استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في قصر الصخير اليوم الأحد سمو الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الذي قدم إلى جلالته وزراء الشئون الإسلامية والأوقاف المشاركين في المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم الذي يقام تحت شعار (المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم) والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.و ألقى د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم كلمة رحب فيها بجلالة الملك , وقال إن مؤتمر القرآن الكريم حضر فيه عدد من الوزراء ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية وكلها تعتز باحتضانكم هذا المؤتمر وتفضل سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ووزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بتيسير عقد هذا المؤتمر وجمع هؤلاء المتخصصين، ونحن نعرف جميعًا أن كتاب الله هو أساس حياة المسلمين لذلك أود أن أعبر عن مشاعرهم وشكرهم واعتزازهم وهذا ليس بغريب على أسرة آل خليفة والحمد لله تاريخها تاريخ عريق في مجالات عديدة، طبعًا نحن نهتم بهذا الشأن شأن القرأن الكريم والجمعيات الإسلامية في العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية عموما ، ويهمنا كثيرًا التواصل.نحن في رابطة العالم الإسلامي والمنظمة العالمية وكذلك المنظمات والوزارات المسؤولة نحرص على التواصل مع قيادات الأمة الإسلامية، القيادات الرسمية والقيادات الشعبية من أجل تعزيز مصالح المسلمين ومن أجل وحدة الهدف والكلمة.وقال كما تعلمون ونعلم جميعًا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله دعا في أكثر من مناسبة في المؤتمرات ومؤتمر التضامن الاسلامي ومؤتمر القمة على اجماع الكلمة ووحدة الكلمة والابتعاد عن النزاع والفرقة والطائفية التي تحدث آثار سيئة في بلاد المسلمين.من هنا هؤلاء الذين يتشرفون بالسلام على جلالتكم يشكرونكم ويقدرون هذه الجهود ونحن معهم في الرابطة حريصون كل الحرص على التعاون مع البحرين ومع جلالتكم ومع المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ووزراة العدل والشئون الاسلامية والاوقاف لأننا نعرف حرصكم على وحدة كلمة المسلمين والتعاون فيما بينهم والبحرين لها تريخ اسلامي عريق من الناحية الاسلامية والعربية والتعاون الكبير بين الدول الخليجية والعربية. لاشك ان الجمعيات الاسلامية والمراكز وان كانت جهودها جهود شعبية لكن لابد أن يتكامل الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي لهدف واحد وكما هي توجيهات خادم الحرمين الشريفين لنا في المناسبات العديدة تقول هذه المؤسسات أو العلماء أو الجهود الشعبية لها تأثير كبير في حياة الناس وهو جهد ينبغي تحمل مسؤليته.اكرر شكري لكم بعقد هذا المؤتمر واشكر سمو الشيخ عبد الله بن خالد ال خليفة ونحن على استعداد للتعاون مع البحرين لإبعادها عن أي نزاع أو خلاف أو تدخلات أجنبية او طائفية نحن في بلدنا سنة وشيعة وعدة طوائف، عاشت تاريخ طويل متعاونين متكاملين من مئات السنين وفق أنظمة الدول والقوانين ورعاية المصلحة العامة، نعرف أن أصول الدين أصول واحدة حتى وان اختلفوا بعض الناس في بعض الجزئيات فأساس الدين الإسلامي واحد والأمة الاسلامية واحدة، لذلك أي دعوة أو تصرف تريد ان تحدث فريقة داخل المجتمع ينغي أن نواجهها مواجهة حادة حتى نبين رسالة الاسلام المبنية على الوسط والاعتدال ضد الارهاب والتطرف ، وتحرص كل الحرص على الحوار سواء كانوا مسلمسين او غير مسلمين وان مبادرة خادم الحرمين للحوار تهدف لاظهار حقيقة الاسلام وان الدين متفتح على العالم. ثم تفضل جلالة الملك المفدى فألقى كلمةً قال فيها: نشكركم على حضوركم، وان قوتنا واساس وحدتنا واساس تجمعنا على الخير وجودكم الذي هو تشجيع للكملة الطيبة والموعظة الحسنة ونحن متأكدون بأن هذه هي المدرسة الصحيحة في دين الاسلام الكريم ، مع بداية الرسالة وإلى يومنا هذا وبلدكم البحرين كونها جزر كانت عبر التاريخ معبر لجميع الحضارات لكن أهلها مسلمين وعلى ما عبروا ، عبروا بجميع ما لديهم من تجارة وعلوم ومبادئ وعادات ، لكن أهل البحرين استقبلوهم وتعايشوا معهم ولكنهم ظلوا على دينهم ومحافظين عليه. والبحرين كما تعلمون لما وصلت رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم دخلت في دين الاسلام من دون قتال او جدال عن اقتناع وقناعة بأن هذه الرسالة الكريمة التي تؤدي الى الخير وهكذا استمرينا وحمينا مجتمعنا وجاءت فئات كثيرة تدعو إلى غير ذلك ولكن الجواب كان واحد نحن نسمع ما يقولون و لكن نحن على ما عليه.وقال جلالته أهلا وسهلا بكم في بلدكم وبين أخوه لكم يضمرون لكم كل خير وكل تعاون وأنا أعتقد بان هذا الأسلوب ودعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار وإلى انشاء المركز المهم للاديان ونحن كذلك في البحرين انطلقنا ودعونا الى هذا التجمع وحضر الكثير من مختلف الثقافات والاديان واجتمعت كلها وكان هدفها خدمة الانسان وان يعيش حياة كريمة آمنة مستقرة يهنىء بعيشه ويعيش أبناءه من بعده. هذه الرسالة هي بلا شك هي مسؤليتنا الاولى كمسؤلين ونحن كمسؤلين منكم ولسنا من الخارج ولسنا بالقوة القادمة من وراء البحار، نحن مسؤولين من نفس مجتمعنا و كل ما تعلمناه من مجالسنا او عند اهلنا، نحن لا نبحث في الامور السيئة، كنا نركز في بحوثنا على الامور الطيبة، فالأبناء الصغار والشباب ماسمعوا من اهلهم وهذا يمكن هو السر الكلام الشديد ، الكلام الضد ، الكلام المعادي. وقال جلالته ان البحرين لاتعادي احد ولاتتحدى ولاتتدخل في شأن الناس ارادوا حياة ما، ولكنها تسعى مع الاشقاء والاصدقاء الى الخير ، هذا ما اكرره لانه اصعب من الانزلاق في طريق التطرف لاسمح الله والعنف والمشادات والعداوات التي طبعا تستمر جيلا بعد جيل.فنحن نرحب بكم ترحيب كبير ونشكركم على جهودكم وان اساس حياتنا القرآن الكريم والرسالة المحمدية ونحن على الفطرة ولسنا على غير ذلك، سمعنا هذا واطعنا ومشينا وحفظنا هذا الامر.واضاف جلالته ولله الحمد المجتمع البحريني مجتمع طيب ، مجتمع خير ولاشك في ذلك، لابد من بعض النواقص ولا بد من بعض المشاكل ولكن هذه كلها في طريقها إلى الحل، يبقى هذا على اهل البحرين اذا اجتمعوا وقرروا ان يسيرون في هذا الطريق، فالامور ستسلك بلاشك مسلك طيب ، ونحن نشجعه ولانقف في وجهه. وقال جلالته، نحن نسمع كلام اهلنا اهل البحرين، ونسمع كل كلمة يقولونها. البحرين صغيرة في الواقع ونحن على صلة، وإننا نسمع أي شخص يبدي رأيًا أو نصيحة تكون للخير، و قيل ان هناك من يتحدث بغير ذلك، حاولنا ان نسمعه الكلمة الطيبة كنصيحة لا أكثر ولا اقل، فهذا التوجه الذي مشينا عليه أبا عن جد، واستقرت البحرين وكانت مركزا مهما للتعليم والتطوير واثنى على البحرين القاصي و الداني بان إمكانياتها هي في شعبها في العلوم وفي الاطلاع، واليوم نستفيد منكم ومن الكثير من علومكم، وان التقدم الهائل الذي حدث في الجزيرة العربية والعالم العربي أوجد المراكز والبحوث والأساتذة ، هذا كله نعتبره قوة لنا في البحرين، والناس بطبيعتهم وعلمهم يميزون بين الصح والخطأ.