تتوسّع رقعة القتال ضد النظام السوري يومياً، في الوقت الذي تنضم فيه مجموعات جديدة وشرائح جديدة من أجل القتال ضد نظام الأسد، حيث يبدو أن الأكراد على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم انضموا أخيراً وبفعالية كبيرة للقتال في صفوف الثورة السورية، وهو الأمر الذي يمثل ضغطاً جديداً على النظام.وكشفت جريدة "التايمز" البريطانية أن مجموعة من النساء الكرديات شكّلن خلية عسكرية في مدينة حلب للقتال في صفوف الثورة السورية، مشيرة إلى أن أربعين امرأة يقاتلن حتى الآن في هذه الخلية، وذلك رغم أن مدينة حلب لا تسكنها أغلبية كردية في الأصل، ما يعني أن هؤلاء النسوة جئن من مدن سورية مختلفة من أجل قتال النظام والانضمام الى الثورة.وتقول فتاة كردية تُدعى روكين إنها تدرَّبت على استخدام "الكلاشينكوف" من أجل القتال مع الثورة السورية، مشيرة الى أنها تمكَّنت الأسبوع الماضي من تنفيذ أول عملية قتل ضد مقاتلين الى جانب النظام السوري كانوا في المنطقة.وبحسب "التايمز" فإن الخلية النسائية الكردية تمثل تطوراً جديداً لصالح المقاتلين غير الإسلاميين الذين يحاربون النظام السوري، حيث التقت الصحيفة الفتاة روكين وهي تقرأ كتابات من تأليف "نيتشه" و"أرسطو"، في إشارة إلى أنها مثقفة لكنها لا تقاتل في صفوف الإسلاميين المحسوبين على تنظيم القاعدة، أو الإسلاميين من "جبهة النصرة".وتضيف روكين: "هذه المعركة ليست فقط ضد النظام، وإنما هي من أجل المرأة السورية أيضاً".ويوجد في سوريا حالياً الكثير من السيدات المقاتلات اللواتي يحاربن النظام الى جانب الثورة، سواء ضمن صفوف الجيش السوري الحر أو ضمن مجموعات مسلحة أخرى ومنفصلة، كما انتشرت قصص وأخبار حول العديد من النساء اللواتي يشاركن في الأعمال المساندة للثوار.وهذه الخلية النسائية منظمة في القتال ضد النظام السوري، وليس حالة فردية، كما أن هذه المرة هي الأولى التي يدور الحديث فيها عن مجموعات كردية مسلحة تحارب الى جانب الثورة في مدينة حلب.وخلال الشهور الأولى من الثورة السورية ظلت الأوضاع شبه هادئة في المناطق والمدن الكردية، حيث نجح نظام الأسد جزئياً في تحييد الأكراد عن المعارك إلا أن هذا الوضع لا يبدو أنه دام طويلاً، حيث عادوا ذكوراً وإناثاً وانضموا الى العمليات المسلحة ضد النظام.