عشرون عاماً من التميز، هي تاريخ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بعد أن مزج بين الأصالة والمعاصرة في أداء دوره بدعم القرار الوطني، وخدمة المجتمع الخليجي عامة والإماراتي خاصة، وقدم لمجال البحوث والدراسات الخليجية والعربية والعالمية موضوعاتٍ وقضايا محلية وإقليمية ودولية متنوعة، تمت تغطيتها من خلال 1000 إصدار و800 فعالية. وضع المركز عبر سنواته العشرين، أسس صناعة التميز ومرتكزاتها في مجال العمل البحثي الاستراتيجي، ورسخ مكانته العلمية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وساهم في تنمية المجتمع والاستثمار في الموارد البشرية الوطنية، في ظل دعم غير محدود من مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ورعاية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز.إنها سنوات تقاس بالإنجاز، فما حققه المركز على مدى عشرين عاماً من أنشطة بحثية وإصدارات علمية وأوراق سياسة واستشارات وتدريب الكوادر البحثية المواطنة وتأهيلها، والإسهام في بناء الفكر الاستراتيجي ونشر المعرفة وتثقيف الرأي العام محلياً وعالمياً، وتقديم التوصيات والمقترحات لمعالجة تحديات تؤثر في الاستقرار والأمن الوطني والإقليمي. عبقرية الفكرةفي الرابع عشر من مارس 1994، وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بتأسيس مركز الإمارات للدراسات، وبدأ المركز خطواته الأولى صرحاً علمياً عملاقاً بفضل توجيهات ولي عهد أبوظبي، وتنفيذها من قبل مدير عام المركز د.جمال سند السويدي.وأضحى المركز أحد أبرز المراكز البحثية على مستوى العالم، بما يعد وينشر من بحوث ودراسات حول شتى القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية والتعليمية والعسكرية والصحية والبيئية تهم دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي والعالم بأسره، فضلاً عما يضطلع به من دور تنويري وإعلامي وتثقيفي، وأدوار مجتمعية أخرى بالغة الحيوية مثل الاستثمار في الموارد البشرية، ودعم عملية صنع القرار وتنظيم الفعاليات العلمية والثقافية من ندوات ومحاضرات ومؤتمرات وورش عمل متخصصة وحلقات دراسية ومحاضرات عامة تبحث في الموضوعات المتصلة بنشاط المركز، ومجالات اهتمامه البحثية ومواكبة الأحداث والتطورات والمتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية.وعلى مدى العقدين الماضيين قدم المركز للباحثين والقراء في العالم مئات الدراسات والبحوث والأنشطة والفعاليات، وأثرى الساحة الفكرية العربية والأجنبية بنشر الكتب والدراسات الأصيلة التي تراعى فيها أدق معايير النشر العلمي من حيث الأصالة والمصداقية والجدة والتوثيق، وتشجيع الباحثين العرب والأجانب على الإسهام في هذا المجهود العلمي بما يتوافق مع سياسات النشر وقواعده المتبعة بدقة في المركز. وحصد المركز نتاج جهوده بترجمة كتاب «بقوة الاتحاد» السيرة الذاتية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأكثر من 10 لغات، وصدر باللغة العربية في 5 طبعات وهو من أكثر الكتب مبيعاً حتى الآن، وكتاب «الجزر الثلاث المحتلة لدولة الإمارات العربية المتحدة.. طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، كأول كتاب وثائقي متكامل حول الموضوع، وأحد أهم الكتب الأكثر مبيعاً.وحصلت إصدارات المركز على العديد من الجوائز داخل الدولة وخارجها، فبعد عامين من تأسيس المركز حصل كتاب «إيران والخليج.. البحث عن الاستقرار»، على جائزة أفضل كتاب للعلوم الإنسانية والاجتماعية في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة عام 1997، وكان الكتاب من إعداد مدير عام المركز، وفي سبتمبر 1998 حصل كتاب «أمن الخليج في القرن الحادي والعشرين» على جائزة مؤسسة بن تركي للبحوث والتخطيط المستقبلي في المملكة العربية السعودية. وحاز كتاب «الأوضاع الاقتصادية في إمارات الساحل» (دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً) 1862-1965، على جائزة أفضل مؤلف محلي من معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة 2001، وفي عام 2004 كرم المركز كأحد أهم الناشرين في دولة