كتبت - شيخة العسم:«صوتي «بح» بسبب الصراخ على أولادي في وقت التدريس، فهم لا يستوعبون، أو يتظاهرون بعدم الاستيعاب حتى أتركهم»، هكذا تحدثت إيمان سعد عن معاناتها في مراجعة الدروس والواجبات المدرسية مع أبنائها، في وقت ارتفعت فيه أسعار الدروس الخصوصية دون أن تكون هناك فائدة للطالب أو الطالبة، إذ يتجه بعض معلمي ومعلمات الساعات للإجابة على الأسئلة بدون مشاركة الطفل الكتابة وتعلم الإجابة، مما يؤدي لتدني مستواه الأكاديمي.صوت إيمان سعد قارب على الاختفاء، بسبب صراخها عند تدريس أبنائها وتقول «يريدونني أن أتركهم «في حال سبيلهم»، ولكنني أصر عليهم وألازمهم حتى الانتهاء من الواجبات، مما يجعل زوجي يفر من الصالة إلى خارج الشقة وقت التدريس».في حين تعاني بشاير محمد من طريقة تعليم أبنائها واجباتهم المدرسية فتقول «لدي ثلاثة أبناء أكبرهم في الصف الرابع، أتعب كثيراً في تدريسهم وخصوصاً مادة الرياضيات وأعتبره هماً كبيراً، وبما أنني موظفة فالصعوبة تكمن في عدم توفر الوقت لتدريسهم ثلاثتهم، أحياناً أجعلهم يعتمدون على أنفسهم، ولكن النتائج دائماً تكون سلبية».وتعاني الأم صعوبة في تدريس أبنائهم لعدة أسباب أهمها عدم توفر الوقت، واختلاف المناهج عن السابق، لهذا السبب لجأت حفصة إلى اتخاذ حلول أخرى، حفصة خالد تقول «لدي ابنتي الأولى رابع ابتدائي والثانية ثالث ابتدائي، أقوم بإرسالهم يومياً إلى مدرسات خاصات في منازلهم وأقوم بتوصيلهم بنفسي لأقوم بإرسالهم لثلاث مدرسات للمواد العربي، الإنجليزي والرياضيات مرتين في الأسبوع، ولكن المبلغ الذي يدفع كثيراً جداً، فالبنت الواحدة لثلاث مدرسات أدفع 90 ديناراً شهرياً أي 180 ديناراً لفتاتين، ولكن أيضاً هذا لا يأتي شيء مقابل الفائدة لهن كوني أجهل المناهج الجديدة للمرحلة الابتدائية «ما مرت علي من قبل».في حين تنتقد خولة جاسم الاعتماد على المدرسات الخصوصيات فتقول «كنت أرسل ولدي إلى إحدى المدرسات والتي تقوم بتدريس جميع المواد يومياً لمدة ساعتين، حتى اكتشفت أنها هي من تقوم بالإجابة على الأسئلة بدون أن تشارك الطفل في الكتابة وتعليم الإجابة، مما أدى لتدني مستوى ولدي كثيراً، ففضلت أن أعتمد على نفسي».وفي وجهة نظر تقول فاطمة سلمان «كنا في السابق نعتمد على أنفسنا في الدراسة كون أمهاتنا وآبائنا أميين، ومع هذا كنا متفوقين ومن الأوائل، إلا أن هذا الجيل بدا معتمداً على غيره في جميع الأمور حتى الدراسة وبات معتمداً على والديه أو المدرسين الخصوصيين، وهذا أمر خاطئ، لا ينمي أو يعطي الطفل قدرة ومساحة للاعتماد على نفسه، ففي النهاية لن يكون الوالدان أو المدرسون الخصوصيون متواجدين في وقت الامتحانات للمساعدة».وتقدم المشرفة الإدارية شريفة الجار نصائح في كيفية تدريس الأبناء بالطرق السليمة، إذ تقول «عندما يخطئ الطفل فهذا ليس عيباً، فالطفل يتعلم من أخطائه، ومن طرق التعليم المفيدة أن تشير الأم إلى الخطأ عندما يرتكبه الولد، أيضاً فإن الكثير من المساعدة ليس بمساعدة على الإطلاق، إن تلقيم الولد بالملعقة كل شيء» يؤدي به تدريجياً إلى فقدان قدرته على تنمية كفاءاته الشخصية واستخدامها، فيصبح معتمداً بشكل كلي على أهله ويستسلم عند أول امتحان أو تحدٍ بسيط، ما يحول دون تنمية قدراته».وتضيف الجار «هناك نصائح مفيدة لتدريس الطفل منها، أهمها ألا تيأسي من توصيل المعلومة لابنك حتى وإن أخذ منك وقتاً طويلاً، وتحلي بالصبر فبعض المخترعين لم يكونوا عباقرة في مدارسهم.ونصحت الأمهات «إذا أحسست أن صبرك نفد، اتركيه يرتاح قليلاً، قدمي له المأكولات المغذية ليأخذ منها الطاقة للتفكير، وانشغلي بأمر آخر، ثم عودي إليه أو اطلبي من أبيه أو أحد إخوته مساعدتك، أو حاولي من جديد حتى تفلحي».وأضافت «اربط لهم المعلومة بحركات تمثيلية يؤدونها، أو افتعلي لهم بإشارات وأشياء من حولنا، حتى تترسخ في ذهنهم. وحببيهم في اكتساب المعلومة بتبسيطها واستعمالها في أوقات غير أوقات الدراسة».