أشاد الرئيس التونسي منصف المرزوقي، خلال استقباله رئيس الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان يوسف بوزبون، بالجهود الطيبة التي تبذلها الجمعية من أجل ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمذاهب، سواء داخل البحرين أو خارجها، مؤكداً أن التسامح مسؤولية الجميع، وأنّ العنف يعيق مسيرة الأوطان، من جهته، نوه يوسف بوزبون، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، بالعلاقات الأخوية التي تربط البحرين والجمهورية التونسية في كافة المجالات، معرباً عن سعادته كرئيس للجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان المساهمة في العمل على تعزيز وتطوير التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.وأكد بوزبون أن البحرين ذات خصوصية مميزة في كفالة الحقوق والحريات الدينية وترسيخ روح الود والتعاون وقيم المودة والسلام بين جميع المواطنين والمقيمين في إطار تجربة رائدة لاحترام حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه أو أصله أو عرقه أو دينه أو مذهبه.مشيراً إلى أن احترام حقوق المواطنة، وكافة الحريات العامة والشخصية والدينية هي دعامات أساسية لنظام الحكم الرشيد في المملكة، مؤكداً التزام المملكة في سياستها الخارجية بتوطيد أواصر التعاون والصداقة والتفاهم بين الشعوب والأمم والحضارات في إطار الاحترام المتبادل، ونبذ العداوة والصراعات. البحرين نموذجاً للتسامح بين الأديان وأوضح يوسف بوزبون أنه بفضل حكمة ورؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصبحت البحرين نموذجاً للتسامح بين الأديان. وأكد أنّ الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان إحدى مخرجات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتفعيلاً لرؤيته لمبدأ التعايش والتوافق الوطني، واستجابة لندائه للحوار الجاد بين مختلف الأطياف. وقال بوزبون إن «رؤية الجمعية تتلخص في نشر ثقافة التسامح، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب، وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، والدعوة إلى التعايش السلمي بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الفكري». وتابع «من المؤكد أنّ ترسيخ ثقافة الحوار بين الأفراد والجماعات وأصحاب الديانات المختلفة، له أهمية كبيره في تحقيق التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بينهم. ومن خلال تحديد مكامن المفاهيم الواحدة نستطيع إيجاد الأرضية المشتركة. وهذا بدوره يساهم في تحقيق السلم الأهلي والتعايش المجتمعي، والتنمية والتطور.وستساهم الجمعية بنصيبها في تعزيز هذه الثقافة مع بقية المؤسسات الأخرى التربوية والثقافية، والمنابر الدينية، والمؤسسات الإعلامية.وقال إن تكريس ثقافة التعايش واحترام الآخر بين جميع مكونات المجتمع بغض النظر عن أديانهم وأيدلوجياتهم، بلا شك هو الركيزة الرئيسة في استقرار المجتمعات وتقدمها، ونحن مطالبون بتعميم هذه المبادئ المثلى في قبول الآخر، ضمن إطار عام من حرية الرأي والتعبير والفكر والمعتقد. وأضاف أن البحرين على مدار التاريخ مهد للحضارات وعنوان للتسامح والتعايش والود والحب والتفاهم بين أتباع مختلف الديانات، وهي نموذج للتعايش، والتسامح بين الأديان. ويؤكد دستور المملكة الحرية المطلقة في المعتقدات وحرية ممارسة الشعائر. وتعد البحرين نموذجاً عالمياً رائداً للتسامح الديني والتعايش المشترك بين مختلف الأديان والطوائف، فالبحرين كانت دوماً واحة للأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان.وقال «نرجو أن تساهم جهود الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان ومبادراتها في مزيد نشر ثقافة التسامح الديني بين الناس جميعاً داخل البحرين وخارجها، ونبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات والدعوة للتعايش السلمي بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الفكري». وقال بوزبون إن تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب يتطلب تنمية دور المجتمع والأسرة في بناء أجيال تمتلك قيم الحوار وتؤمن بالتعايش، ولعل الحوار الفاعل هو الذي يقوم على احترام خصوصيات الآخرين ومعتقداتهم وأفكارهم، والتلاقي حول القواسم الإنسانية المشتركة.