الإمارات في معرض الشارقة للكتاب. وفي عام 2005 حصل كتاب «التدخل الإنساني في العـلاقات الدولية»، على جائزة أفضل كتاب مؤلف في الفنون والآداب والإنسانيات باللغة العربية من معرض الكويت للكتاب، وفي العام نفسه فاز كتاب «عوالم متصادمة.. الإرهاب ومستقبل النظام العالمي»، بجائزة أحسن كتاب مترجم في حقل العلوم الإنسانية من جامعة فيلادلفيا الأردنية، وفي عام 2006 نال كتاب «نخيل التمر.. من مورد تقليدي إلى ثروة خضراء»، جائزة الناشر المميز من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وفي عام 2010 حصل كتاب «بريطانيا والأوضاع الإدارية في الإمارات المتصالحة 1947 ـ 1965»، على جائزة أفضل كتاب عن دولة الإمارات من جائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي، كما حصلت الدورية العلمية المحكمة «رؤى استراتيجية» على جائزة معرض الشارقة للكتاب نوفمبر 2013 كشريك استراتيجي لمعرض الشارقة للكتاب.وجاء تأسيس المركز في وقت بالغ الأهمية على المستويين الإقليمي والعالمي، في أعقاب لحظة تاريخية فاصلة جرى خلالها تدشين نظام عالمي جديد، وتوقيع معاهدة ماسترخت لتأسيس الاتحاد الأوروبي ديسمبر 1991، وانضمام 12 دولة إلى الأمم المتحدة عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتشار الصراع الطائفي في منطقة البلقان، والانتشار العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي، وتركيز دول المنطقة على الأمنين الوطني والإقليمي. وأخذت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانها ودورها في حل الأزمات الإقليمية والعالمية والمشاركة في حفظ السلام والاستقرار الدوليين، ووسط كل هذه الظروف المتداخلة وتعقيداتها جاء إنشاء مؤسسة تعنى بالدراسات والبحوث الاستراتيجية للبيئتين الداخلية والخارجية للوقوف على الفرص والقيود على حرية الحركة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والعمل على تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وتعظيم المكاسب والحد من الكلفة. وتصدر المركز منذ تأسيسه المشهد التقني في دولة الإمارات، وكان صاحب أول موقع إلكتروني على مستوى الدولة افتتحه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام سابقاً ووزير الخارجية الحالي، وأقام أول شبكة داخلية للتعامل مع الإنترنت، وأدار أول مؤتمر بالفيديو من الولايات المتحدة الأمريكية، وأول من أقام منظومة متكاملة لقاعدة بيانات وطنية.وبحلول ذكرى مرور عشرين عاماً على إنشائه تحول المركز إلى العمل الإلكتروني بالكامل، وتعددت الإنجازات التي يصعب حسابها وفق الزمن المتاح، فعلى مدى عشرين عاماً، أصدر المركز أكثر من عشرين ألف ورقة بحثية وورقة سياسة ودراسات خاصة لدعم اتخاذ القرار، وعقد نحو 800 نشاط وفعالية ما بين محاضرات وندوات ومؤتمرات وحلقات نقاش ولقاءات علمية، وأجرى نحو 250 استطلاعاً للرأي العام ومسوحات ميدانية لدعم اتخاذ القرار، وزاره المئات من المسؤولين والباحثين والخبراء والأكاديميين والإعلاميين والدارسين.وبلغ عدد الكتب في مكتبة اتحاد الإمارات التابعة للمركز، التي بدأت مع إنشائه أكثر من مليون كتاب متخصص ومتنوع، فضلاً عن الوثائق والكتب النادرة والخرائط والوسائط، كما تحمل المركز مسؤولية تأهيل المواطنين ليصبحوا باحثين استراتيجيين، ودرب أكثر 400 مواطن من داخل المركز وخارجه.ترجمة هذه الإنجازات على أرض الواقع تعني أن المركز منذ إنشائه استطاع أن يصل بإصداراته وفعالياته وإنتاجه العلمي والمعرفي إلى نحو 5 ملايين شخص داخل الدولة وخارجها، ويتابع موقع المركز على شبكة الإنترنت أكثر من 3 ملايين شخص سنوياً.تثقيف المجتمعوضع المركز منذ إنشائه في مارس 1994، هدف خدمة المجتمع في صدارة قائمة أولوياته واهتماماته، إدراكاً منه لدوره في تنمية المجتمع من خلال نشر ثقافة البحث العلمي الجاد لدى أوسع شريحة ممكنة من مواطني الدولة، عبر فعاليات وأنشطة متنوعة تغطي طيفاً واسعاً من القضايا والموضوعات تهم دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتولى إدارة المركز في نشاط المؤتمرات، التخطيط والتنظيم لفعاليات تستقطب اهتماماً واسعاً، وتعد من بين اللقاءات العلمية التي تنتظرها الجماعة البحثية في المنطقة والعالم العربي، لما تنطوي عليه من نقاشات ثرية وقراءة دقيقة للواقع واستشراف للمستقبل.