كتبت - عايدة البلوشي:لا تخلو الحياة من أناس تلتقيهم لا يعرفون شيئاً في الإتيكيت «فن التعامل»، هؤلاء يندفعون في تصرفات تؤذي القريب والبعيد. وتقول ليلى جاسم إلى أن أكثر ما يضايقها مقاطعة الحديث سواء عندما تكون هي المتحدثة أو إحدى زميلاتها، «لا أحب هذا السلوك الذي في كثير من الأحيان نجد أشخاص في حياتنا يقومون بمقاطعتنا عندما نتحدث، فأحياناً أغضب أقول لهم (خلني أخلص..)، وهو ما أواجهه مع إحدى زميلاتي في العمل مع أنها إنسانة محترمة جداً ولكنها لا تدري بأنها تتميز بهذه الصفة، سواء عندما أجلس معها أو أحدثها بالهاتف تقوم بمقاطعتي، نبهتها عدة مرات لكن دون جدوى». وتشير نورة حسن إلى جارة لها لا تعرف أبجديات الإتيكيت حتى، «نعيش في منطقة مدينة عيسى منذ أكثر من 35 سنة، ومنذ ما يقارب العشر سنوات جاءت لنا جارة جديدة لا تعرف المواعيد ولا تحترم خصوصيات الناس، فهي ضيفة لدي في البيت في كل وقت سواء في الصباح الباكر أو حتى آخر الليل، تدخل البيت من دون طرق الباب، وهذا ما يضايق زوجي الذي يقف حائراً بين تصرفاتها وبين أنها امراة كبيرة في السن ولا يريد أن ينبهها بأن سلوكها خطأ، وأحياناً نقفل الباب، فتقول بطرقه مراراً وتكراراً وترن الجرس وتنادي بأعلى صوت وحتى الجيران يسمعونها». «هرن» الباص وتذكر إيمان سالم أنها تواجه مشكلة من هذا النوع في الصباح الباكر، «السيدة التي تقوم بتوصيل الطالبات إلى مدارسهم (تهرن) السيارة لأكثر من خمس دقائق لكي تخرج الطالبة من منزلها، وهو ما يسبب لنا ولجيراننا إزعاجاً كبيراً، خصوصاً وأن ولدي كبير في السن ويكون نائماً في هذا الوقت بالتالي الهرن». وتشير إلى أنها كثيراً ما تنزعج عندما تكون في مكان عام مثل المستشفى، المطعم، ويرن هاتف أحد الموجودين والرنة مزعجة، والأسوأ من ذلك عندما يرد على المتصل، فيقوم بالحديث بصوت يسمعه الجميع ويصرخ وهو ما يسبب إزعاجاً للجميع ويلغي خصوصية حديثه. بدورها تؤكد مروة عبدالله، وجود أناس بعيدة كل البعد عن ما يسمى بالذوق أو الإتيكيت، «تراهم لا يعرفون أدنى صور معاني هذه الكلمات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مريض يأتي إلى المستشفى ويرافقه القوم كله، وهذا بالفعل ما حصل في مستشفى الرفاع الشرقي للأسف، قبل أيام ذهبت إلى المركز، ورأيت مع عدد من المرضى مرافقين، فالمريض واحد ويرافقه أربعة، فعدد المرافقين أكثر من عدد المرضى، وهذا إضافة إلى الإزعاج من قبل الأطفال، فالطفل يركض ويصرخ والأم في خبر كان». وتضيف: أعتقد أن مثل هذه الأمكان يجب أن نعزز فيها الوعي في الإتيكيت، فهؤلاء يرافقون المريض دون مبرر وكأنهم ذاهبون إلى حديقة أو مكان ترفيهي، ولابد أن نوعي أيضاً من يزور المريض في المستشفى لأنه أحياناً يزوره عدد كبير من أهله في وقت واحد مما يسبب إزعاجاً له مع أصحاب الأطفال، مشيرة إلى أن من صور الإتيكيت أيضاً ، ومن اللباقة أن يقوم الرجل بالمبادرة في العرض بدفع النقود عندما تشتري المرأة التي تكون بصحبته أي شيء والتي ستقوم بالرد عليه في المقابل أشكرك لا داعي لذلك، ولكن للأسف هذه الصورة تختصر في فترة الخطوبة فقط، أما بعد هذه الفترة فعلى الدنيا السلام». المتعلمون أيضاً! أما عبدالرحمن محمد فيشير لمواقف كثيرة في الحياة نفتقد فيها إلى الإتيكيت في التعامل، منها تعامل الشباب مع كبار السن، المراهقين مع أولئك الذين يبيعون في البرادات، الطالبات مع مدرساتهم ..إلخ، «هذه السلوكيات البعيدة عن الذوق إن صح التعبير لا علاقة لها بالمستوى التعليمي حيث نجد هناك من لديهم أعلى الشهادات ولكن لا يعرف التعامل مع الناس، فعلى سبيل المثال وفي الواقع، أعرف مديراً عندما يتحدث مع موظفيه لا يعطيهم أدنى اهتمام في الحديث، حيث يكون مشغولاً في أمر ما ولا يسمع ويطلب من الموظف إعادة ما يقوله عدة مرات، للأسف هذا يعتبر مديراً ولكن أسلوبه وتعامله لا يناسب الإنسان العادي فما بالكم بمدير يدير إدارة كاملة؟!». أصل المصطلح مصطلح أوروبي يقصد به الآداب العامة في التعامل مع الأشياء. ومرجعيتها هي الثقافة الإنسانية الشاملة وقلما تختلف من بلد إلى بلد. وما سنستعرضه هنا هو الإتيكيت الدولي أي المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم. هو فن التعامل والسلوك والأخلاق والذوق والتصرف واحترام الذات والآخرين وفن التعامل مع الآخرين وفن الخصال الحميدة وسلوك منظم وفن التصرف الراقي المقبول اجتماعياً والذي يغنيك عن الإحراج ويعطيك الثقة في تصرفاتك كونها مقبولة ويجعلك ذا شخصية متفتحة اجتماعياً وذات لباقة عالية وبهذا يكون الإتيكيت سلوك بالدرجة الأولى والسلوك هو تصرف وممارسات مجموعة من الاستجابات المحددة التي يقوم بها الإنسان في أي موقف نتيجة لموقف أو حادث أو طريقة التعامل مع الآخرين والتصرف معهم وردة الفعل تجاه انفعالاتهم وتصرفاتهم. فمفهوم الإتيكيت كلمة تعني التهذيب واللياقة وتحمل الفرد على تحسين علاقته بالآخرين والإتيكيت يعني حسن التصرف واللطف للحصول على احترام الذات وتقدير الآخرين وهو السلوك الذي يساعد على الانسجام والتلاؤم مع بعضهم بعضاً ومع البيئة التي يعيشون فيها. لأن أي تصرف أو سلوك قد يعطي صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة، والأتكيت يحميك من أي إساءة في أي مكان، والأتكيت الدولي مقبول في أي مجتمع. ويحق لك كسر أي قاعدة من قواعد الأتكيت إذا عارضت مع الدين أو العادات والتقاليد أو الصحة حسب الاتفاقات الدولية.