تظاهر مئات الطلاب من جامعة الأزهر بالقاهرة أمام مبنى إدارة الجامعة، الثلاثاء 30 أبريل/نيسان، للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد ونوابه الخمسة بعد تكرار حادثة تسمم طلاب المدينة الجامعية بسبب تناول طعام فاسد. هذا وقد أمر الرئيس محمد مرسي بفتح تحقيق في حادثة التسمم التي تعد الثانية في أقل من شهر.وهتف الطلاب: "واحد اتنين مسؤولي الجامعة فين"، و"لا إله إلا الله واحد مات والتاني وراه".وأعلن الطلاب اعتصاماً مفتوحاً داخل الجامعة وأغلقوا أبواب مبنى إدارة الجامعة، حيث يتواجد رئيس الجامعة ومنعوا الموظفين من الدخول أو الخروج، كما أعلن الموظفون تضامنهم مع الطلاب.وأوضح نائب رئيس اتحاد كلية الهندسة نبيل مجدي أثناء مشاركته في الوقفة أن مطالبنا تتمثل في "تنفيذ قرار المجلس الأعلى للأزهر بإقالة رئيس الجامعة وانتخاب رئيس جديد، كما نطالب بإقالة نوابه الخمسة خصوصاً نائب رئيس الجامعة لشؤون المدينة الجامعية دكتور توفيق نور الدين"، محملاً إياهم المسؤولية "والفشل في الإدارة".جدل سياسي حول الواقعةيأتي ذلك فيما تصاعد الجدل حول الواقعة سياسياً، حيث اتهم سياسيون ومعارضون جماعة الإخوان بأنها وراء تلك المؤامرة لإحراج شيخ الأزهر وقياداته الحالية في محاولة للسيطرة على مؤسسة الأزهر جامعاً وجامعة.وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، منسّق جبهة الإنقاذ، لـ"العربية.نت": "نحن لا نستطيع أن نتهم الإخوان بأنهم وراء تسمم طلاب الأزهر لأنه لابد من دليل مادي على ذلك".واستدرك "لكن لا أحد ينكر أن الجماعة تريد الهيمنة على مؤسسة الأزهر وأخونتها، خاصة أنها لا ترتاح لبقاء شيخ الأزهر الحالي في منصبه، كما تريد أيضاً الهيمنة على كل مفاصل الدولة".ومن جهته قال الطالب عبدالله محمد جمعة، أمين مساعد اتحاد طلاب كلية الإعلام، لـ"العربية.نت" إنه "منذ حادثة التسمم الأولى التي وقعت منذ شهر لم يتغير أي شيء في نظام التغذية ولا توجد متابعة أو رقابة على الأغذية، الشيء الوحيد الذي فعلته الجامعة هو دهان حوائط مطعم المدينة فقط ".وأكد الطالب عبدالله: "لا نستطيع أن نجزم بأن للحادث أبعاداً سياسية، فنحن منذ فترة وقبل هاتين الحادثتين نطالب بتحسين المدينة الجامعة ونظام التغذية، وما حدث أن الطلاب اشتكوا قبل ذلك من معلبات التونة، حيث إنها منتهية الصلاحية ولا نعرف كيف دخلت هذه الوجبة المدينة الجامعية".لا استبعاد لوجود مؤامرةوأكدت هبة ياسين، المتحدثة الإعلامية باسم التيار الشعبي، أنهم لا يستبعدون وجود مؤامرة في واقعة تسمم طلاب جامعة الأزهر للإطاحة بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي نجح في الإفراج عن بعض المصريين المحتجزين بالإمارات، وهو ما لم تستطع حكومة مرسي إنجازه خاصة أن واقعة التسمم ليست المرة الأولى، ما يثير الشك والريبة، حسب تعبيرها.وطالب محمد عبدالنعيم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الانسان، الرئيس مرسي وحكومة هشام قنديل بتقديم استقالتهم فوراً لمسؤوليتهم عن تكرار حوادث تسمم طلاب الأزهر وهجوم قوات الأمن على طلاب الجامعات وتولي رئيس المحكمة الدستورية شؤون البلاد .وقال نعيم إنه تم الإفراج عن 103 مسجونين في وجود فضيلة الشيخ الطيب في الإمارات وتم تسمُّم طلاب في جامعة الأزهر والاعتداء على طلاب الجامعات من قوات الأمن بوجود الرئيس مرسي وحكومته بالقاهرة.وأشار إلى أن المشهد الحالي في مصر تتجمع فيه كل دلائل الإهانة وعدم التعامل بآدمية مع الشعب المصري بعد أن قمنا بثورة تطالب بعيش وحرية وعدالة اجتماعية .محرز: فساد وإهمال لمدة 30 سنةومن جانبه قال الدكتور ياسر محرز، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، لـ"العربية.نت": "ليس من المنطق أن كل حادثة تحدث مرتبطة بموروث من الفساد والإهمال طوال 30 عاماً مضت أن نلصقها بفصيل سياسي معين أو بجماعة الاخوان المسلمين".وأضاف: "الاتهامات بالمؤامرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين ضد الأزهر وقيادته اتهامات باطلة ولا أساس لها، والهدف منها ابتزاز سياسي للإخوان".وناشد محرز كافة القوى السياسية التي تتهم الإخوان بأن تعمل في منظومة كاملة مع الإخوان لجعل مكافحة الفساد الموروث والبيروقراطية مشروعاً قومياً نلتف حوله جميعاً، إذ لا يمكن لفصيل سياسي واحد أن يقضي على هذا الفساد خلال 10 أشهر أو حتى أعوام، فهو إرث ثقيل يحتاج إلى تضافر جهود كل الفصائل السياسية"."?بد للإمام ا?كبر أن يكون حاسماً"وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: "مرة أخرى نرجو أن تكون حادثة تسمم طلاب ا?زهر بوجبة فاسدة ا?خيرة، ويفاجئنا تحدي أ.د أسامة العبد لقرار المجلس ا?على للأزهر قبل يومين، وكيف لم تنجح ا?جراءات التي اتخذت لمنع الكوارث؟".وأضاف على صفحته بـ"فيسبوك:" "?بد للإمام ا?كبر أن يكون حاسماً، وأن يبادر بإجراء انتخابات رئيس الجامعة الجديد بنفس القواعد المتبعة بكل جامعات مصر، وأن يلتزم د. العبد بقرارات ا?زهر".وأشار إلى أن "طلاب مصر هم أمل الوطن في النهضة والبناء والتنمية وا?بداع، وسيكون في مقدمتهم ا?زهريون الذين كانوا دوماً في طليعة الثائرين.. ورحم الله شيخ الثائرين الباقوري وإخوانه الغزالي وفايد وغيرهم كثير".ومن جانبه قال المهندس حمدي الفخراني، الناشط السياسي: "لا أستبعد وجود مؤامرة من الإخوان على الأزهر وهم يستطيعون أن يضحوا بأرواحهم من أجل مشروع التمكين وعلى رأس أولوياتهم في هذه المرحلة هو تمكينهم من مؤسسة الأزهر لتمرير ما يرونه من قوانين تهدف لسيطرتهم على البلاد".