وتضم قوائم المشاركين، سواء من المحاضرين أو الـمعقبين أو المناقشين، أبرز صناع القرار والمسؤولين في المنطقة والعالم، إلى جانب أهم الأكاديميين والباحثين المرموقين من مختلف الجامعات ومؤسسات الفكر والبحث. وتتوزع فعاليات المركز بين المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل، ومن هذه المؤتمرات ما صار سنوياً واكتسب شهرة واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، مثل المؤتمر السنوي للطاقة، والمؤتمر السنوي للتعليم ويناقش أهم القضايا المتصلة بتنمية العناصر البشرية والاستثمار في اقتصاد المعرفة وتطوير المناهج التربوية وخلق الكوادر البشرية النوعية، والمؤتمر السنوي للمركز، ويناقش أبرز قضية اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو أمنية أو استراتيجية تفرض نفسها على الساحة المحلية الإماراتية أو في دول مجلس التعاون أو عالمياً. وبلغ عدد مؤتمرات المركز 40 مؤتمراً سنوياً و11 مؤتمراً متخصصاً حتى نهاية عام 2013، فيما تنظم إدارة المركز ورش عمل حول قضايا محددة، وبلغ عدد ورش العمل 56 ورشة عمل. ونظمت إدارة المركز ندوات بعضها مفتوح وبعضها مغلق، بلغت نحو 50 ندوة، ومحاضرات عامة وصلت إلى 386 محاضرة تناولت أبرز ما يشهده العالم من وقائع وأحداث، وما يستقطب الاهتمام من قضايا وأفكار، وحضر هذه الأنشطة أكثر من مليون شخص حتى الآن. وتنشر إدارة المركز البحوث والدراسات ذات الصلة بمجالات عمله، وأوراق الفعاليات العلمية من محاضرات ومؤتمرات وندوات، وتسد إصدارات النشر العلمي للمركز فراغاً في المكتبة العربية، في مجالات السياسة والاقتصاد والدراسات العسكرية والأمنية والاجتماعية. وتتنوع الإصدارات بين الكتب الأصلية والمترجمة والدراسات المتوزعة على عدد من السلاسل العلمية، باللغتين العربية والإنجليزية وبعضها تمت ترجمته لأكثر من 10 لغات. ويقترب عدد إصدارات المركز من 1000 إصدار متنوع ما بين كتب ومحاضرات وسلاسل علمية ودراسات عالمية، وأرست إدارة المركز في مجال النشر العلمي تقاليد في نشر الكتب وإصدارها تكاد تكون غير مسبوقة في العالم العربي، تضمن خروج الكتاب على أعلى مستوى من جهتي الشكل والمضمون.ويصدر المركز عدداً من الإصدارات الدورية وغير الدورية تهتم بمتابعة التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ورصدها وتحليلها، ضمن رؤية تعطي الأولوية لتطورات الساحة الإماراتية، تليها التطورات والمستجدات الخليجية والعربية والدولية. وأهم هذه الإصدارات نشرة «أخبار الساعة» وصدر منها حتى اليوم أكثر من 5300 نشرة، ونشرة «العالم اليوم» وهدفها خدمة صناع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصدر منها حتى اليوم أكثر من 5400 نشرة، ونشرة «تواصل» وتعنى بمتابعة مضامين مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتحليلها. ويصدر المركز أيضاً مجلة «آفاق المستقبل»، وهي مجلة دورية تصدر كل 3 أشهر منذ سبتمبر 2009، تشمل موضوعات وقضايا متنوعة تهم دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، ويتسع مجال اهتمامها لحقول عديدة مثل الاقتصاد والسياسة والبيئة والفكر والتاريخ والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، وصدر منها حتى اليوم 21 عدداً. دعم صنع القرار عندما بزغت فكرة تأسيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كان من أهم دوافعها توفير مركز للتفكير «Think Tank» يتميز بالحداثة وتوافر الخبرات والموارد المعلوماتية على أعلى المستويات والمعايير العالمية، ليكون سنداً لعملية صنع القرار الحكومي المرتبطة بمجالات عمل المركز. وكانت هذه النظرة الصائبة من أصحاب فكرة تأسيس المركز تتماشى مع التوجه العالمي الحديث في دول تعتمد التفكير الاستراتيجي والتخطيط المستقبلي الجيد لرسم المستقبل المزدهر القائم على الاستقرار والتنمية المستدامة، لجهة توفير المجال وتقديم المشورة من جهات تملك الخبرات والإمكانات المميزة للجهاز التنفيذي للدولة. ومن أهداف المركز الرئيسة تقديم الدعم لدوائر صنع القرار الحكومية، وإعداد التقارير بشأن أفضل البدائل السياسية ذات الصلة، وتوفير البحوث والتوصيات المتنوعة لصناع القرار.