كتب - أحمد الجناحي:يؤكد شباب بحرينيون أن المملكة موطن التسامح والتعايش مع كافة الأديان والأعراق، الأمر الذي يوجب معاملة جميع الناس بالحسنى وبما يليق بحاضر المملكة وتاريخها العريق. ويرفض الشباب سلوكيات البعض أمام الوافدين من البلدان الآسيوية من هنود وبنغاليين، مشيرين إلى أن أبناء الزعيم غاندي هم إخواننا وشركاؤنا في رفعة الوطن والتنمية. يقول ناصر العمري: لا فضل لعربي على أعجمـي إلا بالتقوى، وأنا أطلق على هذه الظاهرة «التصنيف العرقي السلبي» التي للأسف الشديد باتت منتشرة في مجتمعنا، وحتى المجتمعات التي تدعي التقدم والرقي، وعلى رأسها الدول الغربية، مردفاً: أن الدول الغربية هي من صنفت الفرد المسلم تحت مسمى الإرهاب، لذلك هذه الظاهرة موجودة في كل دول العالم. ويرى العمري أن الذي ينظر لأي عرق أو جنسية معينة بنظرة دونية، هو في الواقع يعكس جهله وفكرة السطحي والضيق، وشخصياً مقتنع تماماً بقاعدة أن التعميم جهل، فكل من ينظر لأي عرق أو جنسية بكل شرائحه نظرة دونية هو في الأساس دوني ويعكس وجه نظره الضيقة وفكره السطحي. ويضيف العمري: لو تأملنا في التصانيف العشوائية التي تبدر من بعض الشباب الذين يعاملون العمالة الوافدة معاملة سيئة وينظرون لجميع طبقاتها نظرة دونية، لوجدنا أن المجتمع الهندي البالغ 3 مليارات هو أكثر وأوسع شعب تنوعاً من ناحية الثقافة والعلم، خصوصاً وأن إنجازات هذا الشعب وغيره من الشعوب الآسيوية تشهد بتفوقه في الجانب الاقتصادي والفني والتقني والهندسي وغيره. ويدعو العمري إلى التعقل وقياس التعامل بميزان الإسلام وتعاليمه، مردفاً: لو وزنا معاملتنا لتلك الفئة بميزان أخلاق الإسلام لوجدنا أننا خطونا خطوات واسعة للخلف!، وعدنا بمعاملتنا هذه إلى العصور الحجرية وعصور الجاهلية، وتجاهلنا للقيم التي تحثنا على النظر لجميع من حولنا بعين الاحترام والمساواة والأخلاق، وذلك لا يتلاءم وتعاليم الدين وأخلاق البحرينيين. ويشدد العمري على ضرورة التكاتف ووضع حد لهذا الأمر بالتوعية المتسمرة، والنصح، لأن العاقل لا ينظر للناس على أشكالهم وألوانهم ولا حسبهم ونسبهم، ولا يعمم سلوكاً سيئاً وجده في فرد أو مجموعة آسيوية بسيطة على مجتمع بأكمله على حد قوله.جميعنا أبناء آدم بدورها تذكر آمنة نبيل أن تفاوت الذكاء أمر بديهي وطبيعي عند كل الشعوب والقبائل والاأعراق، ومن البديهي أن يتكون المجتمع من طبقات فكريـــة وطبقات اجتماعية متفاوتة، مردفة: إن الغباء أو صعوبة الاستيعاب من قبل البعض سواء من الجنسية الآسيوية أو غيرها، أمر مقبول ويجب ألا يدفعنا إلى استحقار الأشخاص أو النظر إليهم بسطحية وتوجيه نظرات الاستهزاء. وتضيف: نجد البعض يحسن لهؤلاء الناس ويقدم لهم المعونة ويرسل الرسائل ويطلب من الناس تقديرهم على جهودهم سواء في فصل الصيف، حيث درجة الحرارة العالية أو حتى في فصل الشتاء حيث البرد القارس، لكن نجده هو أول من يهينهم في التعامل معهم عند أبسط موقف أو تعامل معهم، وهذا أمر لا يمكن تصوره أو قبوله، مؤكدة أنها شاهدت مواقف عديدة تهز القلوب من معاملة البعض للعمالة الوافدة لا ترتبط لا بالدين ولا الأخلاق بصلة، داعية إلى ضرورة احتواء الوافدين واحتضانهم فهم جزء من المجتمع، وهم بشكل أو بآخر ساهموا في رفعة هذا البلد وبنائه. استضعاف مرفوض من جانبها ترجع سارة بوبشيت سبب ضعف الاستيعاب لدى بعض الشعوب الآسيوية لاختلاف الثقافة والعادات والتقاليد واللغة في بلدنا عن بلدانهم، مردفة: إن المجتمعات العربية متحفظة لدرجة معينة لا يفهمها