كتبت ـ عايدة البلوشي: الاهتمام بالتراث الشعبي القديم باعتباره إرثاً حضارياً ثميناً، وانعكاساً طبيعياً للمسيرة الإنسانية، ومرآة للحضارات على مر العصور، لايزال يجد من يكلف نفسه عناء البحث والجمع والتوثيق. وتختلف صور هذا الاهتمام وأشكاله من شخص لآخر، وكان اهتمام الشاب البحريني حسين الغريب من نوع آخر، إذ حرص على توفير ما كان لدى الآباء والأجداد من بضائع قديمة وحولها إلى تجارة. «ورشة الحلي» تحمل عبق الماضي وتراث الأجداد، واهتم صاحب المشروع منذ أكثر من 25 سنة بالبضائع التقليدية القديمة، منها ماهو مصنوع كالفخاريات «الشربة، المبخر، الحصالة، المزهريات والأحواض، الصناديق المبيتة، الأبواب القديمة، مقابض خشبية وأبجورات مصنوعة من الفخار وبألوان مختلفة وزاهية». وتضم الورشة بين حناياها مقتنيات مصنوعة من السعف منها ما يسمى بـ»السميم» ويستخدم لنشر التمور، والحصير، و»القفه» وتستخدم لوضع الملابس، و»الزبيل» وهي عبارة عن أكياس تستخدم بمناسبة القرقاعون، وأيضاً هناك ما يسمى بـ»المهفة»، و»المرفاعة» وتستعمل لنشر الأرز و»المنسف» لوضع الأرز بعد طبخه، و»السباك» لحفظ الرطب، و»الكر» للركوب على النخل، و»السرود» المخصصة للتمور، إلى جانب أوانٍ مصنوعة من السعف تستخدم لوضع المكسرات. ويقول المدير المساعد للورشة حسين الغريب «هذه الورشة موجودة منذ ما يقارب 25 سنة، وبدأت بشكل بسيط ومتواضع جداً، حيث كانت البدايات أعمالاً بسيطة ومحدودة في المنزل، ثم تطورت الفكرة وشلمت على بضائع جديدة مع الاهتمام بالبضائع التراثية القديمة، فقد تم فتح محل الحلي». ولدى سؤالنا عن الأسعار أجاب الغريب «في الواقع الأسعار في متناول الجميع، لدينا بضائع مختلفة وبأحجام عديدة، والأسعار متفاوتة، إلا أن في الفترة الأخيرة واجهنا صعوبة في الحصول على الطين وبذلك قل الإنتاج إلى حوالي 90% ونحن على هذا الحال منذ 6 أشهر، ونحن نبحث إمكانية استيراده من الخارج».أما عن الإقبال على شراء مقتنيات الورشة يضيف «في الحقيقة هناك إقبال فكل منتج له موسم، ففي فصل الشتاء على سبيل المثال يكثر الطلب على الدوارف وهي عبارة عن ألعاب للأطفال، والمزهريات تستخدم في فصل الشتاء أيضاً للزراعة، وأكياس القرقاعون في هذه المناسبة». ويردف «ما يميز الورشة وجود بضائع قديمة يكثر عليها الإقبال خاصة لتزيين أركان المنزل، فكثير من الناس ترغب في وجود التراث القديم في المنزل مع لمسة جديدة، بمعنى استخدام الأبجور في غرف النوم المصنوعة من الفخار بألوان وأشكال تناسب الطابع الحديث، وأيضاً الباب يكون على شكل قديم مع إضافة إكسسوارات عصرية».