وقدم المركز منذ تأسيسه الدعم لعملية اتخاذ القرار، بصور متعددة، في مجالات تقع في دائرة اختصاصه، وهي الأمن الوطني والرفاهة الاجتماعية والاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقضايا تهم منطقة الخليج العربي والعالم العربي، والقضايا الحيوية على الساحة الدولية. ويمكن بصورة عامة، تحديد مساهمة المركز في دعم دوائر صنع القرار الحكومي من خلال أنشطة مختلفة منها إعداد الأبحاث والتقارير وأوراق الموقف الخاصة بالمجالات ذات الأهمية لمتخذي القرار، وإجراء استطلاعات الرأي وقياس توجهات الرأي العام والدراسات الميدانية، وتقديم المشورة في جوانب مثل مشروعات القوانين واللوائح التنفيذية، والرصد الإعلامي وإعداد التقارير الإعلامية المتخصصة، وتدريب كوادر حكومية في مجالات ترتبط بصنع القرار، وتنظيم الندوات وجلسات الحوار لتعزيز كفاءة عملية اتخاذ القرار، وتوفير المراجع وقواعد البيانات للعاملين في مجال اتخاذ القرار من خلال مكتبة اتحاد الإمارات.ويعمل المركز على توظيف كل قدراته وأجهزته وموارده المعلوماتية لضمان أن تتميز الأبحاث والتقارير وأوراق الموقف المقدمة لمتخذي القرار بالعمق في التحليل، والدقة في المعلومات والبيانات، وضمان حداثة بياناتها ومعلوماتها وشموليتهما، مع الاعتماد بصورة أساسية على فرق العمل من التخصصات المختلفة لضمان التغطية الشاملة للجوانب المهمة للموضوعات كافة موضع البحث والدراسة، وانتهاج أساليب العصف الذهني والمحاكاة، للخروج بنظرة مستقبلية تحليلية، وإعداد السيناريوهات المتوقعة، وترجيح احتمالاتها وتداعياتها والتوصيات المتعلقة بهذه التداعيات المحتملة. وتهدف إدارة المركز في مجال الدراسات الاستراتيجية إلى دراسة وتحليل الأحداث والقضايا الراهنة أو المتوقع حدوثها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، المحتمل تأثيرها على الأمن القومي لدولة الإمارات من النواحي السياسية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية، واقتراح التوصيات المناسبة لها، وإجراء الدراسات والأبحاث الاستشرافية للتعامل معها. ومن أجل تحقيق هذا الهدف العام، تعد إدارة المركز دراسات تخص الشأن الإماراتي، وعملية صنع القرار، وإعداد الدراسات الخاصة بشؤون منطقة الخليج العربي، ومتابعة وتحليل القضايا والموضوعات الخليجية ذات الصلة بالأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإعداد الدراسات الاستراتيجية المتعلقة بتلك القضايا. وعلى المستوى الثالث، يتم الاهتمام بإعداد الدراسات الخاصة بشأن الوطن العربي، من خلال متابعة ودراسة وتحليل القضايا السياسية والأمنية ذات التأثير المباشر في الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة والمرتبطة بالوطن العربي بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص، وإعداد التقارير التحليلية حول الموضوعات العربية الهادفة إلى المساهمة في عملية صنع القرار في الدولة، وتغطية الشؤون العالمية المهمة لدولة الإمارات، وخاصة المرتبطة بالقوى الفاعلة على الساحة العالمية والحلفاء الاستراتيجيين لدولة الإمارات.وتعد الدورية الفصلية العلمية المحكمة «رؤى استراتيجية» الصادرة مطلع عام 2013، إضافة نوعية إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ولقيت تقدير الباحثين والمختصين وإشادتهم في الفكر والقضايا الاجتماعية عموماً، نظراً إلى رصانتها وجدة موضوعاتها، وجاذبية شكلها ومضمونها. وتخدم هذه الدورية الباحثين والمختصين، وتسعف صناع القرار برؤى تحليلية واستشرافات مستقبلية حول الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وشؤون الطاقة، وغيرها من قضايا تهم صانع القرار في الدولة، والمنطقة عموماً. وطور المركز خدمة الرصد الإعلامي، وبدأت منذ تأسيسه عبر مركز إخباري لمتابعة كل ما يجري في العالم ويؤثر في مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل هذه الخدمة على مدار الساعة طوال العام، ويرسل من خلالها رسائل قصيرة لأكثر من 1000 من صناع ومتخذي القرار والمسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويلبي الطلبات العاجلة حول مضمون هذه الأخبار، ويمتلك المركز أرشيفاً إعلامياً يضم أكثر من نصف مليون شريط مسجل مرئي ومسموع يغطي الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية للفترة من مارس 1994 حتى الآن.