كتب - وليد صبري:أكدت رئيسة قسم برامج تعزيز الصحة بوزارة الصحة د.كوثر العيد أن «النشاط البدني يكافح الضغوط النفسية والقلق خصوصاً خلال أيام الامتحانات»، موضحة أن «التوتر والقلق النفسي عبارة عن حالة خوف غير محدد مع توتر شديد وتوقعات تشاؤمية، وهي أحاسيس تستمر لفترة طويلة تزيد عن 6 شهور، وبعضها موقفية مثل أثناء فترة الامتحانات»، لافتة إلى أن «الدراسات أثبتت أن شخص من بين كل 4 أشخاص يعاني من القلق النفسي خلال فترة من حياته».وأشارت د.العيد على الصعيد المحلي وفي استبيان لمعرفة الصحة العامة طبق من قبل فريق التميز المؤسسي بالطب النفسي بوزارة الصحة في مملكة البحرين العام 2013 على عينة من عامة الناس في المملكة، وعددها 1114 شخصاً، وجد أن 71% من هذه العينة يعانون من أعراض توتر وقلق نفسي، وتعتبر الضغوطات الحياتية والضغوطات النفسية من أهم أسباب هذه الأعراض. وبينت د.العيد أن «ضغوطات الحياة تتمثل في الجهد البدني والعقلي والعاطفي الواقع على الفرد، وينتج عن تفاعل الأفراد مع بيئتهم التي تتجاوز قدرتهم على التكيف وتهدد سعادتهم»، لافتـة إلــى أن «الإنســـان يسعى دائماً لأن يكون في حالة توافق مع ظروف البيئة، وهي أيضاً حالة يستجيب فيها الفرد للتغيرات التي تطراً على حالته الطبيعية المتزنة، وتؤثر في الحالة البدنية والعاطفية والاجتماعيـــة والنفسيــــة والذهنيــة للفرد». وفي ما يتعلق بالضغوطات النفسية، بينت د.العيد أنها «تتمثل في إرهاق وتوتر في الجهاز العصبي المسؤول عن حفظ التوازن الداخلي خصوصاً الفسيولوجي الكيميائي العاطفي، وهي ردة فعل الجسم النفسية على متطلبات البيئة التي نعيش فيها مثـل فترة الامتحانات». وقسمت د.العيد الضغوطات النفسية إلى 5 أنواع هي «الداخلية والخارجية والموقفية والإيجابية والسلبية»، موضحة أن «الضغوطات النفسية الداخلية تتضمن الضغوطات البدنية والفسيولوجية والعاطفية والذهنية، أما الخارجية فهي أحداث الحياة المختلفة مثل المرض أو الطلاق». وفي ما يتعلق بضغوطات الحياة الموقفية، أوضحت د.العيد أنها «تشمل الموت والزواج والعمل، والامتحانات، بينما الإيجابية تشمل التغيرات والتحديات التي تفيد نمو الفرد وتطوره مثل الابتكار والتحدي والدافعية، فيما تشمل الضغوطات النفسية الداخلية السلبية الضغوطات في العمل أو العائلة أو في العلاقات الاجتماعية». وفي رد على سؤال يتعلق بالتأثيرات الإيجابية للممارسة المنتظمة للنشاط البدني وخصوصاً في فترة الامتحانات، بينت د.العيد أن هذه الممارسة «تعمل على تحسين وظائف أجهزة عديدة من الجسم ورفع كفاءتها، وتحمي وتقي من بعض الأمراض والمشكلات الصحية». وبشأن أجزاء الجهاز العصبي المركزي، أشارت د.العيـــد إلى أن «الجهاز العصبـــي السمبثاوي هو المسيطر والأكثر نشاطاً أثناء ساعات العمل والحركة والنشاط البدني، أما الجهاز العصبي التحت سمبثاوي فهو المسيطر أثناء الراحة والتوقف عن الحركة والنشاط البدني أو العصبي وهو المسؤول عن إعادة التوازن الفسيولوجي الداخلي، بينما يعتبر جهاز الغدد الصماء مركز التحكم في هرمونات الجسم مثل البنكرياس والغدة الدرقية وغيرها». وقالت د.العيد إن «هناك مجموعة من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث بالجسم بسبب الضغوط النفسية يستجيب لها الجسم، منها زيادة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي في الجهاز الدوري والتنفسي، ما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وحجم الدم المدفوع في كل ضربة وسرعة التنفس، وزيادة نشاط هرمونات تعبئة مصادر الطاقة، ما يؤدي إلى زيادة تركيز الدهون والجلوكوز والكوليسترول والنيتروجين في الدم، فضلاً عن زيادة نشاط وكمية الهرمونات التي تزيد من سرعة التفاعلات الكيميائية، ما يؤدي إلى تحول الدورة الدموية إلى الدماغ والأطراف، ويزيد من سرعة استجابات العضلات والتركيز، وزيادة عدد الصفائح الدموية، ومن ثم تتكون الخثرات الدموية، وزيادة طرح هرمونات كبت الألم مما يؤدي إلى عدم الشعور بالألم والاستمرار بالمذاكرة أثناء فترة الامتحانات».وذكرت د.العيد أن «النشاط البدني يعد وسيلة مهمة للوقاية وعلاج الضغوط النفسية، كما يعمل على تنشيط الأماكن الكسولة فـي الدمــاغ، وزيادة نشاطها الخلوي وخصوصاً فترة الامتحانات، ويعمل على تحفيز نمو الموصلات العصبية، وزياد عدد المستقبلات في الخلايا الدماغية لزيادة التركيز والحفظ والاستيعاب، إضافة إلى تغير المكان وزيادة فرصة التفاعل كالمشاركة الجماعية مع الآخرين أثناء ممارسة النشاط البدني، وزيادة الثقة بالنفس والشعور بالقدرة والكفاءة وتقدير الذات، وكسر حاجز العزلة والانطواء والتغلب على مشاعر القلق والاكتئاب التي تحيط بالطالب فترة الامتحانات».