كتب - عبدالله إلهامي:كشف رئيس النيابة أسامة العوفي عن أسماء المتورطين بتهريب متفجرات إلى البحرين، إضافة إلى تفاصيل أبرزها اسم المخطط للعمليات الإرهابية أحمد محفوظ الموسوي، وتدرب المتورطين على استخدام الأسلحة والمتفجرات في معسكرات إيرانية مقابل المال، وتحركهم لتنفيذ العمليات الإرهابية بناء على فتاوى دينية، مشيراً إلى أن التحقيقات كشفت عن نية الإرهابيين استهداف منشآت حيوية وسيادية وأمنية، واغتيال بعض الشخصيات.وقال العوفي، في مؤتمر صحافي أمس، إن «النيابة العامة تلقت يوم السبت الماضي الموافق 28 ديسمبر 2013 بلاغاً من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية مفاده قيام المتهم علي أحمد محفوظ الموسوي بحريني الجنسية والمقيم حالياً بإيران بالتخطيط لارتكاب عمليات إرهابية تتمثل في إحداث تفجيرات تستهدف المنشآت الحيوية والأماكن السيادية والأمنية بالمملكة بغرض تعريض سلامة المملكة وأمنها للخطر وإيذاء الأشخاص وترويع المواطنين والمقيمين والإخلال بالأمن العام وإشاعة الفوضى في البلاد ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها من ممارسة أعمالها».وأضاف أن «المتهم عمل على استقطاب عدد من الأشخاص وتشكيل جماعة منظمة تعمل على تهريب الأسلحة والمتفجرات بأنواعها إلى المملكة وتنفيذ التكليفات بارتكاب العمليات الإرهابية وتنفيذاً لهذا المخطط فقد نجح ذلك المتهم في استقطاب عدد من الأشخاص داخل البحرين للانضمام إلى الجماعة، وقام بتسفيرهم تباعاً إلى إيران لتلقي التدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات والفنون القتالية ومهارات الملاحة البحرية، وكيفية تهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات إلى البحرين وإخفائها».وأشار العوفي إلى أن «عناصر تلك الجماعة تمكنوا بالفعل من تهريب شحنة من الأسلحة والمتفجرات إلى المملكة وإخفائها، كما أسفرت التحريات كذلك عن أن علي الموسوي استدعى أحد العناصر القيادية في الجماعة لمقابلته بالعراق للتنسيق من أجل تهريب شحنة أخرى من المتفجرات والأسلحة».وقال إنه «بناء على ما توصلت إليه التحريات فقد أصدرت النيابة العامة إذناً بضبط وتفتيش أشخاص ومساكن المتهمين، وأية وسيلة نقل تخصهم، وذلك لضبط ما يحوزونه من أسلحة ومتفجرات وأية أشياء تتصل بنشاطهم الإجرامي»، مشيراً إلى أنه «تنفيذاً لإذن النيابة، ومن خلال متابعة تحركات عناصر الجماعة الإرهابية؛ تم ضبط اثنين من عناصرها، بعد أن رصدا وهما يستقلان قارباً، ويتسلمان الأسلحة والذخائر والمتفجرات المزمع تهريبها إلى داخل البلاد من أحد المراكب في عرض البحر، كما تم ضبط ثلاثة متهمين آخرين من أعضاء الجماعة».وأضاف العوفي أنه «على إثر إخطار النيابة بضبط عضوي الجماعة عقب تسلمهما الأسلحة والمتفجرات والذخائر من مركب في عرض البحر، انتقلت على الفور لإجراء معاينة للقارب المستخدم في الواقعة وما عليه من مضبوطات، إلا أنه وبالنظر إلى خطورة المتفجرات المضبوطة فقد تم إرجاء المعاينة إلى وقت آخر ولحين توفير الحماية اللازمة، ومن ثم تم الانتقال وإجراء المعاينة في مكان آمن وعلى إثره تلافي هذه الخطورة».وثبت من معاينة المضبوطات، بحسب العوفي، أنها «عبارة عن كميات كبيرة من المتفجرات والصواعق، لفائف أسلاك تفجير، كبسولات بادئة للاشتعال، «50» قنبلة يدوية، سلاح آلي نوع «PK»، و«1023» طلقة نارية، دوائر ولوحات إلكترونية، هاتف ثريا، هواتف نقالة، جهاز تحديد خرائط، بطاريات موصلة بأسلاك كهربائية، كما أجرت النيابة معاينة تصويرية حيث تم اصطحاب المتهمين المضبوطين عقب استجوابهما مباشرة إلى مقر إدارة خفر السواحل وواجهتهما بالمضبوطات، بينما قام المتهمان بتمثيل ارتكابهما الجريمة من حيث تسلمهم الأسلحة والمتفجرات والذخائر وكيفية تخزينها في القارب».وتابع رئيس النيابة أنه «فيما عثر لدى تفتيش مساكن بعض المتهمين وموقعين لتخزين الأسلحة والمتفجرات تم تحديدهما؛ على مواد متفجرة، مسدسين، طلقات نارية، خزائن طلقات لأسلحة نارية، هاتف نقال موصل بسلك كهربائي، دوائر كهربائية، وعبوات مجهزة للتفجير بعد إضافة المواد المتفجرة إليها، مصنعة بذات الكيفية التي تدربوا عليها في إيران، إضافة إلى معدات لحام وأدوات أخرى متنوعة مما تستخدم في تصنيع المفرقعات».