الدوحة – اللجنة الإعلامية:الحديث الذي يتناقله غالبية المدربين والفنيين والمقيمين للمستوى الفني للمنتخبات المشاركة في بطولة غرب آسيا، عن القيمة التي يلعب بها المنتخب البحريني وما لفت إليه الانتباه على مستوى الأداء الجماعي الذي يجيد التعامل به الفريق الأحمر، لا أعتقد أنه من الممكن فصله عما كنا نردده في مناسبات سابقة، وتحديداً فيما يخص العقلية التي يتعامل بها المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون والذي تمكن ورغم صغر سنه من إظهار هوية جديدة لمنتخب البحرين، هي نفسها ما كان ينقص كرة البحرين في سنوات طويلة فائتة، عندما ظلت طموحاتها تصطدم بالعديد من العقبات وبعد قناعات متأرجحة للعديد من المدربين، كان أكثر ما يعني غالبيتهم هو التركيز على ما يمكن أن يحققه المنتخب في مرحلتهم وليس على المستوى البعيد.وعندما يتحدث غالبية المدربين والفنيين في نفس الاتجاه، فالمؤكد أنهم لمسوا مجموعة من المؤشرات التي يعلمون ويدركون قيمتها، وهي نفسها التي تحدث عنها هدسون في أكثر من مناسبة وموقف، وأن رهانه الدائم لا يمكن أن يبتعد عن إظهار هوية جديدة لمنتخب البحرين يستطيع بعدها الفريق أن يكون أكثر جاهزية لتحقيق طموحاته وأهدافه.وعلى الرغم من سوء الطالع الذي لازم الفريق في مباراة المنتخب العماني والعراقي، إلا أن ذلك لم يخفِ قيمة العمل الذي يقوم به هدسون، ولم يبعد اللاعبين عن التأكيد للقدرات والإمكانات التي يمتلكونها بعد ظهور قال عنه المتابعون إنه في اتجاه الصناعة لمنتخب بحريني قوي يكون مؤهلاً لتحقيق الإنجازات.تحدث هدسون في أكثر من اتجاه، لكنه لم يبتعد عن إظهار ما يرتبط به من علاقة وثيقة وترابط قوي مع كرة ولاعبي البحرين وأن الملامح بدأت في الظهور تدريجياً، مما يؤكد أنه في المسار الصحيح.وضعتم أنفسكم في دائرة ضيقة ألم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟ ما يفترض أن أقوله في هذا الوقت إنني فخور كل الفخر بما قدمه اللاعبون في المباريات الثلاث التي لعبناها، لقد قدموا طاقات كبيرة وأكدوا أنهم قادرون على تقديم الأفضل في المستقبل.هذه هي حظوظ المجموعة عندما تلعب فقط مباراتان، لم نكن الطرف الأضعف، وكنا قادرين على ترجيح الكفة وخاصة أمام عمان فقدنا فرصاً كثيرة، وأمام العراق لم نكن أقل شأناً رغم أن الفريق العراقي يضم لاعبين شاركوا في مونديال الشباب.وكيف تقيم وضعية فريقك؟لو عدنا لتقييمه في مباراتين ووفق ما ناله من استحواذ على الكرة وسيطرة في مجموعة من الفترات وأيضاً قياساً بما لاح أمامنا من فرص لوجدنا أن البحرين أحد أبرز المنتخبات التي شاركت في البطولة ولا أبالغ في ذلك مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق يضم في صفوفه كلاعبين أساسيين من الدرجة الثانية، وأيضاً عانى بسبب إصابة المهاجم الأساس سامي الحسيني.- مدرب عمان يشكو غياب 3 لاعبين احتياط عن البطولة، وأنت يغيب عنك نصف اللاعبين الأساسيين ولم تتوقف في أحاديثك السابقة عند غيابهم، أليس من صالحك أن تبحث عن المبررات والأعذار استباقاً؟لا أستدعي أي لاعب مالم أكن واثقاً في قدراته وأنه قادر على إضافة الجديد، وهذا ما يمكن أن أقوله لأنه من الواجب الإشادة والتحفيز للاعبين الذين تتعامل معهم دون الإنقاص أو التأثير على قيمتهم، هذه هي كرة القدم، ومن غير المعقول أن تبني طموحاتك على مجموعة وتتجاهل آخرين، صحيح أن هنالك لاعبين مصابين لهم أثر وقيمة، لكن الفريق أيضاً يملك مجموعة أخرى قادرة على تقديم المزيد.