كتبت – نور القاسمي: أكد خريجو برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية أن تجربة دراستهم أضافت لهم الكثير وعلمتهم الاعتماد على النفس والمثابرة للوصول إلى النجاح، لافتين إلى أن إداريي المنحة حرصوا أشد الحرص على توفير احتياجاتهم ومساعدتهم وقت دراستهم في الجامعات، ووعدوا البحرين بمزيد من التقدم والازدهار ورد الجميل لها على ما قدمته لهم، خصوصاً وأن البحرين مليئة بالفرص. وقال عبدالله عبدالعال الحاصل على شهادة الماجستير في تاريخ الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بالمملكة المتحدة: إن الحياة في الخارج تتطلب المبادرة والطموح والصدق مع نفسه، وما مضى حمل أوقات عصيبة وجميلة في الوقت نفسه وينتظرهم مستقبل واعد مليء بالتحديات التي سيتغلب عليها.وأشار إلى أنه غير تخصصه الرياضيات في البكالوريوس إلى الاقتصاد بسبب ما لاحظه من احتياج المملكة إلى النمو الاقتصادي في الفترة الراهنة، وخاض اختبارات عديدة لينال هذه المنحة، من بينها الاختبارات الأكاديمية والاختبارات الحياتية والحيوية كقياس الصحة البدنية والحياة الاجتماعية وحب المبادرة والعطاء، لافتاً إلى أن من أصعب ما واجهه في وقت دراسته في الخارج هي التأقلم مع النظام التعليمي الأجنبي المختلف عما تعود عليه الطالب في المملكة. بدورها ذكرت أمل أحمدي الحاصلة على شهادة الماجستير في الإدارة الدولية من جامعة ريدنج بالمملكة المتحدة أنها انضمت إلى برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية في الثامنة عشر من عمرها، ودخلت مدرسة داخلية في المملكة المتحدة لمدة سنتين، لتكمل البكالوريوس لمدة ثلاث سنوات، وبينت أنها عادت إلى المملكة وعملت لمدة عامين، وعادت مجدداً لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة لسنتين، مشيرة إلى أن البرنامج غير شخصيتها بالكامل بسبب ما وفره لها من الاختلاط مع ثقافات أخرى من مختلف أنحاء العالم.وأضافت أن أصعب ما واجهته وقت دراستها تغير المناخ الجوي، وتغير منهج الدراسة خصوصاً إنها درست الثانوية العامة في مدرسة حكومية تعودت بها على اللغة العربية وتحولت دراستها إلى اللغة الإنجليزية البحتة، مؤكدة أنها بالعزيمة والإصرار واجهت جميع التحديات عند دراستها للبكالوريوس وتغلبت على المصاعب عند عودتها للجو الدراسي مجدداً في فترة الماجستير، وهي بصدد دراسة الدكتوراه. وبينت أحمدي أنها ضمن الدفعة الرابعة للبرنامج وقدمت امتحاني TOFEL للغة الإنجليزية وامتحان SAT المختص بالرياضيات واللغة الإنجليزية وبعض الدورات التدريبية والاختبارات والنشاطات المختلفة، مشيرة إلى أن جو المنحة الدراسي ورؤية ما حققه الطلبة السابقون في المنحة يعطي حافزاً للتقدم ودافع للمواصلة في الدراسة وعدم فقدان الأمل، معتبرة المنحة من أفضل الأمور في حياتها والتي تدفعها إلى الأمام دائماً وإلى العزيمة والتقدم والازدهار، واعدة البحرين في أن تعود إلى أرضها لترد جزءاً من الجميل والفضل التي أعطتها إياه المملكة. ومن جانبه، أكد محمود عبدالله الحاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والرياضيات وإدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية أن مملكة البحرين مليئة بالفرص الذهبية للشباب المبدع والطموح، مشيراً إلى أن عودته إلى المملكة منذ يونيو وعمله في مجلس التنمية الاقتصادي جعلته ينظر إلى الاقتصاد المحلي بنظرة التطوير والازدهار، خصوصاً وأن الاقتصاد مليء بالمبادرات المتميزة من قبل القيادة كقرار إطلاق مجلس التنمية الاقتصادي، وأن