حاورها أبوذر حسين:أكدت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة د.مريم الجلاهمة أن مملكة البحرين ودعت الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم منذ أكثر من 20 عاماً، مشيرة إلى أن آخر حالة دفتيريا سجلت في البحرين كانت عام 1982، والتيتانوس عام 1984، وشلل الأطفال عام 1992.وقالت الجلاهمة في لقاء مع «الوطن» بمناسبة انعقاد القمة العالمية للقاحات التي بدأت اعمالها في أبوظبي أمس وتختتتم اليوم الخميس، إن «البحرين تعطي موضوع اللقاحات والتحصين ضد العدوى جانباً كبيراً من الأهمية لارتباطه المباشر بمستقبل الأجيال وحماية النشء والتنمية الاقتصادية».وأضافت أن «وزارة الصحة دأبت على أهمية التأكد من وصول اللقاحات إلى كل مواطن ومقيم على أرض البحرين، لإيمان قيادة الدولة والحكومة بأهمية التحصين ودوره في التنمية الشاملة والبناء الصحيح».وأوضحت أن «القيادة الرشيدة وصناع القرار في الدولة وفروا اللقاحات ذات الجودة والسلامة العالية وذات الكلفة الفعالة حسب الفئة المستهدفة، إذ إن ما يمكن توفيره من صحة الأفراد بالوقاية من الأمراض لا يقدر بثمن، مشيرة إلى أن كلفة اللقاحات بلغت خلال العام الماضي 2.2 مليون دينار بحريني».وأشارت إلى أن «وزارة الصحة تحرص على توفير تطعيمات مأمونة وعالية الجودة وقد تم وضع برنامج للترصد لحالات الأعراض الجانبية التي قد تعقب أخذ اللقاحات».نص الحوار:متى ابتدأت التحصينات في المملكة وما أثر ذلك على انتشار الأمراض المستهدفة بالتطعيم؟بدأت التحصينات في مملكة البحرين في الأربعينات من القرن الماضي ومن حينها كانت البحرين من الدول السباقة في إدخال اللقاحات حتى واكبت الدول المتقدمة في ذلك وانبثق برنامج التطعيم الموسع عام 1981 ليشمل تطعيمات الطفولة والبالغين والحجاج والأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض. وكان الأثر جلياً على معدل الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم حيث قلت بنسبة كبيرة وسجلت آخر حالة دفتيريا عام 1982 والتيتانوس عام 1984، أما عن شلل الأطفال فقد سجلت آخر حالتين عام 1992 ومن ذلك الوقت لم تسجل أي حالات كما سبقت هذه الحالتين عقد خبراء خلو المملكة من المرض.ما هو الهدف من برنامج التطعيم الموسع في مملكة البحرين؟الهدف تطعيم الأطفال في الأعمار المختلفة بالتحصينات الأساسية للوقاية من الأمراض المعدية مع وضع سياسات وخطط لخفض معدل المرضى والوفيات والتوسع ليشمل الفئات العمرية الأخرى بالتطعيمات للوقاية من الأمراض المستهدفة بالتطعيم والفئات ذات الخطورة بسبب مرض أو دواء أو عمل أو سفر .. وغيرها باللقاحات كل حسب الفئة.اختير شعار هذا العام في إقليم شرق المتوسط لأسبوع التطعيم «لنقضِ على الحصبة الآن». أين تكمن أهميته؟تكمن أهمية مرض الحصبة في كونه شديد العدوى، وقد يتسبب في مضاعفات صحية شديدة مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب الدماغ، وأدخل تطعيم الحصبة 1974 كجرعة واحدة عند عمر 9 أشهر ويعطي الآن في التطعيم الثلاثي الفيروسي ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف بجرعتين عند عمر سنة واحدة وقبل دخول المدرسة، كما يعطى لغيرها من الفئات المعرضة للعدوى. كما شكلت لجنة لتوثيق إجراءات الحصبة بالمملكة ولم تسجل أي حالة حصبة مستوطنة بالمملكة في الثلاثة الأعوام الماضية بفعل ارتفاع تغطية التطعيم بنسبة 99% والترصد الوبائي والمخبري ووعي المجتمع بالتطعيم.