قبــل مشاركتك في البطولة كنت أتوقـــع أن تستدعي نفــس مجموعــة التصفيـــات الآسيويـــــة، لكنــــك خالفــــت التوقعـــات، ودعني أقول إنها مجازفة منك في وقت تتعرض خلاله إلى الانتقادات؟أعتقد الشيء الصحيح للبحرين وليس لي، أن يكون الفريق مؤهلاً للبطولة الآسيوية بشكل جيد والتفكير في التأهل لمونديال 2018، من الهام جداً أن ينال اللاعبون الصغار المزيد من خبرات المباريات وأن يكونوا أكثر تأهيلاً لتقديم المستوى المطلوب، وهذا لا يمكن أن يكون مالم يتم مشاركتهم في بطولات ويخضعون للاحتكاك مع فرق وبطولات مختلفة.أعتقد أن البحرين ومصلحة كرتها هي ما يفترض أن يعلو، يمكن أن أكون هنا وربما لا، لكن العمل لتأهيل هذه المجموعة يجب ألا يتوقف عند حدودي، ويفترض أن تمنح الثقة وأن تنال الإعداد المناسب.أنت تتحدث إذاً عن تأهيل لمجموعة كبيرة من اللاعبين، هي سياسة للمنافسة بين اللاعبين والتحفيز إن لم أكن مخطئاً؟من الضروري أن نعمل على تأهيل عدد كبير من اللاعبين إلى نفس المستوى الذي نلعب به، وأن يتعرفوا على الأسلوب الذي نتعامل به، بعدها ستكون الأمور أكثر سهولة لأي لاعب يمكن أن ينضم للمجموعة، ما يهمني أن تكون للفريق هوية وقيمة تنافسية كبيرة بين اللاعبين.لكن أكثر المدربين يفكرون في مصلحتهم وكيف يمكن أن يحققوا المزيد من الانتصارات دون الاكتراث بالمستقبل والزيادة في سيرتهم الذاتية؟ثقتي في نفسي وفيما أذهب إليه من عمل يجعلني أكثر قناعة على أن العمل يجب أن يستمر في نفس الاتجاه، ولا تنسى أيضاً ثقتي الكبيرة في قدرات هؤلاء اللاعبين، وكيف أن تطورهم التصاعدي أصبح ملموساً، لم نخسر أي مباراة منذ أن توليت مسؤولية المنتخب الأول، وذلك يعود لتكاتف الجميع وكيف أن المكتسبات تسير في مسار تصاعدي، مثل تلك المؤشرات التي أتابعها تجعلني متمسكاً بما أقوم به من عمل، ذلك أيضاً أنني قطعت عهداً مع اتحاد الكرة في أن اكون أميناً على مصلحة الكرة البحرينية وأن أقدم كل ما أملك في سبيل بناء منتخب قوي.لكنني أحدثك عن مدربين يفكرون في الوقت الحالي وليس المستقبل؟لقد قدم لي الاتحاد البحريني فرصة عظيمة لبناء فريق قوي، وأعتقد من الواجب أن أكون عند حسن ظنهم وأن أعمل بإخلاص ووفاء، لا يهمني ما يلجأ إليه بعض المدربين، ولا أحب الحديث إلا عن نفسي إيماناً بمبدأ أنني الأكثر دراية وثقة بما يمكن أن أقوم به، لا يمكن أن أشكك لحظة في مقدرتي على خدمة الكرة البحرينية، وأن ما أقوم به من عمل ستقطف الكرة البحرينية ثماره بعد وقت غير بعيد. المنتخبات الأخرى تتطور أيضاً، ألا تعتقد أنه رهان ليس سهلاً نجاحه؟ ما أراه أن منتخب البحرين سيكون قادراً أن يكون أحد أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية، أعتقد أنها مسألة وقت، لقد لمست مجموعة كبيرة من المؤشرات فيما يخص اللاعبين الذين أتابعهم وأتعامل معهم، وأرى أن الملاعب البحرينية قادرة أن تقدم منتخباً قوياً بشرط أن ينال الفريق الإعداد والتجارب المناسبة.ما يمكن أن أقوله إننا ذاهبون لتحقيق ذلك النجاح، ولا يمكن أن أتوقف عن تلك الأهداف، أو أعتقد لحظة واحدة أننا غير قادرين على تحقيقها.