الدوحة-اللجنة الإعلامية: في الجزء الثاني من الحوار الذي أجريناه مع مدرب منتخبنا الوطني الإنجليزي أنتوني هيدسون ، كان أكثر ما توقفنا عندها عندما تحدث بحزن عميق وتغيرت نبرة صوته، عندما قال إن الاتحاد العماني وجماهيره وإعلامه احتفلوا بلاعبيهم وتأهلهم للنهائيات الآسيوية في حافلة مكشوفه وطافوا بها الشوارع، وكنت أتمنى أن ينال اللاعبون في البحرين نفس الاهتمام، ويجب أن يعلم الجميع أن اللاعب البحريني هو الأساس وليس المدرب، ويظل أي لاعب بحاجة إلى التقدير والاهتمام حتى يعزز من قيمته ومستواه.وعندما سألناه عن حقيقة طموحاته في قادم سنواته، وهل يفكر أن يكون أحد المدربين في دوري الأبطال الأوروبي، لم يتردد هدسون في التأكيد على ذلك، وقال بنبرة فيها الكثير من الرغبة والجاهزية في التحدي والثقة بالنفس: لا أشكك لحظة واحدة في أنني سأصل يوماً من الأيام، أنا أعمل لذلك وأعد نفسي أن أكون في ذلك المستوى ولا يمكن أن أشكك لحظة واحدة في ذلك، قام بترديدها أكثر من مرة.وقال : دون أدنى شك أحب البحرين وأحب التعايش مع أهلها حيث لمست كل حب، وأنا أعمل من أجل أن تكون لكرة البحرين هوية وشخصية مختلفة في الملعب، وحتى تتمكن البحرين من ذلك يجب أن أعمل بكل ما أملك من قدرات وإمكانات، وأن أكون وفياً لهذا البلد الذي منحني الثقة والدعم.هي فرصة عظيمة التي قدمها لي الاتحاد البحريني لكرة القدم، ويجب أن أكون حريصاً على تقديرها والإيمان أن العمل يجب أن يبقى حتى بعد رحيلي وحتى تتمكن البحرين من تقديم كامل قيمتها في البطولات القادمة.هنالك جيل واعد من اللاعبين واليوم أقول ذلك وغداً سيكون الحال مختلفاً لكرة البحرين التي أعتقد أنها حالياً في مرحلة تجديد وتغيير جلد، وأن القادم والمستقبل سيشهد تغييراً كبيراً في القيمة العامة للمنتخب.صحيح يجب أن أتحمل الانتقادات، ومن الصعب أن ترضي الجميع، لكن ما أطلبه أن يظل المتابعون والإعلام والجماهير داعمين للاعبين وليس لي شخصياً، لأنني سأرحل في يوم من الأيام وسيظل المنتخب واللاعبون، وهذا هو الأساس الذي يفترض ألا يغيب عن التركيز والاهتمام.بعض المدربين في البحرين انتقدوا قيمة الدوري البحريني، هل سيؤثر على منهجيتك؟أحد أهم الأسباب حتى تنجح هو أن تحترم قيمة المجتمع والبيئة التي تعيش عليها، ولا يمكن أن أحقق النجاح إذا لم أحسن الانسجام مع كرة القدم البحرينية، أعتقد من الواجب أن يكون لي دور كبير في ما يمكن أن يكون عليه الدوري من تطور، وأن أعمل جاهداً إلى جانب اتحاد الكرة والأندية على الارتقاء بالمستوى العام، وأرى أننا قادرون على ذلك.لكنك انتقدت سابقاً بطء اللعب والفارق بين الأداء في المنتخب والأندية؟كانت مناشدة مني حتى يتمكن لاعبي المنتخب من الصعود بمستوى أنديتهم والدوري بشكل عام، إطلاقاً لم أنتقد بقدر ما طالبت اللاعبين أن يكون لهم أثر وأن ينقلوا السرعة التي اعتادوا عليها في المنتخب إلى فرقهم، وذلك ما أتحدث عنه من دور يفترض أن نقوم به جميعاً.البعض يرى أن المباريات الأخيرة في آسيا لم يقدم فيها الفريق المستوى المطلوب، فلم يسعدهم ذلك؟أيضاً من الواجب الإيمان أن الفريق واجه مجموعة كبيرة من التحديات، ولا ينسى الجميع أن الإصابات التي تعرضنا لها كان يمكن أن تعيدنا كثيراً إلى الوراء، لكن إرادة اللاعبين وتحاملهم على نفسهم ورغبتهم في تقديم الجديد كان سمة بارزة، مرة أخرى أعود وأقول إنهم يستحقون التقدير.ما هو تعليقك على تكرار التمسك بسامي الحسيني؟علاقتي مع اللاعبين لا تتغير، أنا هكذا عندما بدأت التدريب، دائماً ما أبني نجاحي على العديد من الجوانب، من ضمنها ارتباطي الوثيق مع اللاعبين، ليس لأنني الآن في البحرين وأحتاج لهم، على العكس تماماً سأرتبط معهم كأصدقاء وسأستمر معهم حتى بعد رحيلي في يوم من الأيام.الحسيني يقدم مع المنتخب أقصى ما يملك وهو يجسد روحاً عالية من التفاني والإخلاص، أعتقد أنه يستحق الفرصة حتى يعود من جديد إلى التشكيلة إذا ما سارت الأمور كما نشتهي وتأهلنا، الأمر الثاني وهو الجانب التكتيكي، وليس من السهل الزج بلاعب جديد لم يتعرف بعد على أسلوبنا وطريقة لعبنا.ما هي استعداداتك لمباراة المنتخب القطري ؟دون أي شك مباراة قوية وهامه بالنسبه لنا، يجب أن نفوز ونظل في القمة، هذا مهم بالنسبة للاعبين ولي شخصياً، أعتقد المشاركة في هذه البطولة كشفت أمامي العديد من الجوانب، وأيضاً استفاد الفريق بصورة أفضل، لقد تجاوزنا بشكل أفضل مطبات التصفيات الأخيرة، وأرى أن الفريق بمستواه في طريق تصاعدي.في سبع مباريات لم نخسر أي مباراة ولم يدخل شباكنا سوى هدفين، فالأكيد ذلك مؤشر إيجابي يحسب في صالح الفريق ولاعبيه ويؤكد أن الأداء سيستمر تصاعدياً.