ما هي الاستعدادات للاحتفال بهذا الأسبوع في مملكة البحرين؟تم تشكيل فريق للأعداد لفعالية أسبوع التطعيم يضم خبرات من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة.وتشمل الفعاليات في هذا الأسبوع حفلاً تحت رعاية وزير الصحة للتأكيد على أهمية التطعيمات واستكمالها للسيطرة على الأمراض المعدية والقضاء عليها. كما ويشمل الاحتفال بالأسبوع عقد ورش عمل للعاملين الصحيين في المستشفيات الحكومية والخاصة حول الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم بشكل عام والتركيز على مرض الحصبة بشكل خاص، ورفع مستوى الوعي المجتمعي حولها.ما هي الفئات الأخرى المستهدفة بالتطعيمات؟إن التطعيمات لا تتوقف عند الطفولة كما هو الاعتقاد السائد سابقاً بل تتعداها لتشمل المراحل العمرية الأخرى كالبالغين من طلبة المدارس وكبار السن والفئات الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض مثل مرض فقر الدم المنجلي ومرضى الأورام وذوي الأمراض المزمنة وغيرها ممن يقتضي عملهم أو وجهة سفرهم وقايتهم بالتطعيم كل حسب فئته.ما هي نسبة التغطية بالتطعيمات في مملكة البحرين؟تجاوزت نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية للأطفال 97% وبلغت التغطية لكبار السن في دور رعاية المسنين حوالي 100% لتطعيم النيموكوكل، بينما تجاوزت 96% لتطعيم الأنفلونزا الموسمية.هل التطعيمات آمنة، وهل يتم رصد الأعراض الجانبية المصاحبة لإعطائها؟بصفة عامة جميع التطعيمات آمنة، إلا أن وزارة الصحة تحرص على توفير تطعيمات مأمونة وعالية الجودة وقد تم وضع برنامج للترصد لحالات الأعراض الجانبية التي قد تعقب أخذ اللقاحات، التي يتعين على العاملين الصحيين في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة التي تقدم خدمات التطعيم الإبلاغ عنها ومن ثم يتم التحري والمتابعة للوقوع على الأسباب لضمان سلامة متلقي هذه الخدمة.وقد كانت معظم الحالات للأعراض الجانبية المبلغ عنها وتم رصدها ومتابعتها عام 2012 هي أعراض بسيطة تتراوح بين انتفاخ في منطقة الحقن أو ارتفاع في درجة الحرارة ولم تسجل أعراض لها علاقة بأخطاء أو تجاوزات في التعامل مع اللقاحات وفق الاشتراطات والمعايير الصحية العالمية وقد بلغت هذه الحالات 29 حالة، فيما سجل في العام الحالي «2013» ثلاث حالات بسيطة للآن.هل تتم مراقبة خدمات التطعيم بالمؤسسات الصحية؟تتم مراقبة خدمات التطعيم بالمؤسسات الصحية من خلال برنامج خاص دوري لمراقبة سلسلة التبريد اللازمة لحفظ اللقاحات كل ثلاثة أشهر لجميع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة التي تقدم خدمات التطعيم حيث يتم ذلك عن طريق زيارات ميدانية تقييمية وإرشادية يتم خلالها التأكد من سلامة حفظ التطعيمات وإعطاء التعليمات المتعلقة بذلك واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال مخالفة القواعد العامة لحفظ التطعيم ويبلغ عدد المؤسسات التي يتم زيارتها ما يقارب 103 مؤسسات صحية كما يتم تقييم إدارة اللقاحات ودقة المعلومات المتعلقة بالتطعيم.كيف يتم تقدير كميات التطعيم التي تحتاجها المملكة وإدخال التطعيمات الجديدة للفئات المختلفة؟لقد تم تشكيل لجنة التطعيمات الفنية بقرار وزاري عام 2009 حيث تناقش الأمور المتعلقة بإدخال التطعيمات والتأكد من جودتها وسلامتها حسب المعايير العالمية وحساب الكميات اللازمة وذلك بتقدير الاحتياج على ضوء الفئة المستهدفة والاستهلاك وذلك لضمان توافر التطعيمات للجميع.