كتبت - سلمى إيهاب:قال متحدثون في أولى جلسات المنتدى الخليجي للإعلام السياسي تحت عنوان «دور الإعلام السياسي في عالم اليوم» إن بعض وسائل الإعلام لا تعترف بالقوانين المحلية ومرجعياتها دينية وتكون عادة من خارج حدود الوطن.وأكدوا، خلال الجلسة التي تطرقت لمحوري الصحافة المحلية ودورها في نشر ثقافة الديمقراطية السليمة، ودور الإعلام في الرقابة السياسية والعملية الانتخابية، أهمية التوعية كمسؤولية جماعية، مطالبين بأهمية الاستمرار في نقاش القضايا المشتركة لإيصال الصورة بوضوح للجميع.وأوضحوا أن التنشئة السياسية هي التي صنعت الأحداث التي نعيشها الآن، وهنالك أدوار للتنشئة السياسية تختلف باختلاف المعرفة، وأن التنشئة السياسية ليست مسؤولية الصحف أو وزارة الإعلام أو الجهات الإعلامية الأخرى فقط، بينما هي تنشئة تبدأ من المنزل.وشارك في الجلسة أربعة متحدثين هم المستشار الإعلامي ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، والإعلامية والكاتبة بصحيفة «الوطن» سوسن الشاعر، الإعلامي والكاتب في قناة وجريدة «الوطن» الكويتية أحمد الفهد، الكاتب بصحيفة «أخبار الخليج» د.إبراهيم الشيخ، ومدير الجلسة الكاتب الصحافي وعضو مجلس إدارة جمعية الصحافيين البحرينية عبدالله المناعي. وقالت الكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر، إن الأدوات الموجودة في الإعلام الرسمي متخلفة قياساً بما هو مطلوب، يجب أن تعمل وسائل الإعلام الرسمية بصورة متوازنة مع التطور الهائل في وسائل الاتصال الرسمي. وأشارت إلى أن الإعلام الرسمي لا يحقق الطفرات والتطورات، وأن كل وسائل الإعلام في العالم لها أجندتها الخاصة التي تحاول نشر قواعدها، إضافة إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية تنادي بأسس ومبادئ لا تطبقها في بلادها وتكون مبادئ حقوق الإنسان والانتهاكات وما إلى ذلك أبرز همومها التي تغطيها في الدول العربية وإذا ما حدثت تلك الانتهاكات لديهم لا ينشرونها.وذكرت أنه على المستويات المحلية فإن بعض الوسائل الإعلامية لا تعترف بالقوانين المحلية ولكن بمرجعيات دينية تكون عادة من خارج حدود الوطن.وأكدت الشاعر أنه على وسائل الإعلام في المجتمع الخليجي أن تقود الدفاع عن دولها، خصوصاً في وقتنا الحاضر والذي يواجه فيها المجتمع الخليجي معركة يراد منها تغيير هوية المنطقة وواجهتها من خلال بث الأفكار العدائية بين الشباب تجاه مؤسساتهم الرسمية، كعدم الإيمان والاعتراف بالمؤسسات الرسمية.ورجعت الشاعر في نقاشها لتؤكد أنه لا يوجد اليوم شيء اسمه إعلام رسمي، فالإعلام تحرر وأصبح منفتحاً على جميع وسائل الاتصال وغيرها، لذلك ندعو إلى دمج الطلبة الجدد في وسائل الإعلام الرسمي للمساهمة في دفع العمل الإعلامي إلى الأمام. وأشارت إلى أن التوعية ليست مهمة وزاره الإعلام أو الدولة وإنما هي مسؤولية جماعية. فبالرغم من وجود جيوش من الموظفين في وزارات الإعلام وميزانيات ضخمة إلا أن تلك الوزارات تفتقد سبل التواصل مع الجمهور. فالدولة التي تريد الوصول عليها اللحاق بتلك الوسائل. وأوضحت أن موضوع التنشئة السياسية ليست مسؤولية الصحف أو وزارة الإعلام أو الجهات الإعلامية الأخرى فقط، بينما هي تنشئة تبدأ من المنزل.وذكر الإعلامي والكاتب في قناة وجريدة الوطن الكويتية أحمد الفهد، أنه لاشك أن الإعلام يعتبر أحد وسائل السلطة الرابعة، وإذا ذهبنا لوسائل الإعلام اليوم نراها متطورة وجعلت من كل مواطن إعلامي، خصوصاً بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي العصرية. وأفاد الفهد، علينا اليوم التعامل بواقعية مع الناس، خصوصاً أن 80% من الجمهور يذهب للاستماع ومتابعة الأخبار والآراء المخالفة للحقيقة، ولذلك علينا جميعاً أن نستمر في نقاش القضايا المشتركة لإيصال الصورة بوضوح للجميع، مشيراً إلى أن مصطلح «الشرعية الدولية» مطاط من أجل التحكم بالدول.وقال المستشار الإعلامي سلطان البازعي، إن المؤثرات في الرأي العام لم تعد نفسها القديمة، كما إن النظرية الإعلامية تغيرت اليوم، فالجميع أصبح مراسلاً للأخبار والجميع أصبح متلقياً من وسائل الإعلام الجديد، لذلك لابد أن نعرف كيف نتعايش مع الجيل الحالي الذي يشكل 60% من دول الخليج. من جهته، قال الكاتب الصحافي د.إبراهيم الشيخ «التنشئة السياسية هي التي صنعت الأحداث التي نعيشها الآن، وهنالك أدوار للتنشئة السياسية تختلف باختلاف المعرفة». وأشار أن الدول العربية للأسف مازال إعلامها يتحدث ببدائية، وهذا يدل على ضعف الإعلام العربي وأن هناك عدداً من الكفاءات التي يجب تعزيزها. والمشكلة الأساسية في وجود تخلف عربي شامل يؤثر على سلوكيتنا فبالرغم من ما تمتلكه الدول من أجهزة ووسائل إلا أنها كأجهزة إعلامية تعجز عن اكتساب الجمهور. ولفت إلى أنه أجرى بحث على 1200 طالب وطالبة تحت عنوان التنشئة السياسية، فوجد أن هنالك مؤثرين أساسيين في تنشئة الشباب، وهما رجال الدين ووسائل الإعلام.وأضاف «فدور رجال الدين يفترض أنه يساند الدولة والمواطن، إلا أن هذا الدور مخترق بدل أن يكون داعماً ومسانداً للدولة ويعزز الانتماء الوطني».ودعا الشيخ الإعلاميين الكبار إلى التواضع وفتح المجال أمام الإعلاميين الجدد.