كشف فيلم وثائقي بعنوان "الغبار القاتل”، بثه موقع يوتيوب، استخدام القوات الأمريكية لليورانيوم المشع في حربها على العراق، ويتناول الفيلم أثر استخدام اليورانيوم المشع وما تسبب فيه من أضرار وتشوهات في الأجنة. وطرح الفيلم عدة تساؤلات هامة من بينها: إذا ما كانت قوات التحالف التي أرادت العثور على أسلحة الدمار الشامل هي التي استخدمت الأسلحة بإطلاقها قذائف اليورانيوم في حرب العراق وفي كل حروبها، فمن يضمن أنها لم تستخدم فقط في العراق عام 91 وأيضاً في كوسوفو عام 99 وقبلها في البوسنة عام 95. واليورانيوم المخصب هو نفاية الصناعات النووية وإشعاعه بسيط ومثله مثل المعادن الثقيلة السامة للغاية، ولا يُعرف كيفية التخلص من هذه النفايات، فهناك مليون ومائتين من الأطنان في أنحاء العالم وتزداد يومياً. ووصفت نقابة الإيروميل هذا السلاح بأنه مدمر وشنيع وتطالب دائماً بمنع تلك الأسلحة، مما يوضح أن نقابة العسكريين تدرك مدى خطورة هذا السلاح، علاوة على أن الناتو يدرك ذلك أيضاً، إلا أنه لا يكترث بطلب نقابة العسكريين ويستمر في استخدام هذا السلاح. وأوضح أخصائي الأوبئة والمناطق الحارة البروفيسور زيجفارت هورست جونتر بأنه شاهد الأطفال خارج البصرة في عام 91 يلعبون بتلك القذائف بعد أن يلونوها ويجعلونها على هيئة دمى، وحينما مات أحد هؤلاء الأطفال بسرطان الدم ارتابه الشك في أن تلك القنابل ليست عادية، فقام بنقل إحداها من العراق إلى برلين للتأكد منها إن كان بها إشعاع نووي، وقام بعرضها على الجامعة التقنية وهومبولدت ومعهد الإشعاع النووي بالجامعة الحرة، وأكدوا أنها شديدة الإشعاع وسامة. وأوضح أن "تلك الأسلحة موجودة منذ أكثر من 40 عاماً، وتأثير إمكاناتها التقنية يتضارب مع كل المعايير الدولية الأربعة للأسلحة الحربية المحظورة”، لافتاً على "رفض غالبية المستشفيات الأجنبية السماح بفحص المواد الجينية أو أخذ عينات من خلايا القتلى أو من الأطفال المشوهين، مما يمكننا من إثبات تأثير أسلحة اليورانيوم تلك، لذلك فإنه يفترض بالأطباء الذين يرفضون تلك ترك لقبهم ومنعهم من مزاولة المهنة.يشار إلى أنه، في خريف 2008 صوتت 144 دولة في الأمم المتحدة على تحريم هذه الأسلحة، إلا أن أربع دول صوتوا لعدم تحريمها، وبذلك وصلوا إلى الفيتو وهم: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلنت الصحافة العراقية في ذات العام أنه في العراق وحدها 18 إقليماً أصبحوا خاليين تماماً من السكان، وتلك الأقاليم حول بغداد وبغداد الكبرى والناصرية وطبعاً حول البصرة التي جرت فيها معارك الدبابات في عام 91 و 2003 مما يعني أنهم اعترفوا بأن هناك أقاليم غير صالحة للسكان، وأنه تم توطين السكان في مكان آخر، إلا أن هذا الإجراء جاء متأخراً جداً، لأنهم تنفسوا تلك الإشعاعات سنين طويلة، وسيصابون بسرطان الدم مما يؤدي لوفاتهم، ويخشى من أن يكون ذلك تم التخطيط له مسبقاً وبه يريدون فناء شعب بأكمله والقضاء المنهجي عليه.
International
القوات الأمريكية استخدمت اليورانيوم المشع في حربها على العراق
15 أبريل 2012