المنامة - (بنا): ينتظر أن يحقق معرض البحرين الدولي للطيران 2014 نجاحاً كبيراً نظراً لارتفاع عدد المشاركين، مقارنة بدورة العام 2012، نتيجة للاستعدادات المكثفة والتي ساهمت في استقطاب عدد من الشركات العالمية الجديدة للمشاركة في المعرض. وأكدت تقرير أصدرته «بنا»، أن دول مجلس التعاون الخليجي ككل، بما فيها البحرين، بحاجة أكثر من 1800 طيار جديد سنوياً على مدار السنوات الـ20 المقبلة، وفي ظل مشروعات التحسين والتوسيع المستمرة ذات المراحل الخمسة التي يشهدها مطار البحرين الدولي تماشيا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والتي يتوقع أن تنتهي هذا العام وسيكون لها مردودها في مضاعفة عدد المسافرين ومن ثم حركة النقل الجوي من وإلى المملكة، فإن الاستفادة من المعرض في هذا الجانب ستكون كبيرة وستمثل قفزة في عالم المعارض، سيما منها ما يتعلق بالتعريف بقوة العمل البحرينية، وإيجاد فرص واسعة لتشغيل الكوادر الوطنية العاملة في المجال، ومن ثم زيادة القدرة التنافسية للدولة ومؤسساتها ككل. ويبدو من المهم هنا النظر لحجم الاستعدادات التي تجري على قدم وساق للتجهيز لانطلاق المعرض الدولي للطيران غداً، والتي تبدو مختلفة في كثير من الجوانب مقارنة بالدورتين السابقتين، سيما بعد أن دخل المعرض ضمن أجندة الفعاليات العالمية المهمة في مجال صناعتي المعارض والطيران، ووفرت له الدولة كل ما يلزمه من موارد ومخصصات كي ينجح النجاح المنشود له، وذلك مثلما تحقق خلال النسختين الأخيرتين من المعرض..ووضعت هذه الفعالية البحرين ضمن الدول الناشئة ليس فقط في صناعة وتنظيم المعارض الدولية الكبيرة التي تسهم وحدها بنحو65 مليون دينار سنوياً في الناتج المحلي، ويتوقع أن تزيد إلى أكثر من 107 ملايين دينار، وإنما وضعتها على رأس قائمة الدول «المحدودة» نسبياً التي تستضيف فعاليات صناعة الطيران المتخصصة، وهي أكثر الصناعات نمواً وربحية وقيمة مضافة في الوقت الحاضر، حسب تقارير أشارت إلى تزايد قيمة هذه الصناعة عن 2.2 تريليون دولار ووفرت نحو 57 مليون فرصة عمل عالمياً وتبلغ إجمالي عائداتها نحو 600 مليار دولار سنوياً.جهود كبيرة لإنجاح المعرضومن بين أبرز السمات التي تميز الترتيبات الجارية لدورة العام الحالي من المعرض، أن جهودا كبيرة تُبذل من كافة الجهات المعنية لرفع مستوى الجاهزية المناسبة لاستضافة مثل هذه الفعاليات وتطوير النهج المتبع لأساليب مواجهة المستجدات خلالها، وذلك بغرض إخراج المعرض في أبهى صورة ممكنة ووضعه في المكانة المناسبة له كواحد من أكثر معارض الطيران الإقليمية والعالمية حضوراً وقوة.ويأتي على رأس هذه الجهود الرعاية الكريمة التي توفرها القيادة للمعرض وفعالياته، إذ إن المعرض يقام تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، كما إن سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى هو رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض.يضاف إلى هذه الرعاية الملكية، إجراءات السلامة والأمن وخطط الطوارئ التي اتخذت مؤخراً من جانب أجهزة الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وهدفت هذه الإجراءات الكثيفة والمتواصلة مع كافة الأجهزة المعنية إلى تنسيق الجهود المشتركة للتعامل مع حدث بمثل هذا المستوى والاستعداد لفعاليات المعرض المختلفة. يذكر أن الأجهزة المختصة كقوة الدفاع بالتعاون مع الداخلية والحرس الوطني والمحافظة الجنوبية وغيرها، قامت بتنفيذ عدد من الخطط والبرامج والتمرينات الميدانية المشتركة، من أجل الترتيب لاستضافة فعاليات المعرض والحضور. وتجري حتى اللحظة اجتماعات مكثفة أشرف عليها الممثل الشخصي لجلالة المملكة رئيس اللجنة المنظمة للمعرض من أجل تذليل كافة العقبات التي قد تواجه عملية تنظيم المعرض وإخراج فعالياته..تعزيز الاقتصاد الوطنيفي هذا السياق، لم يكن غريباً أن تشهد الدورة الثالثة من المعرض، كما هو منتظر، مشاركة واسعة وفاعلة من جانب المؤسسات العاملة والمتخصصة في مجالات صناعة الطيران المدني والعسكري سواء من داخل البحرين أو دول مجلس التعاون أو العربي أو العالمي وصلت حتى الآن إلى أكثر من 70 عارضاً ويتوقع زيادتها، قياسا بنحو 37 شركة و35 دولة و45 وفداً من الدول الصديقة للمملكة في دورة عام 2012. وربما يرجع هذا الحضور الكبير المنتظر تحققه إلى أكثر من سبب تصب جميعها في تعزيز وضعية الدولة وترسيخ مكانتها، فإضافة إلى التعريف بالمملكة وبيئتها المحفزة للأعمال، حيث التشريعات المنفتحة والميسرة وانخفاض كلفة الأعمال والبنية التحتية المجهزة، فإن هذه المشاركة تعكس الثقة في الاقتصاد الوطني الذي ينمو بوتيرة منتظمة ومتسارعة، والذي حقق معدل يصل إلى 5% عام 2013 بالمقارنة بنحو 3.4 عام 2012، وهو ما سيتعزز خلال العام الحالي أيضا.كما أن الإقبال على المشاركة في المعرض، حيث بلغ عدد الزوار في النسخة الثانية 7 آلاف زائر من المتخصصين فضلاً عن 60 ألفاً من الجمهور، وهو ما يتوقع معه أن يزداد خلال دورة 2014، الأمر الذي يعكس جاذبية المناخ الاقتصادي والسياسي والأمني الذي تتمتع به المملكة.وإذا ما أُضيف إلى ما سبق الصفقات المتوقعة التي سيتمخض عنها المعرض، والتي قاربت حاجز المليار دولار في دورة عام 2012، فإنه يمكن القول إن مثل هذه الفعاليات المنتظمة تعظم من دور البحرين التاريخي كنقطة وصول وبوابة لمنطقة الخليج برمتها. وحسب تقرير أخير للاتحاد الدولي للنقل الجوي، فإن القطاع عموماً يشهد نمواً كبيراً، تستطيع البحرين من خلال المعرض أن تحوز بعضا من مكاسبه، وذلك في إشارة إلى نمو حركة المسافرين عالمياً بنسبة 5.3% عام 2013، وكذلك حركة الشحن الجوي التي نمت بنحو 1.4% في نفس العام.