كما تضع اللجنة التوصيات المتعلقة بجداول التطعيم للفئات المختلفة على ضوء الدلائل العلمية المثبتة والدراسات المتعلقة بعبء المرض والكلفة الفعالة للقاحات. وتضم هذه اللجنة عدداً من الخبراء من القطاعين الحكومي والخاص وفي تخصصات مختلفة ذات علاقة مثل علم الأوبئة والمناعة والصحة العامة والصيدلة والأطفال والأمراض المعدية والرعاية الصحية وطب العائلة وغيرها. كما يتم تبادل الخبرات مع اللجان ذات العلاقة بالأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم كلجنة الأشهاد لاستئصال شلل الأطفال ولجنة توثيق إجراءات التخلص من الحصبة وغيرها.ما هي كلفة التطعيمات في عام 2012؟حرصت مملكة البحرين وبدعم من القيادات الرشيدة وصناع القرار بتوفير اللقاحات ذات الجودة والسلامة العالية وذات الكلفة الفعالة حسب الفئة المستهدفة، إذ إن ما يمكن توفيره من صحة الأفراد بالوقاية من الأمراض لا يقدر بثمن وقد بلغت كلفة اللقاحات ما يقارب 2.2 مليون دينار بحريني.ما نسبة تغطية اللقاحات بالحمى الشوكية والتهاب الكبد الوبائي؟إن اللقاح المستخدم ضد الحمى الشوكية تم إدخاله في الثمانينات لوقاية حجاج بيت الله الحرام والأطفال في عمر السنتين. أما بالنسبة للقاحات ضد التهاب الكبد الوبائي فقد تم إدخال اللقاح المستخدم للوقاية من مرض التهاب الكبد الوبائي «ب» عام 1991، وللوقاية من مرض التهاب الكبد الوبائي «أ» عام 2004 حيث تعد مملكة البحرين من أوائل الدول في إدخال هذا اللقاح روتينياً. وقد تجاوزت التغطية بالتطعيمات المذكورة 99% في عام 2012. ما هي أبرز اللقاحات التي أدخلتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية؟.لقد خطت المملكة خطــوات متميزة في مجــال إدخال اللقاحــات الجديدة على ضــــــوء الأســـس العلمية المثبـتة من خلال تقدير عبء المراضــة والحاجــة لإدخال مثل هذه اللقاحات، حيث تم إدخال لقاح المكورات الرؤوية المدمج والمعروف «بالنيموكوكال» روتينياً للأطفال منذ العام 2008، وقد سبق إدخاله روتينياً وإعطائه للأطفال المعرضين لخطر الإصابة ببكتيريا الكوارات الرؤية منذ عام 2001، وقد بلغت التغطية بالجرعات الأساسية من هذا اللقاح حوالي 99%. ويعد عام 2008، من الأعوام التي أدخل فيها أكثر من لقاح في المملكة، حيث تم إدخال لقاح «الروتا» استناداً على الأدلة والبراهين والدراسات العلمية التي تجرى للتعرف على حجم المشكلة في المملكة. كما استبدلت الجرعة المنشطة من لقاح الكزاز والخناق للبالغين في المدارس باللقاح الثلاثي للكزاز، والخناق والسعال الديكي وذلك في إطار خفض المراضة والوفيات من هذه الأمراض. كما تم استبدال الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال الفموي باللقاح المعطل هذا وقد بلغت معدلات التغطية بالجرعة الثالثة من لقاح شلل الأطفال أكثر من 99% في جميع محافظات المملكة حيث لم تسجل أي حالات بين العام 1982-1992، إلا أنه تم تشخيص حالتين عام 1993، ومنذ ذلك الحين ومملكة البحرين خالية من شلل الأطفال، كما لم تسجل أي حالة من حالات الخناق «الدفتيريا»، والكزاز الوليدي منذ الثمانينات، وذلك نظراً لارتفاع معدلات المناعة المجتمعية حيث بلغت نسبة التغطية للجرعات الأساسية للكزاز والخناق والسعال الديكي حوالي 99% أيضاً في عام 2012.