أنهى القطاع السياحي بمصر استعداداته لصيف 2013 بعدد من البرامج والخطط التسويقية الخارجية والداخلية والتي تعتمد في الأساس على انخفاض أسعار الإقامة في فنادق الـ 5 نجوم، والتي لا تتجاوز في بعض الفنادق 300 دولار شاملة الإقامة والوجبات.وقال عاملون في القطاع إن تراجع أعداد السائحين الوافدين دفع أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية وخاصة في مناطق الغردقة وشرم الشيخ ومطروح إلى وضع الأسعار المطروحة لصيف 2013 في الاعتبار، خاصة وأن هناك جنسيات كثيرة هربت من مصر إلى قبرص وتركيا وبعض الجنسيات الغربية فضل استبدال مصر بإسرائيل.ووفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة السياحة فقد تراجعت عائدات مصر من السياحة بنسب كبيرة خلال العامين الماضيين، ففيما سجلت إجمالي عائدات القطاع في 2010 نحو 12.5 مليار دولار، وانخفضت في 2011 إلى نحو 8.8 مليار دولار، وواصلت الانخفاض في 2012 لتسجل نحو 2.1 مليار دولار، بنسبة تراجع تصل إلى 83% بعدما خسرت نحو 10.4 مليار دولار.وقال أحمد سامي، موظف بأحد منتجعات شرم الشيخ، إن تباطؤ حركة السياحة الوافدة لا يشجع على تحريك أسعار بيع الخدمات، حيث مازالت بعض الجنسيات الغربية ترفض زيارة مصر بسبب انتشار البلطجة وعدم الاستقرار الأمني، خاصة وأن بعض الجنسيات اتجه في العامين الماضيين إلى تركيا أو دول جنوب شرق آسيا، فيما اتجه بعض هذه الجنسيات إلى إسرائيل التي تنافس بقوة وتقدم عروضاً مغرية.وأوضح أن حركة السياحة بدأت تتحرك ولكن بنسب طفيفة، ومازالت نسب الإشغال الفندقي تتراوح ما بين 50 و65% رغم أننا على اعتاب موسم الصيف الذي كان بمثابة ذروة النشاط السياحي، وربما ساعدت الأسعار المتدنية التي تقدمها الفنادق والمنتجعات السياحية في جذب بعض الجنسيات وإعادتها إلى مصر كما كانت قبل الثورة.وأوضح أن تدني الأسعار ستظل المشكلة الكبرى التي تواجه أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية، خاصة وأن هناك مضاربات قوية يقوم بها أصحاب الفنادق بسبب حرصهم على جذب أكبر عدد من السياحة الوافدة بصرف النظر عن الأسعار الهزيلة التي يحصل عليها السائح.وأوضح سالم حسين، موظف حجز بإحدى شركات السياحة، أن الجنسيات العربية بدأت تعود إلى مصر خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأن الأحداث السياسية بدأت تتلاشى من المناطق السياحية، لافتاً إلى أن السياحة الروسية مازالت تحتل قائمة الجنسيات الأكثر توافداً على مصر.وقال إن نسبة الحجوزات ارتفعت بنسب طفيفة في الفترات الأخيرة، حيث ارتفعت نسب الإقبال على الحجز بمدينة شرم الشيخ بنسبة تتراوح ما بين 25 و30%، حيث تعد الأسعار التي تعرضها الفنادق والمنتجعات السياحية بشرم الشيخ أكثر من مغرية بالنسبة للأسعار المعروضة في الدول المجاورة والتي تمثل أضعاف ما تحصل عليه الفنادق المصرية.وأشار محمد سعيد، مرشد سياحي بمدينة الغردقة، إلى أن هناك تطورا في حركة السياحة الوافدة ولكن هذا التطور لا يمكن مقارنته بنسب الحجوزات التي كنا نشهدها قبل الثورة، ونتوقع أن يسهم موسم الصيف المقبل في تعويض جزء من خسائر العامين الماضيين.ولفت سعيد إلى أن الحكومة أو وزارة السياحة تتجاهل تماماً السياحة الداخلية، فيما يصر أصحاب الفنادق على البحث عن السياحة الخارجية في الوقت الذي تتنافس فيه دول كثيرة على الجنسيات الغربية والعربية، وتساءل: لماذا لا تقوم وزارة السياحة بالمشاركة في إعداد برامج وخطط للتسويق الداخلي، رغم أن هناك مصريين يفضلون السفر للخارج ولا يتجهون إلى شرم الشيخ او الغردقة ؟.
Business
فنادق مصر تخفّض أسعارها لإعادة السياح الهاربين
26 أبريل 2013