عواصم - (وكالات): دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس إلى استقالة الحكومة ثم إلى حل البرلمان بهدف الخروج من الأزمة المستجدة، في وقت قتل فيه 23 شخصاً وأصيب 90 في هجمات استهدفت مدناً جنوب بغداد بخمس سيارات مفخخة، وفي عمليات إطلاق نار قام بها مسلحون.وتحدث النجيفي عن مبادرة وجهها إلى كافة رؤساء الأحزاب السياسية تهدف إلى «تكريس المصالحة الوطنية والتداول السلمي للسلطة من أجل تجنيب البلاد شبح الحرب الأهلية والفتن الطائفية». وتتضمن مبادرة النجيفي 3 نقاط، أولها «تقديم الحكومة الحالية استقالتها وتكليف حكومة مصغرة ومؤقتة من أعضاء مستقلين يحظر عليهم المشاركة في الانتخابات القادمة». وجاءت المبادرة في وقت تعيش البلاد أسوأ أزماتها منذ الحرب الطائفية بين 2006 و2008، حيث قتل في أسبوع أكثر من 240 شخصاً في هجمات استهدفت معظمها قوات الأمن بعد مقتل 50 شخصاً في اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. صفي هذا الوقت، تواصلت أعمال العنف الدامية في العراق حيث قتل أكثر من 450 شخصاً منذ بداية أبريل. وقتل أمس 18 شخصاً وأصيب أكثر من 90 في انفجار 5 سيارات مفخخة في مدن ومناطق جنوب بغداد، كما قتل 5 أشخاص في إطلاق نار. من جهة أخرى، اتفق المالكي خلال لقاء في بغداد مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني على «إعطاء الجانب الأمني أهمية خاصة في جميع أنحاء العراق وتعزيز التنسيق في هذا المجال وإيجاد السبل الكفيلة بتحقيق ذلك». كما جرى الاتفاق بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء على «حل كافة المشاكل طبقاً للدستور والنظام الفيدرالي وفي ظل عراق موحد». وجاء الاجتماع في ظل توتر متصاعد في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الأكراد والعرب بعد انتشار قوات من البشمركة الكردية في أنحاء مدينة كركوك شمال بغداد مركز المحافظة الأسبوع الماضي. وأعلن قادة عسكريون أكراد أن عملية الانتشار جاءت لتملأ «فراغات أمنية» سببها انسحاب قوات عراقية من بعض المواقع التي استهدفتها جماعات مسلحة، بينما اعتبر الجيش العراقي أن هذه الخطوة «مناورة» تستهدف بلوغ آبار النفط. وفي هذا السياق، قال رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك الشيخ عبد الله سامي العاصي إن «عسكرة المحافظة أمر غير مقبول من جميع الأطراف»، مضيفاً أن «كركوك تريد تحكيم لغة العقل فالتحشيدات الجديدة ستجلب لنا كارثة». وقال رئيس المجلس السياسي العربي في كركوك الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي إن كركوك «احتلت مجدداً من قبل قوات البشمركة وعلى الحكومة العراقية معالجة الموضوع».