يعد العمل التطوعي هذه الأيام حاجة من الحاجات المهمة في المجتمع ورمزاً من رموز التقدم والازدهار في المجتمعات المتحضرة، ووسيلة إلى مزيد من التواصل المجتمعي والانخراط بين أفراد المجتمع المتنوع. فكلما ازدادت في التقدم والرقي والتطور، كلما ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات.هناك العديد من الصعوبات التي تواجه العمل التطوعي في البحرين، بعضها متعلق بالفرد وبعضها متعلق بالمؤسسة التطوعية أي الجهة الراعية للتطوع. أما بما يتعلق بالفرد فأهم الصعوبات هي الطبيعة الشخصية والتنشئة منذ الصغر والنظرة الإيجابية لدى بعض الأفراد، فتجد البعض يضع العديد من الحواجز النفسية التي تعوق مشاركته التطوعية في المجتمع. والبعض الآخر قد لا يجد البيئة المناسبة التي تمكنه من التفاعل الاجتماعي في دائرة التطوع. أما الأسباب المتعلقة بالمؤسسات الأهلية والرسمية فهو عدم تعريف الشباب وهي الشريحة الأكبر في هذه المجال بالفوائد التي سيحققها عملهم التطوعي على الفرد أولاً ثم مجتمعه، إلى جانب ضعف الجانب الإعلامي الداعم لهذا المجال. إضافة إلى قلة التركيز في مناهج وزارة التربية والتعليم على هذا المفهوم وخاصة في سن المراهقة وبالتحديد في المرحلة الثانوية، حيث تعتبر من المراحل التي يكون فيها الشباب في أوج طاقته وعنفوان حماسه. هناك جهود تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية والشبابية في البحرين برعاية الشباب المتطوعين وصقل مواهبهم المهارية والاجتماعية والتفاعل مع شرائح المجتمع. كما لا ننسى كذلك دور المؤسسة العامة للشباب والرياضة في تقديم الكثير من البرامج التي تخدم في هذا المجال. إضافة إلى وزارة التنمية الاجتماعية مشكورة، حيث تقوم بعمل برنامج سنوي لدعم المنظمات الأهلية الشبابية على شكل مسابقة تنافسية، كذلك المجلس الأعلى للمرأة يقدم مسابقة سنوية لدعم الأفكار الشبابية التطوعية، رغم ذلك أرى ضرورة أن تتولى جهة رسمية في تنشئة الأجيال على مفهوم العمل التطوعي الإيجابي منذ الصغر. إننا في مركز شباب المعالي نرى أننا نشكل عملاً مؤسسياً نموذجياً رائداً في رعاية الشباب في البحرين، وفق منهج تربوي متكامل، متخصصاً في تنمية جوانب الشخصية المختلفة. فنحن مشروع شبابي متخصص، يحتضن طلاب المرحلــة الثانويـــة 15-18 سنة من فئة البنين، ويعمل على تكوينهم تكويناً متكاملاً، برعايتهم وصقل مواهبهم، من خلال توظيف أحدث الوسائل التربوية والتدريبية الابداعية المجربة، في بيئة قائمة على الإخاء والإيجابية، ليكونوا نواة صالحة لوطنهم وأمتهم في الحاضر والمستقبل. ونعتبر واجهة العمل الطلابي للمرحلة الثانوية بجمعية الإصلاح، تقوم رسالتنا على مبدأ الدعوة الجماهيرية، ومن خلالها نسعى إلى تنشئة جيل طلابي صالح متخصص يمتلك فكراً إسلامياً وسطياً يساهم في نهضة مجتمعه ووطنه وأمته. لنا جهود كبيرة في تربية الأجيال على مفهوم العمل التطوعي بشتى مجالاته الخيرية والطلابية والتدريبية، فعلى سبيل المثال لا الحصر قمنا الصيف الماضي 2013 بإطلاق ملتقى سنوي تحت عنوان (الملتقى التدريبي للمبادرات الشبابية) شارك فيه ما يقارب 100 طالب موزعين على 8 فرق تتنافس لطلاق مشاريع تطوعية خدمية في المجتمع. إضافة إلى تلك الجهود نقوم برعاية الموهوبين والمتميزين من الطلاب وتوجيههم التوجيه السليم كما نقوم بعقد ورش العمل وإقامة الدورات التدريبية عن العمل الشبابي. كل هذا العمل يشرف عليه ويقوم به كادر متطوع متخصص مدرب على هذا الواجب الدعوي التطوعي. أرى أنه من الضروري أن تقوم وزارة التربية والتعليم بإضافة مواضيع ذات صلة في المواد الدراسية الطلابية لتربية جيل يستوعب هذا المفهوم استيعاباً يتيح له جميع سبل الإنجاز والتقدم. كما أعتقد أنه لابد أن يتبنى هذا الملف جهة رسمية أو هيئة للعمل التطوعي تقوم على تأصيل مفهوم العمل المؤسسي التطوعي بحيث تركز على ملفات لم يتم التطرق لها في المجتمع البحريني كالعمل الإغاثي الإعلامي أو العمل الخيري أو حتى العمل المهني ونحوه.أحمد علي سالم
شباب المعالي واجهة للعمل التطوعي البحريني
18 يناير 2014