كتب - حسن الستري:كشف محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، أن سوق البسطة بنسخته الثانية ينطلق الخميس المقبل 9 يناير ولغاية 29 مارس 2014 في حلبة البحرين الدولية، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.وقال المحافظ في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن سوق البسطة يحمل في طياته عناصر عديدة من التطوير والاستحداث وفق توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد إبان زيارته لسوق البسطة الأول، والرامية إلى إشراك أكبر عدد ممكن من الشباب في عرض منتجاتهم ودعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسويق معروضاتهم بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة.وتحدث عن تفاصيل السوق المدعوم من «تمكين»، لافتاً إلى أن رعاية ناصر بن حمد للسوق يبرز أبعاد رؤية طموحة يسعى من خلالها سموه لدعم الشباب البحريني وتمكينهم وإبراز قدراتهم في مختلف المجالات. وأضاف «العام الماضي كانت مساحة السوق صغيرة، فسعينا لتوسيعها هذا العام، لأن هناك أصحاب أعمال كثر أرادوا المشاركة بالنسخة الأولى ولم يتمكنوا بسبب ضيق المساحة، ولاحظنا عدم توفر الخدمات العامة ووفرناها هذه السنة، لأن هناك من يرغب بالبقاء فترة أطول، ما يتطلب وجود خدمات».وأردف «العام الماضي وفرنا مطعماً واحداً ولم يفتتح منذ الأسبوع الأول، هذا العام هناك 5 مطاعم، خصوصاً مع نقل المعرض لحلبة البحرين الدولية، إذ سيكون أبعد على المواطنين عامة، ما يستلزم توفير مرافق عامة و(كوفي شوب) ومسرح، كله بهدف جعل الناس تقضي فترة أطول وأمتع».وبين المحافظ أن السوق يفتتح أمام الجمهور كل جمعة ما بين الثالثة عصراً والثامنة مساء، وكل سبت من العاشرة صباحاً إلى الثامنة مساء، ولغاية 29 مارس المقبل.وأضاف أن إيرادات المشاركين العام الماضي بلغت 45 ألفاً و830 ديناراً، معرباً عن تطلعه إلى مضاعفة المبلغ في نسخة العام الحالي، بما يعود بالفائدة على المواطنين.وذكر أنه سيتم احتساب رسوم رمزية على المشاركين لتفادي إشكالية تخلف بعضهم عن الدفع كما حدث العام الماضي، بحيث تتقاضى 30 ديناراً عن المحلات الكبيرة البالغ مساحتها 9 متر مربع، و20 ديناراً للمحلات 4 م2، و10 دنانير للمزارعين، والأسر المنتجة بالمجان، وهي رسوم تصرف على المنظمين بالسوق، لأن القوة العاملة بالمحافظة لم تستطع تلبية الاحتياجات العام الماضي، ما يتطلب الاستعانة بمنظمين».وبخصوص المعروضات بالسوق واستراتيجية تنظيمه، قال المحافظ «أساس المشروع زراعي وضمنا نسبة معينة من المزارعين بمشاركة أسبوعية، أما المعروضات الأخرى فتتنوع من مأكولات وملابس والأهم أن تصنع محلياً، والاستراتيجية كانت بالنسبة للداعمين سهلة لأن العائد للأهالي ورواد الأعمال البحرينيين، وكل عام تستخدم البرامج التقنية من قبل رواد الأعمال لتسويق منتجاتهم، ولدينا عدة حسابات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لعرض أخبار السوق والمشاركين، ووصل عدد المتابعين إلى 14 ألف شخص».وعن طريقة التقدم للمشاركة بالسوق أوضح المحافظ «هناك رقم تواصل موجود على موقع المحافظة الإلكتروني، وهناك استمارة يملأها الراغب بالمشاركة، أو يأتي لمبنى المحافظة لتقديم الطلب».وأكد المحافظ أن السوق يأتي تماشياً مع المبادرة الوطنية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأةـ لتنمية القطاع الزراعي والقطاعات الأخرى المرتبطة به، وتقدم بالشكر للجهات الداعمة والمساندة لتنظيم سوق البسطة وهي «تمكين»، بلدية المنطقة الجنوبية، شركة غاز البحرين «بناغاز»، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، منظمة الأمم المتحدة، شركة الخليج للبتروكيماويات GPIC، شركة ألمنيوم البحرين «ألبا»، وشركة نفط البحرين «بابكو»، و«زاجل برس».من جانبه، قال نائب رئيس «تمكين» لدعم القطاع الخاص محمد علي بوجيري، إن سوق البسطة يأتي ضمن أهداف أنشئت من أجلها «تمكين»، من حيث تعزيز تأسيس وتطوير قدرات الأفراد والمؤسسات للإنتاجية والنمو بسوق العمل، ودعم هذا التواجد عبر تمكينهم للنهوض بمجالات القطاعات المختلفة على الصعيد التجاري، ما تحقق فعلاً في سوق البسطة الأول.وأضاف أن دعم «تمكين» لعدد كبير من الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سوق البسطة، يسهم في الوصول والارتقاء بقطاع أكبر من شرائح المجتمع البحريني وهو ما نتطلع إليه لمستقبل شباب واقتصاد الوطن. وذكر أن السوق يهدف لإيجاد منصة للأسر المنتجة ورواد الأعمال لتسويق منتجاتهم وزيادة دخلهم للارتقاء بهذه المؤسسات إلى مستوى أفضل، موضحاً أن موازنة المشروع تبلغ 120 ألف دينار، وتكفلت تمكين بـ70 ألفاً والمحافظة الجنوبية بـ50 ألف دينار.