كتبت - أمامة محمد:نصح أطباء واختصاصيو أغذية، المواطنين والمقيمين بتجنب العلاج الجراحي للسمنة، إلا في حالات السمنة المفرطة، والشكوى من الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، والخشية من مضاعفات أكبر، لافتين إلى أن العملية تقلص حجم المعدة، مما تتسبب بمعاناة الشخص جراء عدم قدرته على الأكل بحسب رغباته، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات نفسية. وذكر أخصائي التغذية في مركز «نيوترشن» د. سعد جمعة أنه لا ينصح بعمل هذه العملية لأنها تقوم على تقلص المعدة وسيعاني الشخص من عدم قدرته على الأكل حسب رغباته الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات نفسية، مشدداً على المصاب بالسمنة أن يقلل من أكله دون اللجوء إلى هذه العمليات الخطرة، مشيراً إلى أن البديل الأمثل للعملية هو النظام الغذائي والوجبات الصحية وممارسة الرياضة.وأضاف جمعة: على المرضى أن لا يقبلوا بالحل السريع، بل عليهم تجربة النظام الغذائي في حالة عدم مقدرتهم على المواصلة بسبب خلل أو خمول في الغدة الدرقية أو أي أسباب طبية أخرى يصبح اللجوء إلى العملية أمر واجب، وعليه أن يعود نفسه على تقليل الأكل لكي لا يتعرض لردة فعل نفسية بعدها.لا ينصح بها بدورها قالت أخصائية تغذية في مستشفى السلمانية د. نادية غريب: بشكل عام لا ينصح أخصائيو التغذية بهذه العملية إلا في حالات الضرورة وهي حالة العلاج أو للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ويحتاجون إلى الجراحة بشدة، ويعتمد هذا على حسب درجة السمنة التي يعاني الفرد منها وعمر الفرد.وأشارت إلى أن البديل الأول هي التغذية السليمة والرياضة المستمرة، مبينة أن السمنة لا تتأتي من فراغ بل من اثر تراكم وعدم الاهتمام في الوجبات الغذائية، مبينة أن الوراثة تؤثر بنسبة 20 إلى 30% على الشخص ويتحكم هو بالجزء الأكبر منه بشكل إيجابي.وأكدت غريب أن كافة العمليات تمتلك نسبة خطورة مهما كانت بسيطة أو صعبة، لكن هذا يتعلق بالدكتور نفسه و حسب صحة المريض، مشيرة إلى أنه في مثل هذه الأيام طغت المصلحة المادية على المصلحة المهنية عامة الأطباء يستغلون نفسية الأشخاص بشكل مادي، مشيرة إلى أنها الحالة العامة للوضع لا الخاصة منها.وشددت غريب على المرضى التركيز على النظام الغذائي ونمط الحياة السليمة، مشيرة إلى أنه بأيدينا يمكننا التحكم بها ويجب إتباع الأسلوب الوقائي لتجنب الوصل إلى هذه المرحلة من السمنة والتطرق لعمل عمليات جراحية، وأرسخ هذا النظام في ذهن أبنائي حتى نقلل من هذا المرض في المستقبل.إقبال ضعيف من جانبه قال الجراح بمستشفى البحرين التخصصي د.عامر العاني: إن الإقبال على العمليات الجراحية للسمنة ضعيف جداً في المجتمع البحريني، مرجعاً ذلك لعدم الفهم الصحيح البعيد عن العموميات للسمنة وعلاجها، متمنياً أن يكون الحل الجراحي آخر الحلول بعد استعمال النظام الغذائي مدعماً بالنظام الرياضي مع تعديل أسلوب الحياة.وأضاف العاني: أن العلاج الجراحي للسمنة هو أحد حلول عديدة لحل مشكلة السمنة المرضية، وتحتوي على 3 فئات من العمليات، تبدأ بعمليات تقليص حجم المعدة كربطة المعدة، تدبيس المعدة أو ما يسمى تكميم المعدة وبالون المعدة، إضافة إلى عمليات تحديد امتصاص الغذاء كتحويل مسار الطعام وذلك بربط المعدة بالأمعاء بعد تجاوز بعض أجزاء الأمعاء والنوع الأخير هي العمليات التي تشمل عنصري التقليص والتحديد معاً، مشيراً إلى أنه لا توجد عملية أفضل من الأخرى، لكن يجب اختيار العملية المناسبة لكل مريض وحسب وضعه العام، عمره، أمراضه المزمنة إن وجدت.