كان مبدعاً في أدائه على خشبة المسرح حينما كان يقدم دوره في مسرحية (عندما يبتسم المطر) التي عرضت ضمن المهرجان المسرحي الخليجي الثالث لذوي الإعاقة، كان أداؤه يوحي بتميز من نوع ما يعلق في الأذهان، لنفاجأ بعدها باسمه معلناً خلال حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة، في التمثيل المسرحي ضمن المجال الثقافي.. هو محمد حسين محمد أحمد الفائز بجائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة الذي صعد على خشبة المسرح هذه المرة ليس ليقدم دوراً تمثيلياً ليكرم ضمن المبدعين من ذوي الإعاقة على يد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. حيث عبر محمد حينذاك عن سعادته الكبيرة لحظة إعلان الجائزة قائلاً: «إنه- باختصار شديد- شعور لا يوصف ولحظة ثمينة في حياتي».إعاقة محمد بصرية لازمته منذ الولادة، لكن مع إصرار أسرته على عدم التوقف والاستسلام للإعاقة، بل القبول بقضاء الله وقدره والعمل على تجاوز المحنة بالإصرار والعمل والاجتهاد، فيقول: «نشأت في هذه الأجواء واستطعت بفضل من الله أن أحصد العديد من الجوائز على المستوى المحلي والخليجي.. فقد حصلت على جائزة مقابل مشاركتي العام 2004 في المهرجان المسرحي الأول في الدوحة عن مسرحية «قناتنا الفضائية» بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والأنشطة في وزارة التنمية الاجتماعية وكذلك جائزة أفضل ممثل في المهرجان الخليجي الثالث للأشخاص ذوي الإعاقة في البحرين عن مسرحية «عندما يبتسم المطر» وحالياً سأشارك في الأوبريت الغنائي للملتقى الخليجي الأول للمكفوفين في البحرين باستضافة من جمعية الصداقة للمكفوفين».محمد يعد نموذجاً إيجابياً لمن هم في حالته، تحدى وثابر وحاول واجتهد، فكانت هذه النتيجة التي عوضه الله بها عما فقده، فكانت لديه البصيرة عوضاً عن البصر.يقول محمد: «إن جائزة ناصر بن حمد تعتبر حصاداً للأيام الماضية وحافزاً لمواصلة الزيد من العطاء في المستقبل»، مضيفاً: «وأتمنى تقديم المزيد من محفزات الإبداع الفني للأشخاص ذوي الإعاقة بإيجاد مسرح مجهز يمكن من خلاله تهيئتهم لإدماجهم في المجال الفني والانخراط فيه» .وقال «كل إنسان في الحياة يستطيع أن يعطي ويقدم مهما كانت ظروف إعاقته، بل عليه أن يتغلب على إعاقته على اعتبار أن كل إنسان قادر على العطاء حتى لو بلغ ذروة التعب والإرهاق».
محمد حسين: الجائزة حصاد الجهد وحافز لمواصلة العطاء
11 يناير 2014