أحد المدربين الجزائريين في الاتحاد القطري قال لي إنه يتابع فريقك منذ البطولة الأولمبية، وقال أيضاً إن إعجابه بعملك دفعه لحضور تدريباتك.!بالفعل هي هوية جديدة أحاول أن أصنعها مع المنتخب الأول، ومن الواجب أن تكون للفريق هوية وشخصية يتميز بها عن بقية المنتخبات، وهذا ما أعمد إليه منذ أن توليت المهمة، بعدها لن يجد أي لاعب صعوبة في الدخول في نفس الأجواء، سيما وأن الصورة ستكون واضحة بشكل أكبر، وسيكون على أي لاعب يطمح في الالتحاق بالفريق أن يركز على ما يمكن أن يقوم به.الهوية يجب أن تكون واضحة على جميع المنتخبات البحرينية، فهي التي ستمنح الفريق قوة أكبر وقيمة تنافسية بين اللاعبين.نقلت معسكرك من الإمارات إلى قطر لأنك ستواجه المنتخب الأقوى في البطولة، ألم تخشَ الخسارة من المنتخب القطــري القـــوي وأنــت تلعــب بعناصــر جديدة؟هذا الجيل من اللاعبين يجب أن يعيش المزيد من التجارب القوية حتى يتمكن من الصعود بمستواه وقيمته، وأعتقد أن ثقتي في هؤلاء اللاعبين ليس لها حدود، وهم أيضاً يملكون ويظهرون ما يجعلني أقول ذلك.أقول لك ذلك لأن البعض من المدربين يتهرب من المواجهات القوية!قلت سابقاً أن مصلحة الفريق وكرة البحرين تتقدم على أي مصلحة لي شخصية، ومن الضروري أن أستغل أي فرصة أمامي لأداء مباراة قوية مع منتخب قوي، ولذلك لم أتردد لحظة واحدة في الموافقة على تغيير المعسكر من الإمارات إلى قطر عندما علمت أننا سنواجه المنتخب القطري الأكثر قوة وخبرة.ما يقلقني فقط في هذه البطولة هو أن الفارق بين مباراتي عمان والعراق هو يومان راحة فقط، لأن الوقت لن يكون مناسباً لعملية الاستشفاء واستعادة كامل القوى بالنسبة للاعبين، ذلك أكثر ما يقلقني قبل المشاركة في هذه البطولة.غير ذلك فإن إيماني بعملي وبقيمة ما يمكن أن أقدمه مع اللاعبين لا جدال ولا شك فيه من جانبي، فالمؤشرات إيجابية وذلك ما يدعوني للاستمرار في نفس الاتجاه.بعـــض مـــن تابعـــوا المبـاراة مع العنابي اعتقدوا أنك تلعب بمجموعة من المحترفين، ألا يعني ذلك لك شيئاً؟هو نفسه ما حدثتك عنه سابقاً، وأن للفريق يجب أن تكون هوية، وهذا ما نسعى لإظهاره من مباراة إلى الأخرى، منطقياً يجب أن يتعرض اللاعبون إلى الاختبار ويجب أن يشعرون أنهم في منافسة وأن مراكزهم ليست حكراً لأحد، هذه هي كرة القدم، أحترم ما أتابعه من جهود يبذلونها أمامي فهم يسعون بكل ما يملكون إلى تقديم الأفضل، وذلك يجب أن نشيد به ونعترف أن البحرين تملك جيلاً واعداً من اللاعبين. أيضاً من الواجب أن أذكرك أن مدرب قطر جمال بلماضي قال إن البحرين يتدرب مع بعض منذ أربع سنوات!!«يبتسم» المؤكد رأيه يحترم وتلك وجهة نظره، لكنني أحببت أن أصحح له بعض المعلومات فهو لا يعلم أن الفريق يتدرب مع بعض منذ أيام معدودة، وأنا أقصد التشكيلة التي لعبنا بها مع قطر، عيسى غالب وسيد أحمد جعفر من الفريق الأولمبي فقط.لكن البعض يفضل التيكي تاكا الآن، ألا تعتقد فيها أيضاً؟على مستوى فريقي الوقت لم يحن بعد، ربما تكون مناسبة للتطبيق في المستقبل، لكن الآن الأمور ستكون صعبة للتنفيذ، ما أود أن أقوله في هذا الجانب إلى أن هنالك مجموعة من المراحل يجب أن يمضي عليها اللاعبون والفريق للتأهيل وقبل الوصول إلى مراحل أكثر متقدمة، ومن الصعب جداً التركيز على أساليب متقدمة ونتجاهل أن نؤسس لتشكيلة قادرة على ذلك.