وتتركز أهداف المركز البحثية في المجال الاقتصادي بإعداد الدراسات والبحوث، وتقديم التوصيات لرسم السياسات الاقتصادية المستقبلية للدولة، ودراسة وتحليل التغيرات والتحولات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة في أمن دولة الإمارات العربية المتحدة واستقرارها، وإعداد خطط وبرامج من شأنها حفظ المستوى المعيشي للمواطنين والاستقرار والنمو الاقتصادي في الدولة. ويغطي المركز بصورة أساسية مجالات الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة واقتراح آليات تطويرها، ودراسة سبل تقليل اعتماد الإمارات على النفط كمصدر رئيس للدخل القومي، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة من خلال التنويع الاقتصادي.ندرك المسؤولية الكبيرة لوسائل الإعلام التقليدية والإلكترونيةالسويدي: مكانة دولية يتبوَّؤها «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»قال مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» د. جمال السويدي إن الاحتفال بمرور 20 عاماً على تأسيس المركز، جاء ليؤكد أن صناعة التميز والحفاظ عليها هي ثمرة جهد وإخلاص استمر على مدى 20 عاماً في مواجهة تحديات البناء والعمل على تحقيق الأهداف، في ظل طموح وإصرار بأن يتبوأ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مكانه المرموق ليس محلياً وإقليمياً فقط، ولكن دولياً أيضاً. وأضاف السويدي خلال مؤتمر صحافي لـ «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» الأربعاء الماضي بمناسبة الاحتفال بمرور 20 عاماً على تأسيس المركز، برعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، «كان السباق مع الزمن لتحقيق الإنجازات ودعم اتخاذ القرار الوطني من جانب، وخدمة المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي والعالمي من جانب آخر، والاستثمار في تنمية الموارد البشرية الوطنية وتأهيلها للبحث العلمي من جانب ثالث، ليكون ذلك كله شاهداً على ما جرى عبر هذه السنوات من التميز. وقال مدير عام مركز الإمارات، خلال المؤتمر الذي تخلله عرض لفيلم وثائقي عن المركز وإنجازاته، ومكتبته التي تحتوي 20 عاماً من خلق الإبداع المعرفي، وإعداد الكوادر البحثية الإماراتية، ودعم اتخاذ القرار. «يشرفني أن أرحب بكم في هذا الصرح العلمي والبحثي في ربوع دولتنا العزيزة الغالية الإمارات العربية المتحدة، كما أعتز بحضوركم هذا المؤتمر الصحفي الذي نعقده اليوم بمناسبة إطلاق فعاليات الاحتفال بمرور 20 عاماً على تأسيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية التي ستنظم برعاية كريمة من سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وذلك طوال العام 2014، وسيكون ختامها بالحفل الذي سيقام 11 ديسمبر 2014.واضاف السويدي: نحن إذ ندرك أهمية المسؤولية الكبيرة التي تضطلع بها وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، بوصفها منابــر الكلمة المسؤولة ومصادر مؤثــرة في بناء الرأي العام، فإننا نثمّن الدور الذي تقومون به لإبراز دور دولة الإمارات العربية المتحدة ومكانتها وجهودكم الصحفية المتواصلة لتعزيز ما يستجد في وطننا المفدى من تقدم وازدهار بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي وثق جسور التعاون المستمر بين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وبينكم، فالإعلام كان وسيظل المرآة الصادقة التي تعكس جهود المركز وإنجازاته البحثية والعلمية عبر أعوامه العشرين، وجرى المزج بين رسالتنا وتوجهاتكم لخدمة القارئ في أي مكان لنشر الوعي والفكر الذي ينير طريق