القاهرة - (وكالات): أكد وزير الدفاع المصري وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن «مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب، وأنها قادرة على العبور إلى الاستقرار»، في أول تعليق له بعد تصاعد العنف خلال الساعات الأخيرة في البلاد. وقال السيسي أثناء مشاركته في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الصف أن «مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب وما يحدث لن يهز مصر وشعبها ولن يخاف الشعب أبداً طالما الجيش المصري موجود». وأضاف موجهاً حديثه إلى المصريين «لا تدعوا هذه الأحداث الإرهابية الغاشمة تؤثر فيكم أو في روحكم المعنوية، فنحن علي الحق المبين». وتابع «أردتم الحرية والاستقرار، ولابد من الثقة في الله وفي أنفسكم وفي جيشكم والشرطة، وبأننا قادرون علي العبور بمصر نحو الاستقرار والأمن والتقدم». من ناحية أخرى، أصيب 5 أشخاص في هجوم بقنبلة يدوية على حافلة نقل عام في القاهرة غداة إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين «تنظيماً إرهابياً». وقررت النيابة العامة حبس 18 من أعضاء الجماعة لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم تهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي».ويعد الهجوم بالقنبلة أول اعتداء ضد مدنيين منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 3 يوليو الماضي في مصر حيث وقعت خلال الأشهر الأخيرة عدة اعتداءات ضد الجيش والشرطة أوقعت أكثر من 100 قتيل بينما شنت الأجهزة الأمنية منذ فض اعتصامي أنصار مرسي في القاهرة منتصف أغسطس الماضي حملة واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين أدت إلى سقوط قرابة ألف قتيل وتوقيف عدة آلاف من قيادات وكوادر الجماعة.وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين «تنظيماً إرهابياً» وحملتها مسؤولية الاعتداء الذي استهدف فجر الثلاثاء الماضي مقر مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة بدلتا النيل وأوقع 15 قتيلاً معظمهم من رجال الشرطة. وكان تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي يستلهم أفكار وأساليب القاعدة، أعلن مسؤوليته عن تفجير المنصورة، إلا أن السلطات المصرية تتهم جماعة الإخوان بأنها وراء الاعتداءات من خلال صلات تربطها بالتنظيمات الإسلامية المسلحة التي تتخذ من سيناء قاعدة لها.وأكد السيسي أنه على الرغم من «الأحداث الإرهابية» الأخيرة فإن مصر قادرة على «العبور نحو الاستقرار».وقال السيسي إن «مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب وما يحدث لن يهز مصر وشعبها ولن يخاف الشعب أبداً طالما الجيش المصري موجود».وخاطب السيسي المصريين قائلاً «لا يوجد قلق أو خوف فنحن فداكم والجيش المصري فداء لمصر والمصريين ومن يمسه لن نتركه علي وجه الأرض» مضيفاً «هدفنا البناء والتعمير والرخاء وليس القتل ولا الترويع ولا إيذاء المصريين». من جهتها، قالت وزارة الداخلية إنه تنفيذاً لهذا القرار «تم وقف إصدار جريدة الحرية والعدالة» الناطقة بلسان الحزب المنبثق عن الجماعة وقامت الجهات الأمنية المعنية بـ «وقف طبع الجريدة وتوزيعها». كما أعلنت أنه تطبيقاً لقرار الحكومة فإن عقوبة «الحبس 5 سنوات ستطبق على كل من يشارك في تظاهرات» لجماعة الإخوان.وقررت النيابة العامة المصرية حبس 18 من أعضاء الإخوان في محافظتي الإسكندرية والشرقية 15 يوماً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم تهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي»، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.ويتصاعد العنف في مصر مع اقتراب موعد الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 يناير المقبل، وهو الخطوة الأولى في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل مرسي والتي تقضي كذلك بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال الأشهر الستة المقبلة. وأوضح مصدر أمني أن «عبوة ناسفة يدوية الصنع كانت موضوعة في الحديقة الصغيرة التي تتوسط شارع مصطفى النحاس وانفجرت أثناء مرور الحافلة فيه».ويقع هذا الشارع على مقربة من جامعة الأزهر حيث وقعت خلال الأسابيع الأخيرة اشتباكات عديدة بين الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن.وأضاف المصدر الأمني أنه «لدى وصول خبراء المفرقعات إلى موقع الانفجار اكتشفوا وجود عبوة أخرى مخبأة داخل لوحة إعلانات زجاجية بجوار الحديقة التي انفجرت فيها العبوة الأولى وقاموا بإبطال مفعولها».وأكد نائب مدير أمن القاهرة اللواء يحي العراقي أنه «كان من المستهدف أن تنفجر العبوة الثانية لدى وصول الشرطة».وتحسباً لأي هجمات أخرى محتملة، أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن أجهزة الأمن قررت تشديد الإجراءات الأمنية.وأكد أن الوزارة وضعت «خططاً أمنية تعتمد على نشر دوريات من كلاب كشف المتفجرات واستخدام سيارات وأجهزة كشف المفرقعات في مختلف الشوارع والمحاور والميادين الرئيسة، ونشر خدمات أمنية إضافية لتأمين كافة المنشآت والمحاور الهامة والحيوية بما فيها الأبنية التعليمية من مدارس وجامعات بالتنسيق مع القوات المسلحة».كما أعلن وزير الآثار محمد إبراهيم في بيان تشديد الإجراءات الأمنية والحراسة على «كافة المواقع والمتاحف الأثرية بمختلف محافظات» مصر مشدداً على «حظر دخول السيارات أو تواجدها محيط المناطق الأثرية والمتاحف». ويضع المراقبون المصريون قرار حكومة بلادهم اعتبار جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً في سياق عزمها على اجتثاث هذا التنظيم تماماً، ويعتبرونه قراراً متوقّعاً في سياق أحداث العنف الذي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي. وأكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أن القاهرة أبلغت الدول العربية الموقعة على اتفاقية مكافحة الإرهاب باعتبار الإخوان «جماعة إرهابية».من ناحية أخرى، قال بيان نشر على الموقع الإلكتروني لحركة 6 أبريل المصرية إن الناشطين البارزين أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة التي ينتمي اثنان منهم للحركة بدأوا إضراباً عن الطعام في السجن اعتراضاً على ما وصفوه بأنه سوء معاملة.