بقلم - علي الريس:أكاد أجزم اليوم أن شبكات التواصل الاجتماعي لم تدع جحر ضب إلا ودخلته!فاليوم يستخدم هذه الشبكات الطفل والشاب والكهل والمسن، الذكر والأنثى، الخادم والمخدوم، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة – بحسب رئيس نادي الإعلام الاجتماعي العالمي علي سبكار- أن عدد مستخدمي «فيسبوك» في البحرين بلغ 517 ألفاً، بينما بلغ عدد مستخدمي «تويتر» 250 ألفاً، فيما بلغ عدد مستخدمي «إنستغرام» و»لينكد إن» 150 ألفاً. لكن في المقابل لو طرحت سؤالاً وقلت: كم عدد الذين يعرفون الأحكام الشرعية الخاصة باستخدام تلك الشبكات؟! أترك الجواب لكم أيها السادة.قد يتعجب البعض من هذا السؤال وقد يستنكره آخرون، لكن الجميع يعلم أن شريعتنا الغراء وضعت لكل فعل أو قول يصدر عن الإنسان المكلف حكماً شرعياً «واجب، مستحب، مباح، مكروه، حرام»، وبالتالي فاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لها أحكامها الشرعية التي يغفل عنها كثير من الناس. أضرب لكم أمثلة: ما حكم وضع «لايك» على صورة في الإنستغرام وهذه الصورة تتضمن ربما أمراً محرماً؟ أليس «اللايك» هنا يعتبر بمثابة «إقرار» منك بالحرام؟! وما حكم عمل «ريتويت» لتغريدة تحمل معلومة غير ثابتة المصدر أو قد تحمل كذباً أو بهتاناً؟ أليس ذلك يعد بمثابة «إشاعة الكذب والبهتان والفاحشة بين الناس»؟!وما حكم شراء «الفولورز»؟!، وهي ظاهرة تميزت بها بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية! أليس هذا يعد من التدليس والكذب وخيانة الأمانة؟!وما حكم عمل «فولو» لشخص يتضمن حسابه تغريدات فيها من البدع أو الكذب أو الفتن، وما حكم التفاعل مع ما ينشره؟! ألا يعد هذا الفعل من باب تكثير سواد الفتن المنهي عنه؟!من هنا، أدعو جميع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن يتفقهوا في هذه المسائل، ويراعوا آداب وضوابط التعامل مع تلك الشبكات، كما أدعو العلماء والباحثين والدعاة الى ضرورة تأصيل هذه المسائل من ناحية شرعية عبر البحوث والدراسات العلمية وخطب الجمعة والدروس ومن خلال وسائل الإعلام ذاتها. وبالمناسبة، نحتاج إلى نظرة شرعية وسطية في هذا الشأن، فكم عانت وسائل الإعلام من فتاوى التحريم في بداية ظهورها، إذ كشف لنا التاريخ أنه ومنذ دخول «المطبعة» دولة الخلافة العثمانية واجه مفتي السلطان هذه الآلة بـ «التحريم»، ولم يكن هذا الرأي ببعيد عن حكم مشاهدة التلفزيون ثم الفضائيات، ثم «الإنترنت» وصولاً إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي وُصفت بـ «مجالس اللغو» التي ينبغي ترك استخدامها!إن الأمر جاد ويحتاج من العلماء أن يتريثوا في الفتوى قبل أن يحيروا عامة المسلمين معهم، فالوقفة التي وقفها بعض الفقهاء تجاه وسائل الإعلام الحديثة من هدم وتحطيم أو مقاطعة جعلت بعض الشباب لا يقبل على تعلم أصولها وطرق تطويرها، وقد آن الأوان أن نقتنع بأن هذه الأدوات محايدة وتتحكم فيها العقلية التي تقوم بتشغيلها، فإن استعملت في الخير نقلت الخير، وإن استعملت في الشر نقلت الشر.
الحلال والحرام في «تويتر» و«إنستغرام»!!
10 يناير 2014