القاهرة - (وكالات): جرت مواجهات بين أنصار الرئيس المعزول المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وقوات الأمن أمس أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى عشية إعلان النتائج الرسمية للاستفتاء على الدستور الجديد الذي قدم على أنه استفتاء على الدعم الشعبي للجيش لإقالة مرسي.وتظاهر الإسلاميون في مدن عدة بدعوة من التحالف المؤيد لمرسي والذي تقوده جماعة الإخوان التي فازت في كل الانتخابات منذ ثورة 25 يناير 2011.وقتل شاب في صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الفيوم، جنوب القاهرة، حسب مصادر طبية. كما أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع في الإسكندرية وفي الإسماعيلية والسويس، على ضفاف قناة السويس، حسب مسؤولين في أجهزة الأمن. وتحدثت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في محافظات أخرى.وتأتي المواجهات عشية إعلان النتائج الرسمية للاستفتاء الذي يشكل المرحلة الأولى في خريطة طريق المرحلة الانتقالية التي أعلنتها السلطات والتي تتضمن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية على الإثر. ولم يكن هناك أدنى شك في التأييد الكاسح للدستور الذي تصل نسبته إلى 98% من الأصوات بحسب صحيفة الأهرام الحكومية، حتى قبل إجراء الاستفتاء، ويبقى الاهتمام منصباً على نسبة المشاركة، خصوصاً مع تأكيد أحد المقربين من وزير الدفاع والرجل القوي في مصر الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن ذلك سيشكل «مؤشراً» مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.ودعت جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية رسمياً «تنظيماً إرهابياً»، إلى مقاطعة الاستفتاء. ودعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» إلى «أسبوع ثوري سلمي»، في وقت غالباً ما تتحول التظاهرات إلى أعمال عنف. وفي اليوم الأول من الاستفتاء، قتل 9 أشخاص على هامش هذه التظاهرات، كما قتل طالب أمس الأول في القاهرة.ويواجه قياديو الجماعة منذ إعلانها «تنظيماً إرهابياً»، أحكاماً تصل إلى الإعدام والمشاركون في التظاهرات المؤيدة لها السجن حتى 5 سنوات.وأشادت الرئاسة المصرية بما اعتبرته «يوماً رائعاً لمصر وللديمقراطية» بفضل «الإقبال الكبير» على التصويت في الاستفتاء.وقال المتحدث باسم الهيئة الانتخابية العليا إن نسبة المشاركة والتأييد للدستور الجديد تفوقت على تلك المسجلة في 2012. وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن نسبة المشاركة بلغت 39% في 20 من محافظات مصر الـ 27، أي بزيادة 6 نقاط بالمقارنة مع استفتاء 2012.إلى ذلك، ومع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة للثورة التي انطلقت في 25 يناير 2011 وأدت إلى الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، يبدو أن يوم الذكرى تحيطه أجواء من التوتر.وقالت جماعة الإخوان المسلمين في هذه المناسبة «استعدوا لاستكمال النضال في 25 يناير»، في وقت دعا وزير الداخلية على قنوات مصرية عدة أنصار السلطات الجديدة إلى التظاهر بأعداد كبيرة في 25 الشهر الجاري لمواجهة «مخطط الإخوان المسلمين لزرع الفوضى».