كتب - فهد بوشعر:24 ساعة تفصلنا عن البطولة الآسيوية السادسة عشرة للرجال لكرة اليد التي سيتأهل بناء على نتائجها ثلاثة منتخبات للمشاركة في نهائيات كأس العالم القادمة بمشاركة 12 منتخباً آسيوياً سبعة منها عربية وخليجية وهي من أكثر المنتخبات ترشيحاً للمنافسة على المراكز الأولى مع العنابي القطري والمنتخب الكوري الملقب «بالمارد» الذي استطاع أن يحتكر البطولات الآسيوية في الفترة الأخيرة، فمنذ ستة وثلاثين عاماً التي مرت على انطلاق أول بطولة آسيوية لكرة اليد لمنتخبات الرجال والتي استضافتها الكويت في العام 1977 وحتى البطولة الأخير التي استضافتها مدينة جدة عروس البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية في العام 2012، لعبت خمس عشرة بطولة لعبت في شتى أقطار القارة الصفراء من مشارق القارة إلى مغاربها ومن شمالها إلى جنوبها إلا أن البطولات قد انحصرت بين 3 فرق فقط ولم يستطع أحد أن يكسر احتكارها للبطولات وقد كان نصيب الأسد في هذه البطولات للمارد الكوري الذي حقق ثماني بطولات من أصل أربع عشرة بطولة يليها الأزرق الكويتي بخمس بطولات أما الكمبيوتر أو «محاربوا الساموراي» كما يحلو لعشاقه أن يطلقوا عليه فلم يحقق سوى بطولتين وهما البطولتان الأوليتان في الكويت 77 والصين79، أما هذه البطولة الجديدة بضيافة أهل الكرم والأصالة في بلد الإسلام المملكة العربية السعودية فستختلف اتجاهات البطولة بالنسبة لدول الخليج العربية واحتمالية تغير خارطة كرة اليد الآسيوية بعودة البطولات لها بعد آخر بطولة حققها المنتخب الكويتي في العام 2006 نظراً للمستويات الرفيعة والقوية التي تقدمها منتخبات الخليج أمام نظرائها الآسيويين خصوصاً التطور الكبير في المستوى الذي بات واضحاً وجلياً في السنوات الأخيرة على الرغم من سيطرة المارد الكوري على البطولات خلال السنوات الأخيرة وبفارق شاسع عن أبناء الخليج إلا أن المؤشرات الأخيرة تثبت بأن المارد الكوري لم يعد البعبع الذي يخيف منتخباتنا الخليجية فبعد المنافسة الشديدة بين الأزرق الكويتي والمارد الكوري على ألقاب آسيا فقد دخل على الخط المنتخب العماني الشقيق الذي أحرج المنتخب الكوري في تصفيات آسيا المؤهلة لألمبياد لندن 2012 وبشق الأنفس استطاعت كوريا التفوق على عمان فيما أخذ زمام الأمور العنابي القطري الذي تعادل مع المنتخب الكوري في آخر مباراة ودية قبل بدء التصفيات والتي استطاع فيها المنتخب الكوري أن يبلغ التعادل بعد أن كان متأخراً في شوط المباراة الأول، أضف إلى ذلك تفوق الأحمر البحريني على نظيره الياباني في المباراتين الوديتين اللتين لعبتا في المنامة قبل عامين كل تلك المؤشرات تبين مدى التطور الذي وصلت إليه الفرق الخليجية في لعبة كرة اليد وبالعودة إلى بطولة قطر الدولية الودية الأخيرة نرى مدى التقارب في المستوى بين الخليج وكوريا التي قد يحل لنا بأن نقول قد أوشك عصرها على الانتهاء بعد أن وصلت إلى نهاية المنحنى وهي آخذة في الانحدار شيئاً فشيئاً. وبما أننا على مقربة ساعات من انطلاق البطولة المرتقبة سنسرد نبذة تاريخية عن البطولات الخمس عشرة الماضية من حيث عدد الفرق المشاركة في كل بطولة ومن هي الفرق التي توجت بالألقاب والفرق التي شاركتها التتويج واعتلت المنصات للميداليات الملونة، أضف إلى ذلك موقع منتخبنا الوطني بين الفرق في كل البطولات التي شارك فيها وهي عشر بطولات من أصل خمس عشرة بطولة كانت آخرها بطولة جدة في العام 2012 والتي لم يتأهل منها منتخبنا للمشاركة في نهائيات كأس العالم.