عواصم - (وكالات): دفعت المعارك الجارية بين الجيش العراقي والمسلحين في الرمادي والفلوجة غرب بغداد آلاف الأشخاص إلى الفرار وأثارت مخاوف من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان في وقت يتدهور الوضع الإنساني في هاتين المدينتين، نتيجة حصار قوات رئيس الوزراء نوري المالكي. واعتبر خطباء سنة عراقيون خلال صلوات الجمعة امس أن حمل العشائر للسلاح في محافظة الانبار ومحافظات غربية أخرى هو ثورة ضد ما وصفوه بـ»حكومة المالكي الطائفية التابعة لإيران»، وأكدوا استمرار الاعتصامات حتى تحقيق المطالب، بينما فتحت مساجد الفلوجة أبوابها للمرة الأولى منذ عام، حيث أكد خطباؤها عدم وجود أي مسلح للقاعدة فيها، بينما دعت مرجعية رجل الدين الشيعي آية الله السيستاني إلى مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط بالفكر الوسطي المعتدل.وفي وقت لاحق، أعلن مسؤول في إحدى العشائر أن أفراداً من العشائر وشرطيين عراقيين استعادوا السيطرة على اثنين من أحياء مدينة الرمادي من أيدي المسلحين المرتبطين بالقاعدة.وما زال مسلحون من العشائر وآخرون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» يسيطرون على الفلوجة فيما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته وسط وجنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار. وتعد هذه الأحداث الأسوأ التي تقع في محافظة الأنبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات، وهي المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الأمريكي في 2003. وحذرت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من معاناة المدنيين إثر نقص المساعدات الإنسانية جراء الحصار الذي تفرضه قوات حكومية. وتمثل سيطرة المسلحين على مدينة الفلوجة أكبر تحدياً أمام رئيس الوزراء نوري المالكي خلال سنوات حكمه الثماني، وتأتي قبل أشهر قليلة من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل.وأكد شاهد عيان قيام مسلحين من تنظيم القاعدة يحملون أعلاماً سوداء تمثل التنظيم خلال صلاة الجمعة، بإعلان «الفلوجة دولة إسلامية». وخلال صلاة الجمعة امس، طالب الشيخ عبد الحميد جدوع إمام وخطيب جامع الفرقان وسط الفلوجة بحضور مئات المصلين، زعماء العشائر بـ «التدخل لحل الأزمة التي تمر بها الفلوجة». وقال «لا تجعلوا من الفلوجة مكاناً لاستقطاب القتل والدماء».وطالب الحكومة أيضاً بـ «عدم استخدام الجيش للاقتتال الداخلي في المدن ويجب أن تجعل منه سورا للوطن».وذكرت تقارير في الفلوجة أن عناصر شرطة المرور عادوا إلى شوارع المدينة، كما أعاد عدد كبير من المحال التجارية فتح أبوابه وسط عودة تدريجية للحياة، لكن المسلحين ما زالوا يسيطرون على المدينة. وفي مدينة الرمادي وقعت اشتباكات وسمع دوي قذائف.وشوهد احتراق عربتين تابعتين للجيش العراقي في الأطراف الجنوبية من الرمادي، إضافة إلى سيارة أخرى تابعة لتنظيم داعش وسط الرمادي. وأكد مجيد سعيد الفهداوي الضابط في الجيش السابق والذي يتولىد قيادة قوات العشائر في مدينة الرمادي أن «قوات الجيش وأبناء العشائر والصحوات تخوض اشتباكات ضد تنظيم داعش في منطقة الخالدية». بدوره، أكد الطبيب أحمد عبد السلام في مركز طبي وسط الرمادي تحت سيطرة تنظيم داعش، أن «مدنيين اثنين قتلا وأصيب 12 شخصاً، هم 4 مدنيين و8 من داعش أمس». واتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» القوات الحكومية العراقية والمسلحين الموالين لتنظيم القاعدة بالتسبب في مقتل مدنيين عبر اتباع طرق قتال «محظورة». ويشارك مسلحو تنظيم القاعدة المرتبط بـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بقوة في الاشتباكات الجارية في الأنبار إلى جانب مسلحين من أبناء عشائر المحافظة المناهضين للحكومة. واستعانت القوات الأمنية بالعشائر الموالية لها لمواصلة عملياتها التي بدأت قبل 10 أيام.وحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر اتصال مع رئيس الوزراء نوري المالكي للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع على «مواصلة بذل الجهود للحوار» مع مختلف القادة الوطنيين والعشائر، حسبما نقل بيان للبيت الأبيض. من جهة أخرى، قتل 7 أشخاص في هجمات متفرقة شمال بغداد.
خطباء سنة: ثورتنا تستهدف حكومة المالكي الطائفية
11 يناير 2014