أعلنت الولايات المتحدة أمس توسيع حملتها لمطاردة شبكة دولية لتهريب المخدرات تقول إنها مرتبطة بحزب الله اللبناني وتمتد تفرعاتها حتى الأراضي الأمريكية.وأكدت وزارة الخزانة في بيان أنها توصلت بعد تحقيق أجرته بالتنسيق مع الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات إلى الاستنتاج بأن مؤسستي صيرفة لبنانيتين لتحويل الأموال مرتبطتين بهذه الشبكة تمثلان «خطراً كبيراً في مجال تبييض رؤوس الأموال». وذلك سيفرض لاحقاً على المؤسسات المالية الأمريكية التنبه إلى هاتين الشركتين بغية منعهما من استخدام النظام المالي في الولايات المتحدة. وبحسب الحكومة الأمريكية فإن شبكة مهربي المخدرات المعنية يقودها المدعو أيمن سعيد جمعة الذي يحمل جواز سفر لبنانياً وأوراقاً ثبوتية كولومبية.وأعلنت الخزانة الأمريكية في يونيو 2012 أن المجموعة تقوم بتبييض عائدات تهريب المخدرات لـ «صالح مؤسسات إجرامية» وحزب الله الذي وضعته وزارة الخارجية الأمريكية على القائمة السوداء لـ «المنظمات الإرهابية الأجنبية». وبحسب واشنطن فإن شبكة جمعة استعانت بالشركتين المذكورتين «قاسم رميتي وشركاه للصيرفة» و»شركة حلاوي للصيرفة» للالتفاف على التدابير التي تتخذها الولايات المتحدة لتجفيف موارد تمويلها.وذكرت وزارة الخزانة أن الشبكة تستخدم تجارة مشروعة لتصدير سيارات أمريكية مستعملة لبيعها في أفريقيا من أجل غسل عائدات تهريب مخدرات كولومبية إلى أوروبا عبر القارة الأفريقية. ثم توزع شركتا الصيرفة اللبنانيتان الأرباح عبر دول أخرى مثل الصين أو دولة خليجية لتغذية مشتريات السيارات، ويحول قسم منها لصالح «حزب الله». وأكدت الخزانة الأمريكية «أننا مصممون على كشف وتعطيل منظمات غسل الأموال الدولية التي تعمل بشكل متقن وتنقل عائدات تجارة المخدرات لحساب شركات إجرامية وخصوصاً لحساب مجموعة «حزب الله» الإرهابية». ويأتي هذا الإجراء في إطار تحقيق استغرق سنوات وكشف عما تقول الولايات المتحدة أنها صلات وثيقة بين مهربي المخدرات في أمريكا الجنوبية والجماعات المتشددة في الشرق الأوسط مثل «حزب الله». وقال رئيس قسم العمليات الخاصة في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية ديريك مالتز في إفادة صحفية إن «المخدرات والإرهاب يتعايشان معاً في أنحاء العالم في إطار زواج يقوم على راحة الطرفين». وأضاف أن التقديرات المتحفظة تشير إلى أن نصف المنظمات «الإرهابية» في العالم لديها صلات بتهريب المخدرات. وتابع أن مهربي المخدرات في أمريكا الجنوبية يتوقون لتوسيع أسواقهم المربحة في اوروبا والشرق الأوسط من خلال مسارات شحن جديدة عن طريق دول غرب افريقيا. ويقول مسؤولون أمريكيون أن حزب الله يتلقى أموالاً من إيران التي تخضع هي الأخرى لعقوبات مالية تشمل صادراتها من النفط بسبب برنامجها النووي. وقال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين «حزب الله هو منظمة إرهابية مكتملة تلقت تمويلاً من إيران ببذخ على مدى سنوات وهو أيضاً مؤسسة تتحول بشكل متزايد الى الجريمة لتمويل نفسها في وقت تتصاعد فيه الضغوط المالية على إيران وأصبح الوضع المالي لإيران اكثر ضعفاً».وعلى موقعها الإلكتروني قالت شركة حلاوي إنها تقدم لعملائها خدمات الصرافة والتحويلات منذ عام 1960. وتحدث مسؤولون أمريكيون عن شبكة دولية يقوم من خلالها مهربو مخدرات في امريكا الجنوبية بإرسال الكوكايين إلى أسواق اوروبية عن طريق غرب افريقيا مستغلين غياب القانون في المنطقة. وأضافوا أنه يتم غسل عائدات المخدرات من خلال شركات صرافة في لبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ويتم نقل بعض الأموال إلى حزب الله. وتابع المسؤولون الأمريكيون أن عصابة المخدرات تقوم أيضاً بنقل العائدات من خلال تهريب كميات كبيرة من الاموال النقدية عن طريق وكلاء السيارات في الولايات المتحدة وشحنات البضائع الاستهلاكية المتجهة إلى آسيا. واستهدفت الحكومة الأمريكية أيضاً البنك اللبناني الكندي وهو ثامن أكبر بنك في لبنان بسبب مزاعم بمساعدته شبكة جمعة في غسل أموالها وقامت العام الماضي بمصادرة ما قيمته 150 مليون دولار من أصول البنك.والإجراءات التي اتخذت ضد شركتي الصرافة هي الأولى التي تستهدف مؤسسات غير بنكية بموجب قانون مكافحة غسل الأموال الأمريكي الذي أقر في أعقاب هجمات سبتمبر. وقال مسؤولون أمريكيون إن هذا التطور يعكس كيف تحول الشبكات الإجرامية اتجاهها صوب مؤسسات مالية أقل في الكفاءة التنظيمية لغسل الأموال بعدما بدأت العقوبات الأمريكية ضد بنوك أكثر استقراراً تؤتي ثمارها.«فرانس برس - رويترز»