المملكة تمشي على الطريق الصحيح للنجاح والتقدم وإنها بصدد تحقيق خطة 2030 الاقتصادية وخطة تطوير الاقتصاد وخطة تطوير العمالة البحرينية وغيرها. وبين عبدالله أنه لولا الله تعالى ثم دعم برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية لما استطاع إكمال مسيرته التعليمية، مؤكداً أن المنحة تدفعهم إلى التعرف على ثقافات جديدة وعلى استمرارية التطوير بأنفسنا وبقدراتنا. وذكر عبدالله أن مجال الدراسة الذي اختاره شكل تحدياً بالنسبة له لكنه خلق منه منهجاً ممتعاً عوضاً عن كونه أكاديمياً، لافتاً إلى أن المنحة الدراسية تجعل منا أشخاصاً ناضجين معتمدين على أنفسنا بعيداً عن الأهل والأصدقاء، نتحكم بأمورنا اليومية والحياتية البسيطة، حيث تعرض لاختبارات باللغة الإنجليزية واختبارات تقيس مهارات التحدث والرياضيات، إضافة إلى لقاءات مع لجان التحكيم و الممارسة على العرض والتحدث بطلاقة في الأماكن العامة والتفكير المبدع والناقد وفي المواقف الصعبة. ومن جهتها، أكدت روان مكي الحاصلة على شهادة الماجستير في الهندسة البيئية مسار البناء وتصميم أنظمة المياه من كلية امبيريال لندن بالمملكة المتحدة أنها خلال فترة دراستها تحدت حتى جامعتها والكادر التعليمي لاختيارها تخصصين مختلفين عن بعضهما البعض لكن بعزيمتها وتحديها تمكنت من جمع هذين التخصصين وإيجاد عامل مشترك بينهما وهي «الهندسة المستدامة»، مشيرة إلى ما تعرضت له في الخارج يختلف تماماً عما يتعرض له الطالب العادي في المنزل، فالغربة وصعوبة المناهج الأكاديمية سببت عائق بعض الأحيان سرعان ما تغبوا عليه. وشددت على الطالب أن يسأل كثيراً ليتعلم كثيراً، وأن يمتلك حب الاطلاع ومساعدة الآخرين، ويغير ما حوله ويحاول أن يتغير هو بذاته أيضاً، معربة عن طموحها العمل في قطاع الاستشارات الاقتصادية لتساهم في الحفاظ على البيئة وتوظيفها في النمو الاقتصادي.وأكدت أن مملكة البحرين توفر فرصاً كثيرة للشباب، سواء في الدراسة أم في العمل، الأمر الذي يصعب على أبنائها الابتعاد عنها أكثر، وتجعلهم يتوقون للعودة إليها والعمل بها ومن أجلها، مشيرة إلى أن تجربتها هذه جعلتها تقدر ما تقدمه لها المملكة من تسهيلات ومميزات، والتحفيز في مواجهة العقبات وتحدي المشاكل والمثابرة، إضافة إلى النظر دوماً إلى الأمام ورؤية الحياة من منظور جديد وآخر.وقالت مريم رضا الحاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية إن دعم ولي العهد لها أعطاها دافعاً قوياً لبذل جهد أكبر في الدراسة لتمثل المملكة بالصورة الصحيحة، مؤكدة أن إداريي البعثة في اتصال دائم معهم ويلبون جميع احتياجاتهم ويساندونهم عند مواجهتهم للصعوبات في غربتهم، إضافة إلى حرص منظمي المنحة على زياراتهم من فترة إلى أخرى وتعرفهم على رئيس الجامعة والقائمين عليها والمسؤولين فيها من المشرفين والأكاديميين لمساعدتنا ومراقبتنا في الوقت نفسه الأمر الذي جعلنا مميزين عن طلبة الجامعة هناك.وأضافت أن هذه التجربة التي خاضتها في بلد كبير جغرافياً مقارنة بالبحرين جعلتهم يتعلمون كيفية الاعتماد على أنفسهم، وملاحقة النجاح دوماً وأن يبذلوا الجهد للوصول إلى الأهداف عن طريق تنسيق الصفوف والبحث عما يحتاجونه وإنجاز المشاريع وتتبع الخطة الدراسية وغيرها من الأمور الحياتية البسيطة كالعيش بمفردك وتدبير أمور منزلك ودراستك معاً، لافتة إلى أنها كسبت خلال هذه المنحة التعرف على من هم في مثل عمرها ويطمحون بنفس ما تطمح هي ويعانون الأمور نفسها ويحلمون بإعمار المملكة ورؤية للمستقبل المشرق.