كتبت - سلسبيل وليد:«موني» فتاة أثيوبية هربت من منزل كفيلها بسبب سوء معاملته، إلا أنها لم تستطع أن تحيا كأي فتاة طبيعية إذ سرعان ما استقطبتها شبكات دعارة «تتصيد الحالات الشبيهة بموني»، وفقاً لأحد أصحاب مكاتب استقدام خدم، إذ قال لـ»الوطن» إن «الفتاة الأثيبوية اتصلت بي هاتفياً لتخبرني أنها هربت من منزل كفيلها ولجأت إلى منزل أخت لها من أمها، قبل أن تهرب منه بسبب تحرش صديق أختها المستمر بها»، قبل أن يضيف «علمت مؤخراً أنها تعمل بالدعارة».ويقول صاحب المكتب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن «الإثيوبيات والفلبينيات أكثر الخادمات هرباً من بيوت كفلائهم والأكثر مخالفة للقوانين فيما تتذيل الهنديات الترتيب. وعادة ما تتجه الهاربات إلى العمل بالدعارة»، موضحاً أن «65% من الخدم الهاربات يتجهن فوراً للعمل بشبكات الدعارة وتتركز أسباب هروبهن أساساً جراء التأخر في استلام الراتب من قبل الكفلاء والمعاملة السيئة».ويضيف أن «موني ليست حالة استثنائية، فهي من ضمن كثيرات يهربن ولا يعرفن إلى أين، إذ أنها التقت بأحدهم وهي تمشي بالشارع دون وجهة، فأقلها إلى شارع المعارض، لتلتقي بشخص عرض عليها إقامة علاقة غير شرعية مقابل النقود، فرفضت بادئ الأمر، قبل أن توافق بعد تكرار العروض خلال ساعات قليلة، لتتمرس العمل بالعارة بشكل ثابت».وبحسب صاحب المكتب فإن «الخادمات الهاربات عند اختلاطهن بالبيئة الخارجية تتخذ معظمهن طريق الدعارة للفنادق وما شابه»، مشيراً إلى أن «موظفات الفنادق عادة ما يتعاونن مع هؤلاء الهاربات لإبلاغهن حال وجود تفتيش بالفندق ما يحول دون إلقاء القبض عليهن في بعض الأحيان. كما أن هؤلاء الموظفات يسهلن عملهن بالدعارة مقابل عائد مادي(..) وعادة من يشغل شبكات الدعارة مزيج بين الخليجيين والعرب».ويكون الهروب، وفقاً لأصحاب مكاتب آخرين تحدثوا من واقع تجاربهم مع الخادمات الهاربــــات، «بعد السنة الأولى والبعض من الـ6 شهور الأولى لأن الكفيل يكون متشدداً في البداية وبعدها تكتسب الخادمة ثقته»، مشيرين إلى أن «?10 على الأقل من الخادمات يهربن دون تحديد وجهتهن من قبل».ويذهب مدير مكتب شمس الصباح إلى أن «العمالة الهاربة لا تقتصر فقط على المنازل وإنما هناك كثيرات يهربن من شركات التنظيفات»، موضحاً أن» من 3 إلى 4 حالات تهرب في الشهر الواحد من شركات التنظيفات(..) والفلبينيات أكثر الخدم هروباً، وبعضهن يلجأن بعد هروبهن من المنازل أو المكاتب لمحامي يقوم بالاتصال بالكفيل لتوفير رسالة تحويل ويهدده بتقديم شكوى ضده حال عدم تقديم رسالة التحويل».وأضاف أن «الهاربات عادة ما يتواصلن من خلال برامج المحادثة على الهواتف الذكية مع آسيويين وفلبينيين يؤمنون لهن العمل بمجال الدعارة».من جهته، يرأى صاحب مكتب العربي للأيدي العاملة أنه «بحسب وضع البيت تتأقلم الخادمة، فكثيراً ما يكون الخطأ من الأسر التي تحرمهن أجورهن أو تأخرها أو تخصم منها لأقل الأسباب، إضافة إلى تطور الأمر لضرب الخادمة في بعض الأحيان، إلا أن هناك خادمات يهربن أيضاً دون أسباب فقط لأنها تريد عملاً أكثر راحة وبأجر أفضل وهو ما توفره لها ممارسة الدعارة».بدوره، قال أحد «موظفي مكتب يوسف للأيدي العاملة: « في بعض الأحيان تردنا حالات خدم يأتون من المنازل هاربات بسبب ضربهن بشدة، ويبدو واضحا عليهن آثار الضرب والمعاملة السيئة، وفي مرات أخرى تهرب خادمات رغم المعاملــة الحسنــة من قبل كفيلها».