كتب - جعفر الديري: كان شرطاً غريباً ما تقدّم به الشاب، عندما صارحته الفتاة برغبتها في الاقتران به؛ قال لها بالحرف الواحد «لا مانع،، شرط أن تتكفلي أنت بدفع المهر»!. الفتاة التي صرفت فكرة الزواج بشاب «اتكالي، انتهازي» حسب رأيها، اعترفت بعد ذلك لـ «الوطن» أنها أخطأت حين تسرّعت وطيرت شاباً ممتازاً من بين يديها. أما الشاب فلم ينكر ذلك، بل أكد لـ «الوطن» أن تكفّل الزوجة بدفع المهر، يعد حلاً واقعياً للعنوسة، «وماذا لو دفعت الفتاة المهر؟! أليس أفضل لها من أن تظل طوال عمرها بين أربعة حيطان»؟!. لكن إذا كان رأي هذه الفتاة وذلك الشاب يبدو إيجابياً، فإن هناك من الفتيات والشبان من يرفضون هذه الفكرة. أمين حسين مثلاً، يؤكد أن الفتاة لا تقبل بمثل هذا الشرط، إلا تحت الضغط الشديد، ويشير إلى أن الفتاة حتى لو تزوجت بهذا الشكل فستظل تحمل في قلبها شيئاً تجاه زوجها، «طبيعة المرأة أنها تنسى بسرعة، وبمجرّد أن تشعر أنها امتلكت الزوج، فستطفو هذه الذكريات على السطح، وعندها ستحمل في قلبها تجاه زوج اضطرها أن تدفع مهرها». الرأي نفسه تؤمن به خديجة عبدالله، إذ لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تدفع العروس مهر زواجها، «شخصياً أفضل أن أظلّ عانساً على أن أرتبط بإنسان كلفني بدفع مهري! أنا لن أبخل عليه بالمهر، فيما لو احتاجه بعد ذلك، لكنه أساساً سيكون قد سقط من عيني»!. غير أن السيدة سعاد سيد حسين، تعتقد بتعقّد هذه المشكلة، وترى أنه ليس من العقل في شيء أن تظل الفتاة دون زواج، بل عليها أن تبحث عن مخرج، «صحيح أنه أمر صعب أن تدفع الفتاة المهر، لكن عليها أن تعي أن شاب اليوم عندما يقبل على نفسه أن تدفع الأنثى المهر، فهو مضطر لذلك مثلها، فهو راغب في الزواج لكن المال ينقصه، وهي راغبة في الزواج وتمتلك المال، فأي بأس في ذلك»؟!.وكذلك الأب حسن يوسف، يبدو متحمساً لمثل هذا الحل، ويتمنى على الشباب لو أنهم يبادورن بطرح مثل هذه الحلول، مؤكداً أنه لا شيء أشدّ على والد البنات، من أن يشاهد بناته يتقدم بهن السن وهنّ دون زواج. يوسف لا بنات عنده، سوى واحدة، تزوجت منذ سنوات، وهي سعيدة ولله الحمد، لكنه يذكر أن شقيقه له من البنات ثلاث، وهو قلق على مستقبلهن كثيراً، حتى أنه لا يهنأ بساعات النوم، ولو كان الحل بيد شقيقه، لما تردّد في دفع مهورهن جميعاً!. أما يعقوب محمد، وهو الشقيق الأكبر لأختين تجاوزتا سن الثلاثين، فلا يجد في دفع المهر حلاً، «المسألة لا تتعلق بدفع المهر فحسب، وإذا كان الشاب عاجزاً عن دفع المهر، فكيف ستعيش الزوجة معه؟! أتصور أن الحل بيد مؤسسات المجتمع المدني، عليها أن تساهم في حلول ناجعة لمشكلة العنوسة».