وقال إن النيابة قامت باستجواب المتهمين المضبوطين، وهم «السيد علي شبر شرف شبر، حسين أحمد طاهر عبدالوهاب، عقيل عبدالرسول محمد أحمد، حسين مهدي محمد إبراهيم، علي صباح عبدالمحسن محمد»، موضحاً أن النيابة «واجهتهم جميعاً بالمضبوطات وبالأدلة القائمة ضدهم، وقد اعترف المتهمون في ظل هذه المواجهات؛ بالانضمام إلى الجماعة لغرض تنفيذ مخططاتهم نحو ارتكاب عمليات إرهابية تحت مسوغ ديني وشرعي من وجهة نظرهم، وبناء على فتاوى شرعية بحسب ما أفهمهم قيادات الجماعة، وكذلك بسفرهم إلى إيران، وتلقيهم تدريبات هناك على أيدي عناصر إيرانية في معسكرات الحرس الثوري الإيراني بمواقع متفرقة بإيران، وبتلقيهم مبالغ مالية على إثر التدريب».وتابع أن المطلوبين في القضية الذين لم يتم القبض عليهم حتى الآن هم «قائد التنظيم السيد علي أحمد علي محفوظ الموسوي – بحريني –36 سنة– عاطل ومطلوب «موجود في جمهورية إيران»، جاسم أحمد عبدالله أحمد «الملقب بـأبو ذر» بحريني –37 سنة– سائق بشركة خاصة ومطلوب «غادر البلاد بطريقة غير مشروعة، موجود في جمهورية إيران»، السيد جعفر شبر شرف شبر بحريني -33 سنة- موظف بمطبعة خاصة مطلوب «موجود في جمهورية العراق»، محمد جواد صباح عبدالمحسن أحمد بحريني –41 سنة– فني كهرباء بهيئة الكهرباء والماء مطلوب «موجود في جمهورية العراق»، عبدالمحسن صباح عبدالمحسن محمد بحريني –35 سنة– لحام بشركة ألمنيوم البحرين ألبا مطلوب «موجود في جمهورية العراق».وأضاف أن «اعترافات المقبوض عليهم اشتملت في جانبٍ منها على تفصيل كامل لتسلم المتفجرات والأسلحة والذخائر والمعدات المضبوطة من مركب بطاقم عراقي في عرض البحر ومن خلال تتبع إحداثيات أعطيت لهم للوصول إلى ذلك المركب، وذلك كله بناء على تعليمات القيادي علي الموسوي وآخرين من مسؤولي الجماعة في الداخل والخارج، التي تضمنت أيضاً العمل على إخفاء الأسلحة والمتفجرات والأدوات المهربة إلى حين ساعة الصفر لاستخدامها وقتئذ فيما خططوا له من استهداف منشآت حيوية وسيادية وأمنية، فضلاً عن القيام بعمليات اغتيال بعض الشخصيات».وأشار إلى أنه «وفق اعترافات المتهمين بتحقيقات النيابة؛ فقد ثبت تلقيهم تدريبات نظرية وعملية على «استعمال الأسلحة وبخاصة «الآر بي جي» و«الكلاشينكوف» و«إم 16»، «إم بي 15»، وإعداد المتفجرات واستعمالها، والرماية الليلية، وتحديد المواقع فلكياً، وتتبع الإحداثيات، وكيفية التهريب عبر المنافذ البحرية، وقيادة الزوارق، والسباحة لمسافات طويلة، والمراقبة والرصد، والأمن الشخصي وتفادي المطاردات».وأردف العوفي أن «تحقيقات النيابة كشفت عن تدرب عناصر الجماعة على تقسيم مهامها العملية إلى ثلاثة مجموعات، تختص المجموعة الأولى بجمع المعلومات وتحديد الأماكن المستهدفة، وتختص الثانية بنقل الأسلحة والمتفجرات والقنابل، بينما تختص المجموعة الثالثة بتنفيذ العمليات، كما توصلت التحقيقات أيضاً إلى قيام أحد المتهمين بتنفيذ تكليفات برصد وتصوير مواقع معينة بالمملكة وموافاته القياديين في إيران بها».وأضاف أن «النيابة العامة أمرت بحبس المتهمين احتياطياً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليهم تهم التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد ارتكاب أعمال عدائية ضد مملكة البحرين، والانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، واستيراد وحيازة وإحراز مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص بقصد استعمالها في نشاط مخل بالأمن العام ولغرض إرهابي، والتدريب على استعمال الأسلحة والذخائر والمفرقعات وعلى تهريبها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية وإمداد جماعة بأموال مع العلم بأغراضها وبممارستها نشاطاً إرهابياً». وأوضح أن «الجرائم المرتكبة مؤثمة بموجب المادة 122 من قانون العقوبات، والمواد 1، 2، 3، 6، 8 من القانون رقم 58 لسنة 2006 بشأن حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية، والمواد 1، 2، 3، 5، 7، 8، 11، 18 من المرسوم بقانون رقم 19 لسنة 1976 في شأن المفرقعات والأسلحة والذخائر المعدل. وقال العوفي إن «النيابة العامة أمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين، وبندب خبراء الأسلحة والمتفجرات لفحص المضبوطات، وبطلب التحريات بشأن بعض الوقائع والأشخاص الذين ورد ذكرهم باعترافات المتهمين». وأكد أن «تحقيقات النيابة مستمرة بلا انقطاع منذ إخطارها بالواقعة، من أجل تتبع الأدلة واستظهار الحقيقة بمختلف أبعادها في أقرب وأسرع وقت ممكن، وستعلن تباعاً عما توصلت إليه ما لم يكن في ذلك تأثير على سير التحقيق وسلامته، حفاظاً على الأدلة والصالح العام».