- البطولة الأولى (الكويت) من 26 مارس إلى 4 أبريل 1977:نظمت دولة الكويت البطولة الأولى في العام 1977 وكانت البطولة من نصيب فرق شرق آسيا حيث لم يكن لدول الخليج أي دور مؤثر في هذه البطولة بحيث أحرز الساموراي الياباني البطولة وحل المارد الكوري في المركز الثاني بينما حل التنين الصيني ثالثاً في هذه البطولة.- البطولة الثانية (الصين) من 1 إلى 11 نوفمبر 1979: أما البطولة الثانية والتي نظمتها الصين في العام 1979 فقد تقلدت اليابان بذهبيتها وحلت الصين وصيفة لها فيما دخل الأزرق الكويتي طرفاً في منصات التتويج باحتلاله المركز الثالث في هذه البطولة.- البطولة الثالثة (كوريا الجنوبية) من 25 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 1983: أما الدورة الثالثة في العام 1983 فقد حظيت كوريا الجنوبية بشرف تنظيمها وبفضل هذا التنظيم غيرت كوريا خارطة كرة اليد وكسرت احتكار اليابان للبطولتين الأوليتين وأحرزت لقب البطولة على أرضها فيما احتل منتخب اليابان المركز الثاني والكويت في المركز الثالث، فيما حل منتخبنا الوطني في المركز الرابع في هذه البطولة من أصل ثمانية فرق مشاركة.- البطولة الرابعة (الأردن 1987): وفي هذه البطولة التي نظمتها الأردن في العام 1987 استمر تفوق المارد الكوري الذي أحرز لقب البطولة وبنفس ترتيب البطولة التي سبقتها حيث حل منتخب اليابان ثانياً والكويت ثالثاً، وجاء منتخبنا الوطني في المركز الخامس من أصل أحد عشر فريقاً مشاركاً.- البطولة الخامسة (الصين) من 20 إلى 30 أغسطس 1989: أما البطولة الخامسة والتي لم يشارك فيها منتخبنا الوطني والتي استضافتها أراضي العاصمة الصينية بكين في العام 1989 استمر الحال على ما هو عليه بنفس ترتيب الفرق الثلاثة الأولى كوريا بطلة للمرة الثالثة واليابان الوصيفة والكويت في المركز الثالث.- البطولة السادسة (اليابان 1991): أما البطولة السادسة والتي استضافتها اليابان في العام 1991 استمر التفوق الكوري للبطولة الرابعة على التوالي وتشبثت اليابان بالوصافة فيما أخرجت الصين الكويت واحتلت المركز الثالث، في حين جاء منتخبنا الوطني في المركز الخامس من أصل اثني عشر فريقاً مشاركاً. - البطولة السابعة (البحرين) من 24 سبتمبر إلى 5 أكتوبر 1993: وفي البطولة السابعة التي نظمتها مملكة البحرين في العام 1993 مازالت كوريا الجنوبية متمسكة باللقب حيث أحرزت اللقب بجدارة فيما حلت الكويت ثانياً لأول مرة في تاريخها بعد ست بطولات وجاءت اليابان ثالثة بينما حل منتخبنا الوطني سادساً من أصل اثني عشر فريقاً مشاركاً. - البطولة الثامنة (الكويت) من 25 سبتمبر إلى 6 أكتوبر 1995: أما البطولة الثامنة والتي استضافتها الكويت في العام 1995 والتي غيرت فيها موازين ومعالم كرة اليد الآسيوية فقد احتل الأزرق الكويتي المركز الأول محرزاً اللقب الآسيوي لأول مرة في تاريخه مزيحاً المارد الكوري وكاسراً احتكاره لألقاب آسيا بينما دخل منتخبنا الأحمر البحريني على خط المنافسة وأزاح الكمبيوتر الياباني عن المنصة ليحتل المركز الثالث من بين الفرق التسعة المشاركة في البطولة.