كتبت - آيات الخالدي:اشتكى طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرسون في جامعة البحرين من سوء الخدمات التي تقدمها الجامعة لهم، وعلى رأسها المواصلات، وغياب الخطوط المنظمة للمشي، وعدم توفر المراجع الخاصة بالمكفوفين.وأوضحوا، في تصريحات لـ«الوطن»، إن مواصلات الجامعة عبارة عن باص واحد يتجول بمختلف مناطق المملكة لينقل الطلبة من وإلى الجامعة وينقلهم نهاية اليوم على مرحلتين الأولى في الساعة الواحدة والمرحلة الثانية في الساعة الرابعة، ومنهم من تنتهي محاضراته في الثانية ظهراً مما يضطره الانتظار ساعتين ليقله باص الرابعة عصراً.وأشاروا إلى أن معامل الجامعة مصممة بطريقة لا تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتسبب وجود طاولات وكراسٍ في الممرات في اصطدامهم وتعثرهم.وقالوا إن إحدى الطالبات الكفيفات انسحبت من الجامعة بسبب رسوبها المتكرر لعدم حصولها على الكتب الدراسية.وأكدوا أن البعض في إدارة الجامعة يعاملونهم بطريقة سلبية ولا تليق، وأن الفعاليات التي تنظم من قبل الشعبة مجرد استعراض، حيث تتم دعوتهم لحضور الفعالية لالتقاط الصور، ولا يتم الاهتمام بتنفيذ الفعاليات والأنشطة الخاصة بهم.واحتضنت جامعة البحرين ذوي الإعاقة لتمنحهم حياة تعليمية جيدة، إضافة لبيئة تناسب احتياجاتهم الخاصة، لذلك تم إنشاء شعبة ذوي الإعاقة برئاسة عبدالله العرادي وبمساعدة ندى أخصائي أول لشعبة ذوي الإعاقة وبتعاون يسرية مشرف ذوي الإعاقة.وعود توفير المواصلاتقالت طالبة الإعلام المقعدة صفاء «أبرز مشكلة تواجهني في الجامعة أنا وزملائي هي المواصلات فللجامعة باص واحد فقط يتجول بمختلف مناطق المملكة لينقل الطلبة من وإلى الجامعة فهذا يؤخر الطلبة للوصول إلى المحاضرات وبذلك تضيع عليهم أحياناً المحاضرات».وأكد الطالب محمود متخصص في مجال الدراسات الإسلامية وجود مشكلة المواصلات حيث قال «عانيت من مشكلة التنقل بين 3 كليات بالكرسي العادي ولكن بعد ذلك بمدة حصلت على الكرسي الكهربائي الذي سهل علي عملية التنقل بين الكليات». وأشارت الطالبة الكفيفة أسماء من كلية الآداب إلى أن أصعب مشكلة واجهتها هي المواصلات، حيث قالت «يوجد باص واحد فقط ينقل الطلبة من وإلى منازلهم ولكنه كان يرفض نقلي لمنزلي بسبب بعد المسافة عن الجامعة حيث كنت أقطن في منطقة الحد، وكنت أنتهي من محاضراتي الساعة 11 ولكنني أضطر للعودة في باصات النقل العام الساعة 4، ولكن بفضل صديقاتي تم نقل مشكلتي لعميدة كلية الآداب السابقة د.هيا النعيمي وبفضلها تم حل مشكلتي، وحالياً لا أعاني من مشكلة المواصلات لأنه رغم وجود باص واحد فإنه يتحرك من الجامعة في الساعة الواحدة والرابعة وأنا أنتهي من محاضراتي قبل هذه الأوقات».وأضافت الطالبة حورية وهي طالبة كفيفة في كلية الآداب «المشكلة الأساسية التي يعاني منها الطلبة هي مشكلة المواصلات وقالت إنه قد ذكر بإحدى الصحف أن للجامعة باصين لنقل الطلبة ولكن في الواقع يوجد باص واحد فقط بسائق واحد فقط لنقلهم في الساعة الواحدة والساعة الرابعة، فأنا أطالب الجامعة بتوفير باص آخر يتحرك من الجامعة في الساعة الثانية والخامسة لأنه من الظلم أن أنتهي من المحاضرات في الساعة الثانية وأنتظر الباص الساعة الرابعة لأصل منزلي الساعة الخامسة والنصف».عدم توفير كتب للمكفوفينقال المتطوع جاسم عقيل السكران «أبرز المشاكل التي يعاني منها الطلبة المكفوفون هي متعلقة بغياب الكتب الدراسية لهم والتي تؤثر سلباً على أدائهم لامتحاناتهم، وهناك إحدى الطالبات الكفيفات انسحبت من الجامعة بسبب رسوبها المتكرر لعدم حصولها على الكتب الدراسية كمرجع لها للدراسة».