قال سفير ماليزيا لدى البحرين أحمد شاهيزان إن بلاده ترفض أي شكل من أشكال العنف والإرهاب التي تتمسح بدعاوي التظاهر والتجمع وحقوق الإنسان، إذ إنها «جرائم قتل واعتداء صريح، وليست من الديمقراطية في شيء»، معلناً استعداد ماليزيا «إرسال قواتها لمساعدة البحرين فور طلبها».ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن شاهيزان قوله إن بلاده «متفائلة بما قد تسفر عنه دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للحوار الوطني»، مؤكداً دعم بلاده «الكامل والقوي لهذه الدعوة التي من شأنها أن تعزز من المسيرة الديمقراطية البحرينية وتجربة الإصلاح التي دشنها جلالة العاهل المفدى».وأضاف أن «البحرين شأنها شأن الكثير من العواصم الإقليمية الكبرى تخطو بخطوات ثابتة لتكون أشبه بمركز تجاري مرموق، سيما أنها تملك المؤهلات والكوادر الكاملة لكي تصل إلى هذه المكانة المرجوة في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة»، مشيراً إلى أن بلاده «كانت من أوائل الدول التي ساندت البحرين خلال الأحداث التي مرت بها عام 2011 ، وكان رئيس الوزراء الماليزي إبان زيارته للمملكة العربية السعودية في تلك الأثناء هو أول من دعم دعوة جلالة العاهل المفدى لإقامة الحوار».وأكد السفير الماليزي أن «القيادة الماليزية ورئيس الوزراء ليسوا وحدهم من يبدون استعدادهم لتقديم يد العون والمساعدة والدعم للبحرين، وإنما الشعب الماليزي أيضاً الذي يعتبر الحوار الوطني المكون الأكثر أهمية ليس فقط للارتقاء بالديمقراطية ومسارها وإنما بالمصالحة الوطنية ونهج الاعتدال كذلك».ورأى السفير الماليزي أن «البحرين نجحت نجاحاً منقطع النظير في تنفيذ توصيات اللجنة الوطنية المستقلة لتقصي الحقائق»، مشيراً إلى أن «المملكة نفذت نحو 19 توصية من التوصيات المطلوبة، ولم يتبق سوى بعض الإجراءات لتنفيذ التوصيات السبعة المتبقية، ولذلك فإن ماليزيا متفائلة جداً مما سيثمر عنه حوار التوافق الوطني».وحول العلاقات مع البحرين، أكد السفير الماليزي أنها «تتسم بالودية والتاريخية والعمق، وتشمل العديد من المجالات، خاصة أن البلدين يتشابهان في العديد من القواسم المشتركة باعتبارهما من الدول المسلمة ويتبعان نفس النظام الملكي الدستوري، الأمر الذي يجعلهما يقتربان من بعضهما البعض، وهو ما سيسمح مستقبلاً في تطوير أطر العلاقات الثنائية بينهما».وأشار إلى أن «العلاقات الثنائية بين البحرين وماليزيا، خاصة على الصعيد السياسي، شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة»، معرباً عن أمله في «زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى ماليزيا السنة القادمة، ما سيرفع من شأن العلاقات بين البلدين».وتابع أن «هناك العديد من الزيارات المشتركة التي تمت أو أتوقع أن تتم بين البرلمانيين البحرينيين والماليزيين»، مؤكداً أن «مثل هذه الزيارات تعزز من العلاقات بين البلدين، وتعد أمراً جوهرياً لكون البرلمان ممثلاً للشعب مما يعني تقارب الشعبين».وأضاف السفير الماليزي أن «حجم التجارة الحالي بين البلدين يعتبر صغير جداً ويقرب من 250 مليون دولار في الإجمال، ومعظم الفائض التجاري لصالح البحرين»، مؤكداً أن «على البلدين العمل للارتقاء بحجم التجارة بينهما لتصل إلى 3 مليار دولار بحلول 2020».وفيما يتعلق بجوانب التعاون الأخرى بين البلدين، أشار إلى أن «هناك مجالات التمويل الإسلامي والمجال البنكي والتكافل»، مؤكداً» القوة التي يتمتع بها البلدان في هذا الجانب باعتبارهما بحاجة إلى جهود أكبر لتعزيز الشراكة على هذا المستوى». وقال إنه «ليس من المفترض أن يتنافسا، لأن البحرين وماليزيا تتمتعان بمميزات تنافسية أخرى لابد من توظيفها».وجدد السفير الماليزي التهنئة للمملكة لأنها اختيرت للمرة الثالثة على التوالي كعاصمة عربية للتراث، كما حازت لقب العاصمة العربية للثقافة ولقب عاصمة السياحة الأسيوية، مشيراً إلى أن العام القادم 2014 سيكون «سنة زيارة ماليزيا»، الأمر الذي سيزيد من إمكانية تطوير التعاون السياحي والارتقاء به لأحسن المستويات.وكشف أنه «سيكون هناك مدربون ماليزيون في البحرين خلال الأشهر الستة المقبلة، لمساعدة البحرينيين على تطوير كفاءاتهم في عدد من المجالات»، مبدياً رغبة بلده في «تطوير التعاون في مجال الشباب اليافع والنساء التي تحظى بوضعية متقدمة في البحرين».وأكد أن المملكة «بلد سباق» ويعتبر نموذجاً يحتذى به في المنطقة، كما إنها قطعت شوطاً كبيراً فيما يتعلق بتعزيز مكانة المرأة في عديد من المجالات.ورفع سفير مملكة ماليزيا بالبحرين أسمى آيات الشكر لحكومة البحرين وبالأخص جلالة الملك المفدى لمنح أول نسخة من جائزة الشيخ عيسى للعمل الإنساني إلى امرأة ماليزية، معبراً عن إعجابه بمستوى النهوض الذي حققته المرأة البحرينية.وقال إن بلاده «تطمح إلى نفس المستوى من التقدم فيما يتعلق بالنساء». وفي مجال التعاون التربوي، قال السفير الماليزي إن «هناك حوالي 300 طالب بحريني في المراحل المختلفة يتعلمون وفق النظام التعليمي هناك»، مشيراً إلى أن بلاده تطمح أن تجعل من نفسها مركز التميز الإقليمي في مجال التعليم في العالم.وقال إنه «من الضروري تدشين رحلات جوية مباشرة بين كوالالمبور والمنامة حيث إنها ستساعد كثيراً على انسيابية الحركة بين البلدين».وأشاف أن «هناك 250 مواطناً ماليزياً يعملون في المملكة في القطاعات المختلفة، الحكومية منها والخاصة، سيما في مجالات الصيرفة والبنوك والمحاماة»، معرباً عن أمله في «شغل بعض الماليزيين مجال صناعة المواد الغذائية بداية من السنة المقبلة». وهنأ سفير ماليزيا في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والشعب البحريني بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح الحديثة ككيان عربي إسلامي عام 1783 ميلادية والذكرى آل 42 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية والذكرى الـ 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم كما هنأهم بحلول العام الجديد حيث أعرب عن أسمى أمنياته للبحرين ولماليزيا وأن تكون سنة 2014 سنة خير وبركة على البلدين.