المستقبل لوطننا العزيز. وتابع: لا يسعني ونحن نبدأ مؤتمرنا الصحفي هذا سوى التقدم بوافر الشكر إلى سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربـية المتـحدة على دعمه المستمر للمركز، وإلى سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي يعتبر بحق مؤسس صناعة التميز، والذي كان ولايزال لدعمه المستمر ورعايته ومتابعته للمركز أبلغ الأثر في أن يستمر هذا التميز على مدى العشرين عاماً الماضية التي هي عمر هذا المركز، كما لا ننسى مؤسس دولتنا المغفور لـه - بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، رائد صناعة التميز في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدوتنا في المثابرة والبذل والعطاء بلا كلل، والطموح بلا نهاية، والإنجاز الذي يسابق الزمن. والشكر موصول إلى الذين ساندوا مسيرة المركز بحضورهم المشرف في مختلف المناسبات والفعاليات بتوصياتهم المهمة، وكذلك نُعرب عن تقديرنا الكامل لكل من أسهم في صناعة التميز لهذا الصرح البحثي الكبير، كما أعبر عن تقديرنا العميق لرعاة أنشطتنا العلمية أيضاً، الذين انطلقت إسهاماتهم عن قناعة بدور هذا المركز في خدمة المجتمع الإماراتي والخليجي والعالمي مع أطيب تمنياتنا لهم جميعاً بدوام التوفيق والسداد. . وقال مدير المركز: لا يسعني إلا تقديم الشكر والاعتزاز لوسائل الإعلام على مشاركتها المستمرة في تعزيز دور المركز إعلامياً وشهادتهم الحية على ما بذله المركز من جهد وإخلاص في صناعة التميز. كما أتقدَّم بكل الشكر والتقدير لزملائي في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذين لولا جهودهم وإخلاصهم وتفانيهم في العمل لما تمكّنا من أن نحرز هذا التميز عبر عشرين عاماً من الإنجازات.«الإمارات للدراسات» حلقة تواصل بحثي وعلمي في الخليجيشارك مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بفاعلية في نطاق جهود الحكومة والسلطات التشريعية الهادفة إلى إجراء حوار جماهيري وأكاديمي وعلمي حول مشروعات القوانين المهمة ولوائحها التنفيذية. ويقوم المركز في هذا الخصوص بتوفير الخبرات والآراء التقييمية خلال المراحل المختلفة لإعداد التشريعات التي يطلب منه المساهمة في إبداء الرأي بشأنها، والتي تقع في دائرة اهتمامه، سواء من خلال توفير التقييم والتوصيات على المسودات بمراحلها المختلفة، أو من خلال المشاركة في اللجان وحلقات النقاش المرتبطة بعملية إعداد هذه المسودات.الاستثمار في الموارد البشرية المواطنةالتعاون العلمي والبحثييعتبر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حلقة مركزية من حلقات التواصل البحثي والعلمي في منطقة الخليج العربي، والعالمين العربي والأوسع. وهو بنشاطاته المختلفة يقدم خدمات التنمية الإدارية والأكاديمية والبحثية، التي تؤمن الآليات الضرورية للتعاون المشترك وتبادل الخبرات مع محيطه في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية والمنظومة الدولية. وينظم المركز الحلقات النقاشية والندوات والمؤتمرات، بالمشاركة مع الكثير من المنظمات ومراكز البحوث الإقليمية والدولية، في القضايا السياسية والاستراتيجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال بروتوكولات موقعة بينه وبين هذه المنظمات والمراكز، التي تنص على طرائق العمل وتنظيم التعاون والمراسلات والمشاركات ووضع جدولة فعالة للنشر المشترك والزيارات المتبادلة واللقاءات، أما الجهات المختلفة داخل الدولة فإن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يدعمها ويتعاون معها من دون اتفاقيات، فهي جزء من نسيج العمل الوطني المشترك. ولقد وقّع المركز حتى شهر يوليو، 2013، اثنتين وسبعين اتفاقية تعاون علمي، في نطاقيه الإقليمي والدولي، مع مؤسسات بحثية ومراكز علمية مهتمة بتوسيع آفاق عملها العلمي والبحثي والأكاديمي في أكثر من سبع عشرة دولة. ومن أبرز المؤسسات والمعاهد والمراكز المحلية والإقليمية، التي تمتلك علاقات تعاون علمي مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية هي: مجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة