إذا كان التحدث في الموبايل أثناء القيادة لا يزيد من نسبة حوادث السير، بحسب نتائج دراسة حديثة، فإن عملية إجراء الاتصال، أو كتابة الرسائل النصية، أو محاولة الوصول للموبايل لتلقي الاتصال أثناء القيادة تتسبب بزيادة كبيرة في نسبة حوادث السير، خصوصاً بين المراهقين والشباب.ونوهت الدراسة التي نشرت في مجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسن»، الخميس، إلى أن أنظار السائقين تتشتت عن الطريق في 10% من الزمن الذي يقضونه خلف المقود، وأن غالبية هذا التشتت يعود إلى استخدامات تتعلق بالموبايل، وهو ما يتسبب بزيادة كبيرة في معدلات الحوادث خصوصاً بين الشباب والمراهقين الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً، في حين لا تبدو الزيادة كبيرة بين كبار السن الذين يقودون منذ سنوات طويلة. وبلغة الأرقام، فإن إجراء عملية الاتصال يزيد من خطر التسبب بحادث سير بمعدل الضعف بالنسبة للسائقين المتمرسين، وتتضاعف المعدلات بشكل كبير عند السائقين الجدد الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً، لتصل إلى ثمانية أضعاف فيما يخص إجراء عملية الاتصال، وأربعة أضعاف فيما يخص كتابة الرسائل النصية، كما إن محاولة الوصول للموبايل لتلقي الاتصال تزيد من خطر الحوادث بسبعة أضعاف. ويبدو أن تناول الطعام أثناء القيادة ليس أكثر أماناً بكثير، إذ وجدت الدراسة أنه يزيد من نسبة الحوادث بين السائقين الجدد بنسبة أربعة أضعاف.ولاحظ الباحثون أن السائقين الجدد يكونون أكثر حرصاً على الانتباه للطريق ويتجنبون الأفعال التي تشتتهم عنه في أول ستة شهور من حصولهم على شهادة القيادة، ومن ثم تزداد ثقتهم بقدراتهم في القيادة ويزداد تشتتهم عن الطريق، إلا أن هذه الثقة تكون دوماً في غير مكانها وتزيد من خطر تسببهم بحوادث السير بنسبة كبيرة. ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بتزويد بعض السيارات بكاميرا تراقب تحركات السائقين أثناء القيادة في 150 سيارة واستمروا في متابعتهم لتسعة شهور، وكان ثلث المشاركين في الدراسة من السائقين الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً (منذ أقل من ثلاثة أسابيع) بينما كان الآخرون ممن يقودون السيارة لأكثر من عشرين عاماً.
الوصول للموبايل وكتابة الرسائل تسبب الحوادث أكثر من الاتصال
04 يناير 2014