كشفت دراسة حديثة للباحث نوح خليفة عن أن 51% من زوجات العمانيين في البحرين بحرينيات مقابل 27% عمانيات و7% جنسيات أخرى مقابل 15% من العمانيين من فئة غير متزوج الأمر الذي وصفه الباحث بأنه مؤشر ذو دلالة كبيرة على أن الزواج من بحرينيات من الأسباب الرئيسة لذوبان العمانيين في الهوية الوطنية البحرينية مقارنة بنظرائهم الذين عادوا لمباشرة حياتهم الاجتماعية في سلطنة عمان، مؤكداً أن 22% من العمانيين المقيمين في البحرين يحملون مؤهلات علمية عليا.وأكدت الدراسة وجود علاقة مضطردة بين الانفتاح المهني على المستويين القديم والحديث وبين الحراك البشري الخليجي السائد في البحرين خصوصاً والخليج عموماً، وبينت الدراسة أن تنمية المقومات والقواسم المشتركة الأحدث بين دول الخليج العربي على المستويات المهنية والتجارية والاشتراك في تنمية مجالات حديثة متقدمة وزيادة تبادل المنفعة في مجالات متعددة مثل تنشيط الناتج السياحي أو الاقتصاد الحكومي والشعبي بالشكل الذي ينمي مقومات التقدم والتنسيق المشترك في المنطقة، ويوفر بيئة جاذبة ومجزية تحقق تطلعات كل فرد خليجي في أي بلد في ربوع الخليج العربي عوامل هامة يمكن الاستناد عليها في تشكل ملامح أحدث لنهضة اقتصادية خليجية مشتركة تعزز النمو الاقتصادي والتدفق الشعبي الخليجي بين دول المنطقة.وأشارت إلى وجود نسبة من المقيمين العمانيين الجدد في البحرين وأغلبهم شباب يعيشون في البحرين لأسباب دراسية أو عملية مرتبطة بفرص عمل متقدمة مثل الهندسة أو الطيران أو غيرها من التخصصات الحديثة، وعزت الدراسة ذلك إلى موقع البحرين كوجهة للعمل والتعليم من جهة وتنافس الشركات لاستقطاب القوى البشرية المؤهلة من جهة أخرى والتطورات الأخيرة التي تعيشها عمان في التنمية البشرية في مجالات التعليم والعمل ومختلف مجالات النهضة الحديثة.وأشارت الدراسة إلى وجود اختلافات جوهرية في طبيعة الموارد البشرية المتدفقة إلى البحرين على المستوى الحديث مقارنة بالموارد التي تدفقت إلى البحرين قديماً مبينة أن 22% من العمانيين المقيمين في البحرين يحملون مؤهلات علمية عليا مقارنة بنسبة 42% مؤهل متوسط و21% يقرأ ويكتب و15% أمي، كما كشف البحث بروز تغيرات على الواقع المهني السائد قديماً وانحسار أعداد العمانيين العاملين في مجالات تقليدية متعددة مثل (البناء والزراعة والصيد وتربية المواشي) وغيرها من المهن التقليدية التي كان العمانيون أكثر من يشغلها على مستوى البحرين وذلك على العكس تماماَ عما كان سائداً خلال المراحل التاريخية السابقة.وكشفت الدراسة أن 53% من المبحوثين أكدوا أن المهن التي يمارسونها الآن تغيرت عن المهن التي كانوا يعملون بها بداية وصولهم البحرين مقابل 47% قالوا إن المهن التي يمارسونها الآن نفس المهن القديمة. وبينت الدراسة أن نسبة العمانيين العاملين في المجالات التقليدية في البحرين انخفضت من 19-1% مقابل ارتفاع العاملين في القطاع العام من 28-40%، أما العاملون في القطاع الخاص فقد انخفضت حديثاً من 31% إلى 26% مقارنة بالمجالات المهنية التي عملوا بها بداية وصولهم إلى البحرين مقابل وجود نسب متفاوتة من المتقاعدين والطلاب وربات المنازل.وصرح الباحث نوح خليفة عن عزمه إطلاق إنتاجه العلمي الجديد الموسوم العمانيون في البحرين مظاهر التعايش الاجتماعي والثقافي والمهني «تحليل تاريخي – معاصر» فور تحديد خطة العمل المناسبة لفعالية تدشينه مشدداً على ضرورة التعمق في الامتداد التاريخي للاتحاد البشري البحريني العماني الذي شق طريقه في وجه الحياة التقليدية منذ قبل اكتشاف النفط انطلاقاً من العمق المهني والاقتصادي.وأشار خليفة إلى مظاهر التعايش الاجتماعي والثقافي والمهني بينت وجود احتياجات اقتصادية للبشر في تلك الحقبة التاريخية من ناحية وعززت التدفق الشعبي واللحمة من ناحية أخرى سواء احتياجات بحرينية لأعداد بشرية أكبر للاستفادة منها لصالح النمو الاقتصادي والانفتاح العالمي الذي تشهده البحرين آنذاك وتطلب أعداداً بشرية أكبر للعمل أو احتياجات بين العنصر البشري العماني إلى العمل ومحاولته الاستفادة من الانفتاح التجاري في البحرين قديماً.وكشف خليفة أن التماثل الثقافي وتشابك المصالح الاقتصادية عاملان رئيسان حددا دوافع تدفق العمانيين إلى البحرين آنذاك، مبيناً أن توافق احتياجات شيوخ البحرين وسكانها المهنية والتماثل الثقافي بين الشعبين وقابلية العمانيين للانخراط في مختلف المهن وخبراتهم المسبقة فيها مثل القنص وتربية الجمال والزراعة والبناء وغيرها عوامل جعلت العمانيين المفضلين عند حكام البحرين ونظرائهم البحرينيين، موضحاً أن الوجود العماني في البحرين تحول من وجود مهني في بداياته إلى وجود اجتماعي.
?51 من زوجات العمانيين بالمملكة بحرينيات و?22 مؤهلاتهم عليا
05 يناير 2014