الأمريكية في الإمارات، وجمعية الصحفيين البحرينية، ومركز إسطنبول للسياسات في تركيا، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء المصري في القاهرة، ومنظمة المرأة العربية في القاهرة، وجامعة باريس-السوربون أبوظبي، واتحاد الكتاب العرب في دمشق، والمعهد الدبلوماسي الأردني، ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية في الرياض، ومركـز طـارق بن زياد في المملكة المغربية، والمعهد التركي للسياسة الخارجية في أنقرة، ومعهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد، ومركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، ومركز قطر لدراسات استشراف المستقبل، ومركز الأردن الجديد للدراسات. وعلى الصعيد العالمي: المعهد الملكي لتكنولوجيا المعلومات في المملكة المتحدة، ومعهد الأبحاث الكوري للتعليم والتدريب المهني في جمهورية كوريا الجنوبية، وهيئة الإذاعة البريطانية، ومجلس البحوث الوطني للعلوم الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية في جمهورية كوريا الجنوبية، وصندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية في جمهورية بنين، ومعهد الدراسات العليا للدفاع الوطني في فرنسا، والمركز العسكري الإيطالي للدراسات الاستراتيجية، ومركز الشرق الأوسط في جامعة يوتاه في الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسسة كونراد أديناور في ألمانيا، والمجلس الهندي للشؤون العالمية في الهند، ومعهد الدراسات السياسية في فرنسا، وكلية السياسة والعلاقات الدولية في جامعة مين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومركز وليام كوهين للسياسة الدولية والتجارة في جامعة مين في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكاديمية الاقتصاد الوطني التابعة لحكومة روسيا الاتحادية، ومعاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة في الصين، ومعهد الشرق الألماني في ألمانيا، ومركز البحث والتحليل حول إيران في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد الهولندي للعلاقات الدولية في هولندا.الرؤية المستقبليةيعكف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على تنفيذ خططه المرحلية والاستراتيجية للأعوام المقبلة حتى عام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة وهي على النحو الآتي:أولاً: في مجال النشر والتثقيف والتوعيةثانياً: في مجال توسيع فعالياته وأنشطته المجتمعيةثالثاً: في مجال بناء الشراكات واتفاقات التعاونإن المستوى الذي وصل إليه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والنتائج والإنجازات العلمية والبحثية والفعاليات التي قدمها خلال العقدين الماضيين، والدعم المتنوع الذي قدمه لتوعية المجتمع وتثقيفه ولصناع القرار ومتخذيه ولشتى الدوائر العامة والخاصة في الدولة، وللباحثين بمختلف تخصصاتهم؛ كل ذلك لم يكن ليتأتى لولا المساندة غير المحدودة والتوجيه المتواصل من القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحبُ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -حفظه الله- والفريقُ أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ اللذان اختارا لتنفيذ تلك الرؤية وتحقيق تلك الأهداف وإدارة هذا الصرح العلمي الشامخ سعادةَ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي يُعَدُّ بالفعل أحد أبرز المفكرين العرب المعاصرين، وذا القدم الراسخة في مجالات البحث العلمي فضلاً عن خبرته الأكاديمية محلياً وإقليمياً وعالمياً.إن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يدخل عقده الثالث بتصميم أقوى من ذي قبل على الاستجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة، والإسهام في تحقيق الرؤى المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة القائمة أساساً على اقتصاد المعرفة والتنمية البشرية والتنمية المستدامة، بما في ذلك رؤية الإمارات 2021، ورؤية أبوظبي 2030، والنهوض بالبحث العلمي محلياً وخليجياً وعربياً، والإسهام بفعالية في النهضة الحضارية إقليمياً وعالمياً.