- البطولة التاسعة (اليابان) من 24 يناير إلى 30 يناير 2000: وتأتي البطولة التاسعة التي استضافتها اليابان في العام 2000 ولم يشارك منتخبنا الوطني في هذه البطولة وكثير من الفرق أيضاً لم تشارك حيث كان عدد الفرق المشاركة خمسة فرق فقط ليعود المارد الكوري لموقعه المعتاد في صدارة الفرق وتأتي الصين في الوصافة بينما جاءت اليابان ثالثة.- البطولة العاشرة (إيران) من 10 فبراير إلى 20 فبراير 2002: أما بطولة إيران 2002 فشهدت السيطرة الخليجية بشكل كلي حيث احتل الأزرق الكويتي المركز الأول وجاءت السعودية ثانية بينما ظهر العنابي القطري لأول مرة في منصات التتويج ثالثاً وأحمرنا البحريني أخيراً في المركز السابع.- البطولة الحادية عشرة (الدوحة) من 10 فبراير إلى 22 فبراير 2005: أما بطولة الدوحة 2005 وبمشاركة تسعة فرق واصلت الكويت تمسكها بلقب البطولة في حين جاءت اليابان ثانية وقطر ثالثة والبحرين في المركز الرابع.- البطولة الثانية عشرة (تايلند) من 10 فبراير إلى 22 فبراير 2006:أما البطولة الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة التايلندية بانكوك في عام 2006 استمر التفوق الكويتي فيها وأحرز لقبها فيما عاد المارد الكوري للمنصات باحتلاله الوصافة والعنابي القطري ثالثاً فيما جاء الأحمر البحريني سادساً في الترتيب بين تسعة فرق مشاركة.- البطولة الـ13 (إيران) في الفترة من 17 فبراير إلى 26 فبراير 2008: أما البطولة الثالثة عشرة والتي استضافتها إيران في العام 2008 هذه البطولة التي لا ينساها كل متابعي كرة اليد البحرينية وعشاق الأحمر البحرين الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني لولا التخاذل الكبير من المنتخب الكويتي الذي تنازل عن نتيجة اللقاء بشكل واضح للعيان وأهداها للمنتخب الإيراني دون أن يحرك الاتحاد الآسيوي ساكناً لمهزلة كرة اليد التي حدثت لتصحب البطولة أحداث مؤسفة بين أفراد منتخبنا ومنتخب الكويت الشقيق أدت إلى انسحاب منتخبنا وعودته دون إكمال البطولة ليحتل المركز الأخير بينما احتلت كوريا المركز الأول والكويت الوصافة والسعودية في المركز الثالث.- البطولة الـ14 (لبنان) في الفترة من 6 فبراير إلى 19 فبراير 2010: أما البطولة الأخير والتي استضافتها لبنان في العام 2010 والتي لم يشارك فيها المنتخب الكويتي لإيقافه من قبل الاتحاد الآسيوي والتي احتل فيها المنتخب الكوري المركز الأول محرزاً لقبه الثامن في تاريخ البطولة ويأتي أحمرنا البحريني ثانياً بعد أن أقصى الأخضر السعودي بهدف معجزة من يد جوهرة اليد البحرينية من مسافة لا تقل عن ثلاثين متراً معلناً فوز منتخبنا وضمان تأهله لنهائيات كأس العالم في السويد فيما حلت اليابان ثالثاً من بين اثني عشرة فريقاً مشاركاً.- البطولة الـ15 (السعودية) في الفترة من 26 يناير حتى 5 فبراير 2012 , عدد الفرق المشاركة «10 فرق», المجموعة الأولى ضمت كلاً من (الكويت واليابان وسوريا والأردن وإيران) المجموعة الثانية ضمت كلاً من (البحرين السعودية وقطر والإمارات وأوزباكستان) وكالعادة في هذه البطولة حقق المارد الكوري لقبها فيما ابتعد منتخبنا كثيراً عن المنافسة بعد أن كان أحد المرشحين لبلوغ الدور نصف النهائي على أقل تقدير لكن للأسف خرج من الأدوار التمهيدية بعد تعادله مع المستضيف الأخضر السعودي وخسارته من قطر.