قال أمين عام جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان والمنسق العام لمجموعة البحرين لحقوق الإنسان فيصل فولاذ إن هناك قوى إقليمية و»عربية» تعمل متضامنة على «تعميق» الانقسامات داخل المجتمع وصولاً إلى عزل الدولة والنيل من مؤسساتها الحيوية، موضحاً أن الولايات المتحدة تعمل وفقاً لمصالحها ويجب ألا ننخدع بمشاريعها لاسيما وأنها تعتمد سياسة مخاتلة تقوم على «ميل كفة الميزان» وفقاً لمصالحها وسياساتها، ومن يراقب الإعلام الحكومي الإيراني، بكل أدواته ووسائله، سيجد أن «البحرين» تحتل مركزاً متقدماً في السياسة الإيرانية، سواء في تشويه الحقائق، أو في دعم «الحركات الفوضوية»، فيما يخصص حزب الله أكثر من برنامج للتعبئة الطائفية، ويحض على إسقاط الدولة، أما حكومة نوري المالكي في بغداد فهي تستضيف في معسكراتها مجاميع إرهابية للتدريب تحت اسم «فيلق مكة»، لتحرير البحرين والكويت والمنطقة الشرقية في السعودية ..إلى جانب الدعم المالي الذي يتولى مسؤوليته د.أحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري وأبومهدي المهندس، ومحمد رضا (نجل السيد السيستاني).وأوضح فيصل فولاذ، في ورقة قدمها في ندوة حقوقية بمقر تجمع الوحدة الوطنية في الرفاع، بعنوان «الحوار...إلى أين!» مساء أول أمس، أن هناك مخاوف وتحفظات تنبع من واقع «التجربة» وليس من «تصورات متعالية أو «نتائج مسبقة»، وأن هناك لدى الكثيرين «تحفظات مشروعة» على ما يجري داخل حياتنا السياسية والاجتماعية، تصل التحفظات في جانب منها إلى «مخاوف» تتعلق بحاضر ومستقبل البحرين (المجتمع والدولة).المصلحة الوطنيةوأكد فيصل فولاذ أن الحوار أقصر الطرق لحل المشاكل ومعالجة المعضلات، في حال يكون فيه الحوار متكافئاً وعلى قاعدة المصلحة الوطنية، وأن الحوار الذي يسعى إليه الوطن والعقلاء من الناس أن يكون خالياً من الأغراض الحزبية، أو المنافع المؤقتة يعالج الأزمة الراهنة ويضع حداً لها، ويحقق مصالح البلاد، وأهداف الشعب.وأشار إلى أن الحوار قد يتحول إلى ذريعة لتمرير مشروع لا يخدم الناس، وقد يكون التفافاً على أمور جوهرية وقضايا مصيرية، مضيفاً «نحن جميعاً نرغب ونتمنى ونعمل على حوار خلاّق يضع حلاً شاملاً لكافة المشاكل التي نعاني منها، حلاً دائماً، يضع مصلحة البلاد فوق المصالح الفئوية والطائفية والحزبية . حلاً يتجه من الواقع القائم إلى المستقبل».وقال «نحن نثق بأن العقل الوطني يدعونا إلى ترسيخ الثوابت (المواطنة، الوحدة الوطنية، التنمية، حقوق الإنسان، العدالة). نريد حلاً قائماً على المشتركات الموضوعية».استراتيجية تصعيد وتوتروفيما يتعلق بتهديدات ومخاطر عام 2014، أوضح فيصل فولاذ أن المتطرفين وضعوا للذكرى الثالثة لـ14 فبراير استراتيجية عمل تقوم على «تصعيد» المواقف، وتزيد من «التوتر» السياسي، وتدعو إلى مضاعفة «أعمال التخريب»، وتوسيع نطاق الاحتجاجات، العمل على تفكيك «اقتصاد البلاد» وإنهاك الدولة عبر إعلان «العصيان المدني» ليكون مدخلاً للأعمال «الإرهابية».وأشار إلى أن الاستحقاق الانتخابي (مجلس النواب): وهو أمر بالغ الخطورة طبقاً لما يجرى الإعداد له من قبل «المتطرفين»، وعلى مستوى الوضع الإقليمي: هناك حشد معادي موجه ضد البحرين، على صعيد الإعلام كما ذكرنا، وعلى مستوى التعبئة «الحوزوية»: الرسائل والفتاوى والتوجيهات، وعلى مستوى وزارة الخارجية الإيرانية.ودعا فولاذ في رسائل وطنية للجمعيات الخمس إلى مغادرة التفكير الحزبي، والانغلاق «المذهبي»، التفكير الوطني-البحريني ، التفكير الخلاق (الجامع المانع)، المواطنة هو ما تحتاجه البحرين، والعمل على السمو فوق الطائفية، الرؤية الاستراتيجية للتعايش والمستقبل.وقال إن من أراد أن يكون في الطليعة، فعليه مسؤولية التضحية والتحلي بالإيثار، وأن يكون قدوة لغيره، والوطنية ليست سياسة، وليست سوقاً للربح والخسارة، بل تعني الدفاع عن قيم وتقاليد (كل البحرين) بوصفهم شعب واحد، في انتمائه ووجوده والتزامه.