وذكر العاني أن هناك قياساً يسمى دالة كتلة الجسم، تحسب بتقسيم الوزن بالكيلو على مربع الطول بالمتر المربع، والمرضى اللذين لهم دالة كتلة الجسم أكثر من 40 وليس عندهم أمراض مزمنة مثل السكر، الضغط، أمراض المفاصل الناتجة عن زيادة الوزن, أو مرضى اضطراب مستوى الدهون بالجسم، أو المرضى اللذين لهم دالة كتلة الجسم أكثر من 35 وعندهم هذه الأمراض هم الأشخاص اللذين يحتاجون لهذه العملية.وأكد العاني أن المريض في حال التزامه بالنظام الغذائي قد يفقد بين 5 و10 كيلو شهرياً حتى يصل إلى الوزن الطبيعي، وقد يشفى من أمراضه المزمنة كالسكري، ارتفاع ضغط الدم، واضطراب نسبة الدهون بالجسم.وأشار إلى أن نسبة فشل العملية بين 2-3 % إذا تحايل المريض على الحل الجراحي، وذلك باستهلاك سعات سائلة عالية، إضافة إلى أن هناك بعض المرضى بنسبة بين 1-2 % قد يحصل لهم نضوح من مناطق التدبيس، وكون المرضى يشكون من السمنة المرضية فهناك نسبة 1-2% يتعرضون إلى احتمال التهابات رئوية، أو جلظات في الاطراف السفلى، ولهذا يتحوط الجراحين كثيراً باتخاذ الإجراءات الوقائية قبل إجراء العملية، مشيراً العاني أنه من الممكن حدوث حالات وفاة إذا لم يتم التعامل مع حالات الأعراض الجانبية للعملية بالوقت المناسب، بينما نفى تعرض المريض إلى أمراض أخرى بسببها.ولفت العاني إلى أنه على المريض اتباع نظام غذائي بعد العملية، نظام صحي، يوفر صحة جيدة لفترة طويلة من العمر، وهو يكاد يكون طبيعي بعد مرور فترة من الزمن.آثار إيجابية في المقابل أكد عدد ممن أجروا العملية الجراحية أنهم لمسوا سريعاً الآثار الإيجابية للعملية، بانخفاض أوزانهم بسرعة، مما ساعدهم على الحصول على لياقة بدنية قادتهم للرشاقة. وذكرت أبرار أنها لجأت لعملية جراحية بسبب أن جل محاولات تخسيس الوزن التي قامت بها باءت بالفشل، وسببت لها تدهوراً في حالتها الصحية إلى الأسوأ، فاتجهت للعملية عن أسباب صحية بحته، حيث إنها كانت تعاني من الكولستورل وضغط الدم وتكيس المبيض. وأشارت أبرار إلى أنها عانت من آلام أثناء العملية وبعدها بست شهور لكنها تلاشت مع مرور الوقت والتئام الجرح ليصبح الألم غير موجود نهائياً، مؤكدة أنها فقدت 35 كيلو في فترة وجيزة، لذلك تنصح المرضى بالعملية بعد استشارة طبية. وأكد حمد أنه أجرى عملية «تكميم» في المملكة العربية السعودية، بعد بحث عن أفضل أطباء هذه العملية في الخليج العربي، لافتاً إلى أن هذه العملية هي الخيار الأمثل للمساعدة على فقدان الوزن والرشاقة، نافياً تعرضه لأي ألم أو آثار جانبية بعد العملية. ومن ناحيتها أكدت هدى أنهت أجرت عملية «الحلقة» للحفاظ على عمرها المتبقي، مشيرة إلى أنها اختارت هذا النوع من العلاج بين أنواع كثيرة لارتياحها له ولإمكانية التراجع عنه في أي وقت. وأكدت هدى انها تعيش اليوم آثار الرشاقة والصحة والجمال وكأنها رجعت للوراء 20 عاماً. ودعت عائشة مرضى السمنة المفرطة لإجراء مثل هذه العمليات، خصوصاً وأنهم يتقدمون في السن.