الوافدون بسهولة، لذلك يواجهون صعوبة في التأقلم من البداية مع نمط الحياة المغاير والجديد بالنسبة لهم، والعمالة الوافدة وخصوصاً الآسيوية ناجحة بالتجارة وتملك خلفية تجارية كبيرة، إلا أنها تواجه صعوبة في البداية في التأقلم مع نمط الحياة في البلدان العربية، وللأسف فإن أغلب الناس لا تحترم الوافدين، يقيناً منهم أن هؤلاء هم بحاجة للرواتب التي تصرف لهم هنا، وباستطاعتهم تحمل الضغط وبعض أنواع الإهانة في سبيل البقاء بوظائفهم، لذلك نجد بعض المسؤولين يبرزون عضلاتهم على هؤلاء فقط.. هؤلاء فقط!»، والبعض أيضاً ينظر لهم بنظرة غريبة كونهم عمالاً أجانب وافدين من بلدان وقرى فقيرة، ولغتهم وعاداتهم مختلفة، ربما كونت صورة مغالطة عند البعض هنا ما أدى إلى استحقارهم، وعندما يمزح البعض بقوله «العب على هندي مو علي»، يعود ذلك الموضوع للغة غير المفهومة بالنسبة للعرب. وتدعو بوبشيت الجميع دون استثناء، إلى معاملة الكل بالأخلاق الإسلامية التي اعتاد عليها أهل البحرين، وتصويب الأخطاء، ونصح المخطئين، مشيرة إلى أن البحرين واحة حب وسلام وأمن وأمان، وبحر عشق، وعلينا جميعاً التكاتف معاً لرفعة هذا البلد، أخلاقياً أولاً وعلمياً ثانياً، وبذلك نحصد أعلى المراتب في كافة المجالات وعلى رأسها الاقتصاد. متفوقون وليسوا أغبياء ومن جهتها تقول فاطمة عيسى: في البحرين وفي منطقة الخليج عموماً، تعم فكرة غباء العمالة الوافدة الآسيوية والتقليل من شأنهم رغم وصولهم لمراكز علمية عالية وتواجدهم في مراكز قيادية في دول الخليج وفي الدول الغربية، ومن وجهة نظري أعتقد أن السبب في ذلك يعود لأسباب ربما تكون سياسية، وربما تخلف البعض عن التجارة بتلك الدول بسبب ظهور النفط في دول الخليج العربي وتحول السلطة والنفوذ لها، مما جعل تلك الدول تحاول المحافظة على استمرارية العلاقات من خلال تقديم الممكن من موارد بشرية وأيدٍ عاملة، ترضى بأقل القليل وتخشى زواله، فتستميت بالحفاظ عليه، حتى وإن كان أقل بكثير مما تستحق، وهو ما يثبت فكرة غبائهم!». وتشدد عيسى على ضرورة معاملة الناس بأخلاقنا لا أخلاقهم، مشيرة إلى أن تبادل الاحترام أمر ضروري ولابد منه، وقد تأصل في الشعب البحريني، وما يصدر من البعض لا يشمل ولا يمثل الجميع، وتصرفات طائش من شباب سرعان ما سيعود لرشده ووعيه بعد النصح والمتابعة.في السياق نفسه يؤكد عزام العباسي أن العمالة ساهمت كثيراً في رقي البلد، فهم الأيدي العاملة النشيطة التي تخدم بلا كلل أو ملل على حد قوله، مطالباً الجميع أن يبدؤوا من أنفسهم وأن يراجعوا تصرفاتهم مع الجميع سواء الوالدين أو العمالة أو غيرهم، مشيراً أن البعض يظن أنه يعامل تلك العمالة بأسلوب جيد ومثالي، وفي الواقع هو أول المقصرين.الرسول قدوتنا كذلك تجد مريم المناعي أن أغلب الناس يتعاملون مع فئة غير متعلمة من العمالة الوافدة، ويكون على قدر غير كافٍ من العلم بعاداتهم وتقاليدهم وحتى لغتهم، فيفهمهم بشكل خاطئ، والعمالة أيضاً لا تجيد اللغة العربية بشكل جيد وهذا ما يؤخر عملية استيعابهم، ولذلك انتشرت فكرة أن تلك العاملة بطيئة الفهم والاستيعاب. وتضيف المناعي: لو تفكرنا قليلاً، ورجعنا للوراء لأيام الأجداد قبل ظهور النفط، فسنجد أننا كنا بحاجتهم وكنا نسافر ونعبر البحور لبلدانهم من أجل الطعام والتجارة، وهذا ما يفسر أيضاً دخول بعض الكلمات الآسيوية بلغتنا العامية والمحلية، مشددة على الاقتداء بالرسول الكريم (صـلى اللهُ عليهِ وسلـم) (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).