أعلن المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر بدأ اليوم السبت عملية "بركان حوران" بهدف تحرير عدد من القطع العسكرية في درعا جنوب البلاد. وتأتي العملية بالتزامن مع استهداف الجيش الحر لدبابات جيش النظام المتمركزة في دمشق وريفها. فيما يواصل جيش النظام حملته العسكرية على منطقة برزة الدمشقية لليوم الثالث.إلى ذلك، شهدت مناطق عدة في العاصمة السورية دمشق معارك عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، فيما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في العتيبة في الغوطة الشرقية. وفي نفس السياق، أعلن ناشطون أن الجيش الحر استهدف مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية بصواريخ غراد للمرة الثالثة خلال يومين.الأمم المتحدة تجمع أدلة عن "الكيماوي"أما على الصعيد السياسي، فقد أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن محققيها المكلفين بالتحقق فيما إذا جرى استخدام أسلحة كيماوية في النزاع السوري بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم، وذلك بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها.وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نيسيركي، إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أرسل الخميس رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها "بحرية ودون عوائق". وأضاف أن "الأمين العام يطلب بإلحاح من الحكومة السورية إعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا".وأوضح أن العالم السويدي آكي سيلستروم الذي عينه الأمين العام في نهاية مارس على رأس لجنة التحقيق هذه، سيصل الاثنين إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين في المنظمة الدولية.وبحسب دبلوماسيين، فقد سبق لرئيس فريق المحققين أن زار لندن للتحقق من المعلومات الاستخبارية الغربية التي أكدت استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. وكانت فرنسا وبريطانيا طلبتا من الأمم المتحدة التحقق من الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية إلى نظام الأسد باستخدام سلاح كيمياوي في حمص (وسط) وقرب كل من حلب (شمال) والعاصمة دمشق. بالمقابل اتهمت دمشق في 19 مارس مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي قرب حلب.كما أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المحققين ينتظرون حالياً في قبرص وقد بدأوا في "جمع وتحليل مؤشرات ومعلومات متوافرة خارج" سوريا بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية. وبحسب دبلوماسيين فإن الغربيين سلموا الأمم المتحدة إفادات لأشخاص فروا من سوريا يؤكدون استخدام السلاح الكيماوي فيها. وأكد نيسيركي أنه بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من دمشق للدخول إلى سوريا فإن المحققين "سيواصلون أنشطتهم هذه خارج (سوريا) وقد يزورون العواصم المعنية".أوباما يعد بتحقيق قويمن جهته، وعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، بإجراء "تحقيق قوي" حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وجدد تحذير دمشق من استخدام تلك الأسلحة، الأمر الذي من شأنه أن يغير "قواعد اللعبة"، كما قال.والخميس وللمرة الأولى، أعلنت واشنطن أنه من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ليست على وشك التدخل عسكرياً في سوريا، في إشارة واضحة إلى عدم رغبتها بتكرار تجربة العراق حيث لم يجد الجنود الأميركيون بتاتاً بعد سقوط صدام حسين، أي أثر لأسلحة دمار شامل.وإذا كانت إسرائيل ذهبت إلى حد دعوة الولايات المتحدة إلى التدخل عسكرياً بهدف "السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيماوية في سوريا"، فإن الاتحاد الأوروبي وفرنسا حضا الجمعة بدورهما دمشق على السماح للمحققين الدوليين بالعمل، الأمر الذي كان دعا إليه بان كي مون الخميس.