قال الإمام ابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى في كتابه الحكيم «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» إن «الله سبحانه وتعالى علق الهداية بالجهاد، فأكملُ الناس هدايةً أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد، جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد، فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد، وكأن المولى يخاطب عباده بالقول، فالذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر، إلا من جاهد تلك الأعداء باطناً، فمن نصر عليها نصره على عدوه، ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه».
من رحيق الكلام
17 يناير 2014