضية دستورية» هذه العمليات.وقالت صحيفة برازيلية إن سنودن ينوي التقدم بطلب لجوء دائم إلى البرازيل مقابل المساهمة في التحقيقات البرازيلية حول عمليات التجسس الأمريكية.وجدد البيت الأبيض رفضه التفاوض مع سنودن مقابل تسليم الوثائق المسروقة حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني «موقفنا لم يتبدل» حيال سنودن.
عمالقة الإنترنت يطالبون أوباما بالشفافية في أنشطة «الأمن القومي»
19 ديسمبر 2013