أصدر الإعلامي يوسف محمد مدير إدارة وسائل الإعلام بهيئة شؤون الإعلام إصداره التوثيقي الأول «تاريخ الغناء الوطني في البحرين»، حيث يعتبر الكتاب هو نتاج أول دراسة علمية في البحرين تتناول الأغنية الوطنية البحرينية والمدلولات الاتصالية لها.وتضمن الكتاب، الذي صدر بمناسبة احتفالات البلاد بأحياء ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي في العام 1783، والذكرى الـ42 لانضامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، على ثلاثة فصول أساسية، ففي الفصل الأول تم استعراض تعريف الغناء والتعابير الوطنية عبر التاريخ من حضارة دلمون والعصور الجاهلية والإسلامية والأموية والعباسية مروراً بالقرن الثالث عشر، كما تناول في الفصل الثاني تاريخ الغناء الوطني في البحرين والمراحل التي مرت بها الأغنية الوطنية والتعابير الوطنية منذ العام 1783 حتى المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، كما استعرض في كتابه أشكال الغناء الوطني ورصداً شاملاً لصور ومختارات من الاحتفالات والأوبريتات الوطنية التي أقيمت خلال الفترة من 1999-2012.وبين يوسف محمد «أن هذا العمل هو في الأساس أطروحة علمية حصدت على إثرها درجة الماجستير في الإعلام بامتياز عالٍ»، حيث تناول الكتاب أيضاً في فصل النتائج وآفاق الدراسة معرفة اتجاهات الجمهور نحو الأغنية الوطنية ومدى انعكاس مضامين الأغنية الوطنية في تعزيز الإحساس والشعور والانتماء الوطني للجمهور المحلي، كذلك معرفة رأي الجمهور في الأغنية الوطنية الحالية ومدى رضاهم على مضمونها.وأشار إلى أن «بحثت قياس اهتمام الجمهور بنوع الأغاني الوطنية التي يميلون للاستماع إليها، ومعرفة رأي الجمهور في مدى قدرة الفنان البحريني في التعبير عما يحسه المواطن تجاه وطنه وقضاياه الوطنية».وكشف الإعلامي يوسف محمد بأنه تبين بشكل واضح بعد تحليل النتائج بقبول وتفاعل الجمهور البحريني مع الأغنية الوطنية، واتضح بأن الجمهور مؤمن ومدرك لأهمية الأغنية الوطنية والدور الذي تلعبه في تعزيز الولاء والانتماء للقيادة والوطن، كما يتضح بأن وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون ساهمت بشكل كبير في إبراز الفنانين وتعريفهم للجماهير، كما أولت هيئة الإذاعة والتلفزيون اهتماماً كبيراً في رعاية الأغنية الوطنية من خلال إنتاجها ودعمها لعدد من الأغاني الوطنية في مختلف المناسبات، ومنحها المساحة الكافية في الإرسال اليومي، واتضح بشكل واضح انعكاس المشروع الإصلاحي لجلالة الملك على مضامين الأغنية الوطنية، حيث بين تفاعل الفنان البحريني مع كل المبادرات الإصلاحية التي أطلقها جلالة الملك، وتضمنها في عمله الغنائي الفني، وقد أدى ذلك إلى ظهور أسماء فنية جديدة على الساحة الغنائية تعرف عليها الجمهور البحريني من خلال الأغنية الوطنية، لذا كان من الواجب توثيق هذه المرحلة واستعراض نتائجها.يذكر أن هذه الكتاب الذي سيتم عرضه في المكتبات قريباً، هو حصاد عامين من العمل العلمي والميداني، وقد حصل الباحث من خلال أطروحته العلمية على جائزة التفوق العلمي لعامين على التوالي، وجائزة رئيس الجامعة للخريجين الحاصلين على درجة الامتياز العالي.