اتهمت وزارة الثقافة نظيرتها «الأشغال»، بتدمير قنوات ري قديمة بقرية القرية، عندما باشرت مشروعات للصرف الصحي دون أخذ موافقتها، بينما أوقفت «الثقافة» المشروع مؤقتاً.وقالت وزارة الثقافة إنها أصدرت عام 2012 القرار رقم (3) بشأن تحديد أراضٍ للتنقيب الأثري، يدعو صاحب أي مشروع لأخذ رخصة من وزارة الثقافة قبل الحصول على تراخيص البناء من البلدية، مع إصدار قائمة بكافة المجمعات السكنية الموزعة على مناطق البحرين المختلفة، وبينها مجمع 551 بـ«القرية»، حيث باشرت وزارة الأشغال مؤخراً بإنشاء شبكات للصرف الصحي دون ترخيص من «الثقافة».وأضافت الوزارة في بيان لها أمس «أثناء العمل تبين وجود قنوات ري تاريخية من المحتمل أن تشكل امتداداً لقنوات الري القديمة الموجودة في المنطقة، والمتصلة بعين عليوه في قرية المرخ المجاورة، وتعرضت للتخريب والتدمير نتيجة أعمال شبكات الصرف، ودون علمها».ووجهت الوزارة المسؤولين عن التراث والمواقع الأثرية الجمعة الماضي إلى الموقع المحدد وبدؤوا المتابعة مع الأهالي، ووجدوا حفرة مربعة الشكل بمساحة تبلغ 5 × 5 أمتار وبعمق 4 م ناتجة عن أعمال الحفر، وكانت تحيط بجدرانها الداخلية صفائح معدنية لتثبيت جوانب الحفرة ومنعها من الانهيار، دون أن تظهر أية آثار لبقايا القنوات المائية المغطاة بالصفائح. وتبين للوزارة أن بقايا تلك القنوات دمرت بالكامل، ومع التقصي وسؤال أهل المنطقة القاطنين قرب موقع العمل، اتضح أن حفر المجاري كشف عن وجود فجوتين في زاوية الحفرة، إحداهما في الزاوية الشمالية الشرقية والأخرى في الزاوية الجنوبية الغربية، ومن المحتمل أن تمتد الفجوة الأولى للناحية الشمالية الغربية حيث المقبرة، فيما تمتد الثانية إلى تحت البيت المجاور، الذي أكد صاحبه وجود قنوات تحت منزله دمرت أثناء تشييد المنزل قبل 7 سنوات.وقالت «الثقافة» إنها بعد إلمامها بتفاصيل الموضوع، تواصلت مع مؤسسة المقاولات المشرفة على المشروع لوقف أية أعمال بالموقع مؤقتاً وبصورة سريعة، لحين التواصل مع وزارة الأشغال، بينما أبدى مسؤول المقاولات تعاونه لإيقاف كافة الأعمال على حد قول الوزارة.وتواصلت الوزارة بصورة مباشرة الأحد الماضي مع مقاول ومسؤول المشروع المباشر بوزارة الأشغال لإعلامه بوجوب استشارتها قبل بدء العمل في أي من المواقع المحددة في نطاق الأعمال الأثرية، مع الاتفاق بخصوص وقف كافة الأعمال لحين إنهاء المخاطبات الرسمية بين الوزارتين، وتحديد منهجية عمل مستقبلية بينهما، إلى جانب التوصية بمواصلة العمل في المشروع لاحقاً، مع الإشراف المباشر من قبل «الثقافة» على مواقع يحتمل وجود قنوات ري قديمة فيها.