أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبداللطيف آل محمود، أن وحدة الصف وجمع الكلمة هي الصخرة الصماء التي تتكسر عليها معاول الأعداء، داعياً الجميع لدعم الجهات الأمنية في جهودها لمنع الدسائس والمؤامرات والقضاء على الخلايا الإرهابية وعلى المجرمين، والكشف عن الأسلحة وعمليات التهريب. وأشاد المحمود -في كلمته خلال تجمع نصرة الأنبار في المحرق- بجهود وزارة الداخلية وعلى رأسها وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في القبض على الخلايا الإرهابية، محذراً من استراتيجية الغرب بتمكين النظام الإيراني من السيطرة السياسية والأمنية والاقتصادية على مناطق العالم العربي والإسلامي. وقال المحمود: نجتمع اليوم لنعبر عن ما تشعر به نفوسنا مما يمر به وطننا، وهو يتصل بما تمر به بلاد العرب والمسلمين من فتن ومصائب ومؤامرات من القرباء والغرباء بعد أن انكشفت بعض المحاولات التي تريد الشر بهذا البلد وأهله، وآخرها القبض على بعض الخلايا الإرهابية، والمهربين للأسلحة للداخل، وتهريب بعض المطلوبين للعدالة للخارج، واكتشاف مفخخات بالداخل. ونشكر الله تعالى أولاً على توفيقه لرجال الأمن على اكتشاف هذه المخططات، ونشكر رجال الأمن وعلى رأسهم وزير الداخلية ومن معه من الجهات التي تتعاون معه على جهدهم وجهادهم وسهرهم ليلاً ونهاراً للمحافظة على الأمن واستتبابه، ونشكر القيادة والحكومة على دعمها المتواصل للجهات الأمنية لأداء مهامها، والتي استطاعت بفضل الله تعالى أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم في مجال المحافظة على الأمن والأرواح والأعراض والممتلكات ومنع الفتنة التي أريد بها أن تأكل الأخضر واليابس.وأضاف المحمود: رسالة إليكم أيها المواطنون المخلصون من كل الأديان والمذاهب والانتماء أن الجهات الأمنية لا تستطيع وحدها أن تمنع الدسائس والمؤامرات وأن تقضي على الخلايا الإرهابية والكشف عن الأسلحة وعمليات التهريب والقبض على المجرمين من غير تعاون جميع أفراد المجتمع معها، فيجب أن نكون جميعاً أعيناً ساهرة لحماية أمن الوطن والمواطنين والمقيمين. ولا تنتظروا منا أن ندغدغ العواطف، بل نبلغكم بالحقائق حتى تحزموا أمركم وتعملوا من أجل مستقبلكم ومستقبل الأجيال المقبلة لكل أهل البحرين من غير تمييز بين أتباع الأديان والمذاهب والانتماءات وللأجيال المقبلة. وأشار المحمود إلى أن الاستراتيجية التي يتبعها الغرب تجاه وطننا البحرين ودول الخليج والجزيرة العربية ودول الشام جميعاً هي وبلا مواربة (إيقاع الفتن والحروب الطائفية في كل هذه الدول بين أبنائها، وتمكين النظام الإيراني القومي الصفوي الإقصائي الدموي الذين تسيطر عليه أشد الاتجاهات الشيعية الجعفرية الاثني عشرية غلواً، تمكين هذا النظام من السيطرة السياسية والأمنية والاقتصادية على هذه المناطق من العالم العربي والإسلامي، لأن أعداء العرب والمسلمين يرون التعاون معهم ومع أمثالهم من الأقليات التي تنتمي إلى الإسلام لهم ما يريدون من أهداف وهي إضعاف التيار الأكبر للمسلمين وإذلالهم والسيطرة على بلدانهم وخيراتهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها الاتفاقات الغربية الإيرانية التي أعلنت حول الملف النووي، ومباركة المشاركة الحربية الإيرانية في الحرب الدائرة بين الشعب السوري وبين النظام القائم في سوريا، والعمل الدؤوب والمستمر لإنقاذ النظام السوري من السقوط، ومنع الإمدادات المعيشية والدفاعية عن الشعب السوري المقاوم لذالك النظام، والسكوت عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري الطائفي العلوي التي زاد عدد ضحاياه عن 130 ألف شهيد من الأطفال والنساء والشيب والشبان، وتشريد ما يزيد عن 4 ملايين من أهل سوريا بالداخل والخارج، والتخريب والتدمير الذي طال كل شيء من البنية التحتية، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعب، والمساندة للنظام القمعي الطائفي في العراق، بينما يتدخل في شأن جنوب السودان سريعاً للعمل على منع الفتنة التي حدثت بين أبناء الجنوب. وتساءل المحمود: أليس أبناء سوريا بشراً لهم حق الحماية البشرية والإنسانية التي يتحدثون عنها؟ لقد أثبتت معظم الإدارات السياسية الغربية أنهم لا يتحركون انطلاقاً من قيم إنسانية فهذه القيم التي يتحدثون عنها (حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وحقوق المرأة، والعدالة، والديمقراطية، وغيرها) إنما هي شعارات يدافعون عنها إذا كانت توصلهم إلى مصالحهم، ويسكتون عنها ويتجاهلونها بل يؤيدون انتهاكها إذا كانت توصلهم إلى مصالحهم، فمصالحهم هي سيدة الموقف.وواصل المحمود: نعلن بكل وضوح: ليس بيننا وبين الشعب الإيراني خصومة، وليس بيننا وبين الشيعة الاثني العشرية الجعفرية خصومة، إنما خصومتنا مع من يشن الحرب علينا من غلاة الشيعة الاثني عشرية الصفويين الإقصائيين الدمويين، ونعلن بكل وضوح: ليس بيننا وبين الشعوب الغربية عداء وخصومة، وإنما خصومتنا مع الإدارات السياسة الغربية التي تبيع الشعارات الإنسانية في الأسواق التجارية.وقال المحمود: رسالة أوجهها إلى شركائنا في الوطن، هناك مشاركات اختيارية في مسائل مالية أو اقتصادية أو سياسية، وهناك مشاركات إجبارية ليس فيها اختيار وإنما هي قدر رباني، ومنه وجودنا على هذه الأرض في هذا الزمن، فلا يجوز لأحد منا أن يلغي الآخر بأي حال من الأحوال، والخلاف الذي ورثته الأجيال المتعاقبة في قضايا العقائد والعبادات والقضايا التاريخية السابقة وما وقع بين سلفنا وسلفكم لسنا مسؤولين عنه فلهم ما كسبوا وعليهم ما اكتسبوا ولسنا قضاة على ما مضي من أعمالهم ولا نتجنى على الله عز وجل فنأخذ اختصاصه لنحكم بين الماضين وإنما الله وحده هو الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون إن كنا نؤمن بالله تعالى وبكتابه وبرسوله حقاً وصدقاً، وإنما نحن مسؤولون أمام الله تعالى عن أعمالنا وعن العيش المشترك على هذه الأرض والعمل المشترك لتحقيق الخير للجميع ودفع الشر عن الجميع، وفي هذه المرحلة التي نمر بها نرى أن يراجع أفراد كل فريق أنفسهم لينصروا ظالمهم بمنعه من ظلمه كما ينصرونه مظلوماً بالعمل على وصوله لحقه امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: بمنعه من ظلمه). فلنعمل على أن يأخذ كل منا على يد الظالم من فريقه لنبني حياتنا وحياة الأجيال المقبلة. ودعا المحمود قيادات الدولة على جميع مستوياتها إلى عدم الانشغال عن مطالب الشعب من إسكان ومكافحة البطالة والوصول إلى الحقوق والتيسير عليه كونه الدرع الواقي والسند الأمين. وأضاف المحمود: شاركوا جميع قطاعات الشعب في اتخاذ القرارات التي تتخذ خصوصاً المشروعات العامة التي تخدم المواطنين وتوفر لهم سبل العيش الكريم، ولتكن سياسة كل وزارة أو مؤسسة أن تشارك الشعب في اتخاذ القرار فما تشاور قوم إلا هدوا لأحسن أمورهم، ولدينا شباب لهم عزم وقدرات وخبرات يمكن إذا استعين بهم أن يقربوا علينا البعيد وأن يوفروا علينا الكثير وأن يدفعوا بالدولة إلى التقدم والرقي بأقل التكاليف وأقصر الأوقات. افتحوا لهم الطريق وخذوا بأيديهم إلى المستقبل الواعد، وإذا وعدتم فأوفوا، وإذا خططتم فأمضوا، وإذا عزمتم فتوكلوا على الله إن الله يحب المتوكلين.
آل محمود: وحدتنا الصخرة التي تتكسر عليها معاول أعدائنا
04 يناير 2014