عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 9734 شخصاً قتلوا بينهم 7056 مدنياً و3678 جندياً بينهم المنشقون في سوريا منذ منتصف مارس 2011، تاريخ بدء الحركة الاحتجاجية التي تواجه بحملة قمع دموية، فيما أعلنت السلطات السورية موافقتها على خطة الموفد الأممي والعربي كوفي عنان، الذي دعاها بالمقابل إلى تنفيذ "تعهداتها فوراً” لحل الأزمة، بينما أعلنت الأمم المتحدة في إحصاء لها أن العنف في سوريا أودى حتى الآن بحياة أكثر من 9 آلاف شخص. إلى ذلك، ذكرت مصادر معارضة أن 57 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية. كما توغلت قوات نظامية سورية في منطقة مشاريع القاع اللبنانية في وقت كانت اشتباكات عنيفة تجري في الجانب السوري من الحدود. وأعلن أحمد فوزي المتحدث باسم عنان من جنيف أن "الحكومة السورية كتبت للمبعوث المشترك كوفي عنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من 6 نقاط والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي” مضيفاً أن "عنان كتب إلى الرئيس الأسد ليدعوه إلى أن تطبق الحكومة السورية تعهداتها على الفور”. وتابع المتحدث باسم عنان أن الأخير يعتبر قرار دمشق "مرحلة أولية مهمة يمكن أن توقف العنف وإراقة الدماء”، كما ستسمح بمعالجة "معاناة” الناس و«توجد مناخاً ملائماً لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.وتلقت الدول الغربية في مجلس الأمن بشيء من الحذر إعلان السلطات السورية موافقتها على خطة عنان. ووصفت الولايات المتحدة موافقة دمشق بـ "الخطوة المهمة”. وعبرت كتلة المعارضة السورية الرئيسة عن تأييدها لخطة عنان ما دامت ستؤدي إلى تنحية الرئيس الأسد. وسارعت فرنسا إلى التعليق على الموافقة السورية على خطة عنان بالقول إنها أخذت علماً بها، وأنها تنتظر "تفاصيل الرد السوري”. وتلقى عنان جواب السلطات السورية على خطته وهو في بكين حيث قابل كبار المسؤولين الصينيين وحصل منهم على دعم لخطته بعد أن كان حصل على دعم روسيا لها. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي للصحافيين "نأمل أن يتمكن جميع الأطراف في سوريا من المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها أنان من أجل توفير الشروط لإيجاد تسوية سياسية للوضع في سوريا”.من جهة ثانية، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد خلال تفقده حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط سوريا أن الحي سيعود "أفضل بكثير مما كان”، وأن "الحياة الطبيعية” سترجع إليه بعد الأحداث الدامية التي شهدها وتسببت بسقوط مئات القتلى قبل أسابيع. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن الأسد "تفقد منطقة بابا عمرو بحمص”. ثم بث "صوراً أولية” للزيارة ظهر فيها الرئيس يحيط به محافظ المدينة غسان عبد العال وشخصيات ومواطنون يهتفون له ويتدافعون لإلقاء التحية عليه. من جانبه صرح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن فكرة رحيل الرئيس السوري تنم عن "قصر نظر” ولا تؤدي إلى حل الأزمة السورية. كما كررت روسيا رفضها المشاركة في اجتماع "أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في اسطنبول في الأول من أبريل المقبل، معتبرة أن جهود المجموعة المشاركة "مدمرة” لخطة كوفي عنان، على ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية. وفي واشنطن قال السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد أمام الكونغرس الأمريكي إن التجاوزات السورية في مجال حقوق الإنسان ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية”، إلا أنه أبدى معارضته لزيادة عسكرة النزاع وقال إنه يجب ممارسة الضغط الدبلوماسي على الأسد ليتنحى عن السلطة. وفي إسطنبول، اجتمع مئات المعارضين السوريين لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سوريا قبل مؤتمر "أصدقاء سوريا” الذي سيعقد الأحد المقبل، فيما تحدثت تقارير عن خلافات تلوح في الأفق بين قادة المعارضة. وجدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد دعمه للرئيس السوري بشار الأسد مندداً بسياسة الدول الغربية، وذلك لدى استقباله موفد الرئيس السوري كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال أحمدي نجاد لدى استقباله فيصل المقداد الموفد الخاص للأسد إن "الأمريكيين يحاولون من خلال الدفاع عن الحرية والديمقراطية الهيمنة على سوريا ولبنان وإيران وكل الدول الأخرى وعلينا أن نبقى متيقظين وحازمين في مواجهة هذه المؤامرات”.