من جانبه، عد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي نجيب فريجي، سوق البسطة نموذجاً لما تصبو إليه الأمم المتحدة من أهداف التنمية المستدامة، إذ يسهم في دعم القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به من خلال توفير المساحات الكافية لعرض المنتج الزراعي.وأكد أهمية السوق في تمكين المرأة والرجل في الريف البحريني، وفتح الأسواق أمامهم ولدعم مشروعات تسهم في توسعة مفهوم الزراعة على مستوى الفرد، إضافة إلى عملية تداول معلومات يجهلها البعض عن كيفية وفائدة الزراعة بشكل عام، إلى جانب تطابق مواصفات تجربة السوق مع تجارب عديدة تدعمها منظمة الأمم المتحدة للتطوير والارتقاء بالمشروعات الشبابية الصغيرة والمتوسطة، ما يجعل سوق البسطة نموذجاً بحرينياً فريداً من نوعه، قادر على إبراز هويته بشكل متقدم في محافل تتعدى المحلية. ولخص فوائد المشروع في النهوض بالاقتصاد والزراعة والصناعة، وتمكين الشباب والمرأة في الريف من تطوير قدراتهم ومداخيلهم في شراكة مع القطاع الخاص والمحلي والحكومي، بهدف بناء جيل جديد يعمل على أسس مستدامة. وذكر أن المشروع سجل في ظرف سنة ما يمكن أن تذكره الأمم المتحدة من تطلعات وطموحات أهدافها الإنمائية، إذ يشمل القطاع الزراعي في وقت يتجه فيه الجميع للقطاعات الأخرى، ويركز على أهم عنصر بالمجتمع وهو الأسرة والمرأة، وتوجد العديد من النساء المشاركات فيه.وأثنى على دور الأميرة سبيكة للتركيز على أهمية دور المرأة في التنمية المستدامة، معرباً عن أمله في ألا يتوقف البرنامج في الحدود البحرينية بل يتعداها للحدود الإقليمية، وأعلن استعداد الأمم المتحدة للمساعدة. بدوره عبر مدير عام بلدية الجنوبية عاصم عبداللطيف، عن اعتزازه بمشاركة البلدية للعام الثاني على التوالي في سوق البسطة، متقدماً بالشكر الجزيل لمحافظ الجنوبية والمسؤولين بالمحافظة، لما يبدونه من تعاون وتنسيق مشترك لإبراز السوق بأفضل صورة بما يخدم المواطنين والمقيمين. وأوضح أن السوق يحظى بدعم وتوجيهات وزير البلديات والزراعة لدعم المزارعين البحرينيين والإنتاج الوطني في قطاع الزراعة، بهدف إيصال المنتجات الزراعية الوطنية لأوسع شريحة من المواطنين والمقيمين، فضلاً عما يشكله السوق من تطوير وجذب للقطاع السياحي.وأكد المدير العام أهمية استمرار السوق وغيره من مشروعات مميزة تعود بالنفع على المجتمع، وتسهم بشكل فعال في تقوية الشراكة المجتمعية مع أهالي المنطقة وعموم المواطنين والمقيمين، تحقيقاً للأهداف الوطنية الكبرى للقيادة الرشيدة الساعية للمساهمة في تحقيقها الجهاز التنفيذي في البلدية بالتعاون مع المجلس البلدي والمحافظة. وذكر أن دور البلدية حسب توجيهات الوزير دعم المزارعين والزراعة بالمملكة، وتوقع أن يدعم هذا العام أكثر من 180 مزارعاً بحرينياً، أغلبهم شباباً بحاجة لفرص عمل لعرض منتجاتهم بالسوق.وتطرقت مديرة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع الشيخة منيرة بنت محمد آل خليفة، إلى تفاصيل إقامة السوق والذي شهد توسعة كبيرة بالنسخة الحالية، حيث زادت المساحة من 500 متر مربع للسوق الأول، إلى 9 آلاف متر مربع في النسخة الثانية، ويستوعب 50 مشاركاً فيما كان السوق الأول يستوعب 15. وأضافت أن السوق الحالي يشمل 3 مميزات متنوعة تظم مرافق متكاملة من ناحية توفر مصلى للرجال وآخر للنساء ومواقف سيارات واسعة إلى جانب وجود مساحة مخصصة لألعاب الأطفال ومسرح مفتوح يعرض أسبوعياً عروضاً متنوعة لزوار السوق.وبينت أن السوق يضم مطاعم ثابتة كمطعم نصيف الشعبي ومطعم «أليفيشن برغر»، ومقهى كونو ومقهى كاريبو، يضافون لمشاركين تتنوع مشاركتهم حسب بضائعهم ومنتجاتهم، فيما بلغ إجمالي حصيلة مبيعات المشاركين في سوق البسطة العام الماضي 45830 ديناراً، واستفاد من السوق 196 فرداً ومؤسسة صغيرة ومتوسطة وحظي بـ50 ألف زائر طوال فترة إقامته خلال 4 أشهر، مشيرة إلى أن سوق البسطة هذا العام يسعى لإشراك 400 مشارك من مختلف المجالات.وذكرت أن السوق يستهدف المؤسسات الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة بالمحافظة الجنوبية وغيرها، إضافة لأصحاب المشاريع البسيطة، والأسر المنتجة محدودة الدخل من مختلف المناطق.