وعنيت مملكة البحرين بتوفير هذه اللقاحات بالمجان من خلال المراكز الصحية المنتشرة في أنحاء المملكة ليتمكن جميع المواطنين والمقيمين من الوصول لخدمات التطعيم الوقائية بسهولة ويسر وقد توسعت خدمات التمنيع لتشمل، إضافة للأطفال الفئات الأخرى مثل طلبة المدارس والشباب وكبار السن، والفئات الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض مثل مرضى فقر الدم المنجلي، ومرضى الأورام وغيرهم، كما امتدت للعاملين على ضوء التعرض لمخاطر الإصابة بالأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم في محيط عملهم والمسافرين حسب وجهة السفر.كيف تنظرون إلي قمة اللقاحات العالمية؟إن تجمع أكثر من 300 من خبراء الصحة والتنمية، والملقحين، والمبتكرين، والمشاهير، والمساهمين في الأعمال الخيرية ورواد الأعمال في أول قمة عالمية للقاحات، من شأنه أن يدعم ويؤيد الدور المهم الذي تلعبه اللقاحات والتحصين في توفير بداية صحية لحياة الأطفال، ويعتبر أكبر دعم يجده التحصين على المستوى العالمي، لاسيما وأنه بالرغم من التقدم الهائل، مايزال يموت طفل كل 20 ثانية بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الالتهاب الرئوي، وفيروس الروتا، والحصبة ومرض الالتهاب السحائي.وتعكس قمة اللقاحات العالمية الرؤية والالتزام بإيصال اللقاحات إلى كل من يحتاجها من أطفال العالم، ونحن في مملكة البحرين قد نهجنا هذا الطريق منذ عقود حتى أحرزنا فيه مراتب متقدمة نسبياً على المستوى الإقليمي والعالمي. ونسعى في ظل مثل تلك القمم العالمية أن ندعم التوجهات التي تعد طريقاً قويماً للقضاء على الأمراض المعدية، وحماية مجتمعنا عامة للتوعية أكثر بأنظمة وطرق التحصين التي تحقق أكثر فاعلية ممكنة.ونتمنى أن تخرج القمة بتوصيات من شأنها تقديم أفضل الحلول لتطوير اللقاحات الفعالة التي تحقق آثاراً إيجابية واقتصادية فضلاً عن تمتع جميع أطفال العالم بالصحة الجيدة والحياة الأطول.ونحن في مملكة البحرين ملتزمون بدعم التوجهات العالمية التي تدعو لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى جميع المواطنين والمقيمين.كيف ترين التمويل العالمي للقاحات؟شهدت السنوات العشر الأخيرة تقدماً ملحوظاً في تطوير التحصين واللقاحات وآليات التمويل العالمي للقاحات، وآليات التمويل المبتكرة مثل إصدار سندات لتمويل حملات التحصين التي تساعد في استئصال الأمراض المعدية. وبالرغم من ارتفاع تكاليف اللقاحات الجديدة، والأطفال الذين يصعب الوصول إليهم إلا أنها حققت نجاحات كبيرة وموثقة.كما حققت حملات التطعيم المكثفة على مدار السنوات العشر الماضية تطوراً في القضاء على أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. ويعتبر التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين الذي يتكون من شراكة القطاعين العام والخاص لتمويل اللقاحات (اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية، البنك الدولي، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، فضلاً عن مانحين وحكومات بلدان نامية ومؤسسات صناعية خاصة ومؤسسات المجتمع المدني)، دعم حقيقي للمساعدة في تطور استئصال الأمراض المعدية من البلدان النامية.وأشير في ذلك إلي أن تضافر جهود التحالف مع آليات التمويل المبتكرة في وصول اللقاحات إلى 200 مليون طفل، حال دون وقوع ما يقدر بأكثر من 3.4 مليون وفاة مبكرة منذ عام 2000.