نحن في الحقيقة حفظنا القران والاسلام وكان هذا أساس تعلمناه وتربينا عليه، وكل المناسبات الدينية منذ ان خلقنا الله الى اليوم، نشارك فيها ونشعر بها، ولدينا اجازات لها، والامور تسير بشكل طيب، ولم نقم فجأة بتغيير نمط الحياة، وهذا الذي نفتخر به في بلدكم البحرين وتتفتخر به كل الدول العربية والإسلامية. وقال جلالة الملك المفدى: اليوم في موضوع العلمانية ليس هناك دولة علمانية في اوروبا، فملكة بريطانيا هي رئيسة الكنيسة، وفرنسا دولة مبينة على الدين الكاثوليكي وكذلك اسبانيا وايطاليا والفاتيكان، انا لا اعرف من أين جاء مصطلح الدولة العلمانية، ففي المفهوم الخاطئ دولة مبنية على العلم، والاسلام يؤيد العلم ويتفق معه ولكن ما ان تقول هذه دولة علمانية كأنك تقصد استغفر الله لا دين لها وهذا لايجوز، فإن فصل الدين عن السياسة مفهوم خاطئ، فليس هناك انسان يفصل دينه عن سياسته، هم في الغرب لم يفصلوا الدين عن السياسة، قالوا الحد من سيطرة الكنيسة على حياة الناس المدنية، لم يقولوا لرؤساهم لا تصلّوا في الكنائس او اي مسئول يؤمن او لايجب ان لايؤمن.وقال جلالته نحن اليوم لانطلب إلا شيء واحد وان المنابر غير المتكاملة هي التي يجب ان نبعدها عن السياسة، أما المنابر التي تدعوا الي الخير والعمل المشترك والتطور ، هذه بلا شك نؤيدها فليس هناك فصل، كيف نمنع انسان مؤمن برب العالمين عن العمل في السياسة، بالعكس، فالرجل المؤمن في السياسة يكون اوسع افق ، اوسع صدر ، اطيب خلق ، قرارته تكون صائبة ودائمة ومنصفة، أما الانسان الذي ليس لديه ذمة كيف يؤتمن على المال والحلال والبشر . الحمدلله على كل حال نحن ندعو لكم بالخير والتوفيق ونعتبركم في الحقيقة اساتذة لتكملوا لنا الذي نعرفه وتعطونا مجال اكبر وكلنا ولله الحمد دعاة لهذا الدين وليس لدينا اختصاص فيه وكل مسلم مسئول، ولدينا درجات من العلم ، بحيث ان الذي يصل الى المنبر يتكلم مع المئات ، يتكلم دون تحريض أو فتن أو أمور تسيء إلى وحدة الناس، اليوم يجب أن نتجه الى الاعتدال ونحن في البحرين عمل الناس هو الذي اوصانا به رب العالمين ، تكامل ، تعاون ، تواصل ، مشاركة ، وتوسط في الخير و"فزعة"، ونحن لنا قيم ولله الحمد لم تتأثر مهما زادت وسائل التواصل والاتصال المريبة وغالبيتنا تتجه الى التواصل الطيب، وتركنا الناس يحكمون بأنفسهم على الصحيح والخاطئ.الحمدلله أهلنا في البحرين كانت لهم مواقف مشرفة مع امتهم العربية والاسلامية ومشهود لها بالتفاعل في الجوانب الطيبة والصحيحة ولاترضى بالظلم لانه مجتمع متماسك ويخاف على نفسه، والكل يعرف الآخر والجار ويحرص على أن لا يخطئ ولاجاره يخطئ عليه. وأضاف جلالته أن هناك ناس تأتي من بقاع بعيدة ولاتهتم ومروا مرور الكرام او مرور الشياطين، وهم الخطرين الذي يجب على الشخص ان يتحذر منهم على ما يبثونه ونحن ولله الحمد مجتمعنا في الخليج والعالم العربي أساسا مجتمع طيب وقنوع ويرفع يده الى رب العالمين وقت المحن، ويطلب الفرج ولا يلجأ إلى الآخرين ويضايقهم بمشاكله ويعتمد على الله سبحانه وتعالى.بعد ذلك ألقى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كلمةً قال فيها أن مشاركتنا في هذا المحفل الكبير بفضل دعم جلالتكم واستضافة البحرين لهذا المؤتمر الذي نرجو من الله أن يوفق الجميع وأن يجمع كلمتهم على الخير والبركة لما فيه خير المسلمين وتقدمهم.