وأضافت الطالبة سلوى وهي طالبة كفيفة «لقد عانيت كثيراً من المشاكل المتعلقة بالامتحانات بسبب غياب الكتب الدراسية التي يجب على الشعبة توفيرها».أعيقت حريتنا بالحركةقالت الطالبة صفاء «أعاني من صعوبة الحركة في معامل الجامعة خاصة وأنني طالبة إعلام واحتاج إلى التعامل مع الكمبيوتر، فتصميم ديكور المعامل لا يناسبنا حيث صممت الطاولات على ارتفاع يصعب عليّ الوصول إليها وبالتالي يصعب علي استخدام الأجهزة، فأضطر إلى جلب كمبيوتري المحمول الخاص والذي يصعب علي حمله أيضاً».ونوهت الطالبة حورية «نحن الكفيفون نعاني من مشكلة المشي وخاصة في غياب الخطوط المنظمة للمشي، ونلاقي أحياناً طاولات وكراسي في الممرات التي تسبب في اصطدامنا بها مما يؤدي إلى تعثرنا».وبخصوص هذا الموضوع قالت الطالبة وفاء أحمد وهي طالبة إعلام «رأيت مشهداً أثر فيّ بشكل كبير وأثار غضبي في نفس الوقت، وهو أنني شاهدت أحد الطلبة المكفوفين في كلية الآداب يمشي ولكنه بسبب الطاولات التي وضعت من قبل جمعية الآداب خلال فعالية معينة اصطدم بها ومما خيل لي أن الطالب متعود أن يمشي بمسار معين ليصل إلى محاضراته ولكن بسبب وضع الطاولات في هذا الممر اصطدم الطالب وكاد أن يتعثر ويقع، ولكن جاء أحد الطلبة وساعده ليصل إلى محاضرته، وهنا أنا لا ألوم الجمعيات لأنهم ربما يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص لديهم مرافقون لهم يساعدونهم دائماً».البعض يعاملوننا بطريقة غير لائقةعبرت سلوى عن غضبها الشديد بخصوص تعامل بعض الناس معها بطريقة سلبية وبطريقة لا تليق أبداً بها ووصفتها بأنها معاملة عديمة الأسلوب وفي المقابل مدحت تعامل الأستاذة يسرية وهي مشرف ذوي الإعاقة بأن تعاملهم كأنها أمهم تحتضن الكل وتسمع لمشاكلهم وتساعدهم في حياتهم الجامعية، وأيضاً العميدة السابقة لكلية الآداب د.هيا النعيمي إنها إنسانة رائعة وتهتم بمشاكلنا، ففي إحدى المرات تعرضت لعارض صحي واضطررت للتغيب عن محاضراتي، ولكن بعد عودتي إلى الجامعة اكتشفت أنه لدي امتحان ولكن لم يخبرني أحد بموعد الامتحان والدكتور رفض تأجيل الامتحان لي ولكنني عندما تحدثت مع العميدة تم تأجيل الامتحان لوقت آخر وكل ذلك بفضل العميدة». وأضاف محمود أن «تعامل البعض جاف جداً مع الطلبة»، مشيراً إلى أن تعامل يسرية مع الطلبة لا كلام عليه فهي «تعامل الطلبة بطريقة حسنة».وقال المتطوع جاسم إن «أفضل الأشخاص في التعامل مع الطلبة هو رئيس شعبة ذوي الإعاقة عبدالله العرادي ويسرية وطارق نعمة وهو السائق الذي يوصل الطلبة».لا نحب المشاركة في فعاليات الشعبةبخصوص الفعاليات المخصصة للطلبة قالت حورية «فعاليات الشعبة محدودة جداً ووعدنا بفعالية تحت عنوان «العصا البيضاء» وإلى الآن لم تنفذ الفعالية، ووصفته بالـ«شو» وإذا نظمت الشعبة أي فعالية لا يكون هناك إعلانات كافية عنها». وقالت صفاء إن «الفعاليات التي تنظم من قبل الشعبة مجرد استعراض، حيث تتم دعوتنا لحضور الفعالية، ويتم التقاط الصور لنا فقط».نوه المتطوع جاسم «الطلبة لا يحضرون الفعاليات التي تنظم من قبل الشعبة إلا التي تناسب نوعية إعاقتهم، فالكفيف لا يشارك في فعاليات تحتوي على جانب مرئي مثل فيلم وثائقي، والبعض يتحسس من إعاقته لذلك لا يشارك، فلابد أن يتقبل الطلبة إعاقتهم لأنها موجودة فيهم ولا يستطيعون نكرانها ليستمروا في الحياة وليطوروا أنفسهم أكثر، وقلة من الطلبة يحضرون الفعاليات، رغم وجود فعاليات داخل وخارج الجامعة». بينما قالت غيداء إن «بعض الطلبة متكبرون، لماذا لا يشاركون في الفعاليات المخصصة لهم بالمقابل ليحصلوا على الخدمات التي يحتاجونها».