قالت وزارة الصحة إن ليس هناك أي دراسات علمية أثبتت بالدلائل وجود سببية بين اللقاحات والإصابة بالسرطان، إلا أنها تحدثت عن «دراسات حديثة عدة تشير إلى جدوى التطعيمات في الوقاية والتقليل من بعض السرطانات»، موضحة أن «اللقاح الواقي من التهاب الكبد الوبائي بيقي من بعض سرطانات الكبد، إضافة إلى لقاحات أخرى تقي من الفيروسات الحليمية المسببة لبعض أنواع سرطان عنق الرحم». وأشارت نائب رئيس لجنة التطعيمات د. مريم الهاجري، في رد لـ»الصحة» على مادة منشورة في صحيفة «الوطن» تحت عنوان «كثرة التطعيمات تسبب السرطانات»، أن «المادة المنشورة تتعلق بنظافة الجهاز المناعي للإنسان هي نظرية ليست وليدة اليوم بل كانت موجودة سابقاً وإن تمت مراجعتها في الفترة القريبة الماضية»، موضحة أن «هذه النظرية تشير إلى عدة عوامل بيئية وصحية وسلوكية وتكنولوجية وأخرى تتعلق بأنماط الحياة والجراثيم بصفة عامة قد تكون مرتبطة بفعالية الجهاز المناعي، إلا أن الدراسات العلمية المحكمة والمدعمة بالدلائل لم تثبت هذه العلاقة، كما إن المنظمات الصحية العالمية والدولية المعتمدة في مجال اللقاحات مازالت توصي باللقاحات لحماية المجتمعات من براثن الأمراض المعدية». وأكدت الهاجري أن «البحرين كانت ولاتزال في الريادة في مجال الوقاية من الأمراض المعدية بصفة عامة وتلك المستهدفة باللقاحات بصفة خاصة حيث أسهم توافر خدمات التطعيم مجاناً للمواطنين والمقيمين وسهولة الوصول إليها وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي في تأمين مناعة مجتمعية عالية اتضحت من خلال ارتفاع نسبة التغطية بالتطعيم والانخفاض الملحوظ في معدلات الإصابة بالأمراض المستهدفة به».وأضافت أن جهود المملكة بمجال اللقاحات «أثمرت عن خلو مملكة البحرين من مرض الكزاز(التيتانوس) والخناق (الدفتيريا) منذ الثمانينات، كما تم القضاء على مرض شلل الأطفال والتخلص من مرض الحصبة في مملكة البحرين، كما انخفضت نسبة الإدخال للمستشفيات بسبب فيروس الروتا المسبب للإسهال الشديد بنسبة كبيرة جداً بعد إدخال اللقاح علماً بأن هذه الأمراض من مسببات الوفيات بين الأطفال في الدول التي لم يتم إدراج هذه اللقاحات روتينياً فيها، أو لم تكن معدلات التغطية بالتطعيم فيها كافية. وفي الوقت ذاته عاودت بعض الأمراض المعدية التي قد اختفت سابقاً إلى الظهور مجدداً في بعض الدول التي تمر بظروف اقتصادية أو سياسية لا تمكنها من تأمين هذه الخدمات للفئات المستهدفة بها».وتابعت الهاجري أن «الشراكة مع القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة بما فيها الإعلام كان له الأثر الواضح لتشجيع المواطنين والمقيمين على الإقبال على الخدمات الصحية المتوفرة بالقطاع الصحي الحكومي والخاص كما إن البرامج الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي لها دور مهم جداً في تأمين المناعة المجتمعية بالتطعيم أو غيره من الوسائل الوقائية». وأشارت إلى أن «البرنامج الوقائي حظي بدعم كبير من صناع القرار والمعنيين بوزارة الصحة ولجنة التطعيمات والهيئة الوطنية لترخيص المهن الطبية والمجلس الأعلى للصحة حيث تعد صحة المواطن المقيم بالمملكة من الأولويات التي لا تقدر بثمن». وقالت الهاجري إنه «على إثر الاجتماع الخليجي الذي عقد حديثاً حول اللقاحات خلال21 و22 يناير الجاري، وحضره ممثلو لجان التطعيمات الفنية وخبراء الوبائيات والتطعيمات في دول مجلس التعاون وخبراء عن اللقاحات من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية تم الإشادة بإنجازات مملكة البحرين في مجال التخلص من الأمراض المعدية التي كانت تفتك بأرواح الكثيرين والوقاية منها بالتطعيم». ودعت إلى «عدم هدم ما تم إنجازه لإنقاذ الكثيرين باستخدام عناوين رنانة قد يغفل القارئ عن قراءة تفاصيلها أو التأكد من مدى ثبوتها علمياً حيث إن هنالك العديد من النظريات ذات العلاقة بالإصابة بالأمراض إلا أنها لم تثبت بالدلائل العلمية ولم تثبت السببية».وأبدت «الصحة» استعدادها لتلقي أي وجهات نظر أو دراسات حول اللقاحات ومناقشتها بناءً على الدلائل العلمية الحديثة بحيث تطرح بطريقة لا تقلل من ثقة المواطن والمقيم بالمملكة بسبل الوقاية من الأمراض المعدية والمعتمدة عالمياً أو تؤثر سلباً على صحة المجتمع أو قد تحدث لبساً لدى الرأي العام، معربة عن ثقتها بأن الجميع حريصون على رفع المستوى الصحي بالمملكة .