التجنيس الرياضي كلمة قد يشمئز منها البعض ويرحب بها البعض الآخر وهي تجربة مرت على أغلب الدول العربية والعالمية في جميع الألعاب الجماعية والفردية ففرنسا فازت بكأس العالم بفريق أغلبه من اللاعبين من أصول غير فرنسية إن لم يكن كل المنتخب أضف إلى ذلك منتخبات ألعاب القوى التي غالباً مايكون لاعبوها من أفريقيا وتحديداً اللاعبين سمر البشرة والكثير من تلك الحالات وكان آخرها تجنيس اسبانيا للاعب فريق اتلتيكو مدريد دييغو كوستا البرازيلي لسد فراغ قلة المهاجمين في اسبانياز.واليوم في البطولة الآسيوية السادسة عشرة لكرة اليد المقامة حالياً في مملكة البحرين لدينا أنموذج قريب منا ممثلاً في العنابي القطري لكرة اليد فنحن نرى البعض يعيب على المنتخب القطري الكم الهائل من اللاعبين من أصول مختلفة توزعت بين الشمال الأفريقي ودول أوروبا الشرقية والبعض الآخر أثنى على خطوات العنابي في استقطاب النخبة وتجنيسها لرقي اللعبة.وبالفعل تعتبر الخطوات القطرية في استقطاب هذا الكم من اللاعبين الذين يعتبرون الصفوة المنتقاة تلبي الطموح القطرية فالطموح اليوم اجتازت حدود الخليج العربي وحتى القارة الصفراء وما عاد الطموح اليوم التأهل لنهائيات كأس العالم والدخول بمشاركة شرفية فقد تعدى الطموح اليوم ذلك ووصل للعالمية لكن لوعدنا لطبيعتنا في الخليج العربي وخصوصاً طبيعة البنية الجسمانية فمن الصعب أن نجد مثل تلك الأطوال أو الضخامة الموجودة في المنتخب القطري اليوم وإن وجدنا عنصراً أو عنصرين يمتلكان تلك المقومات فالبقية ستفقد المنظومة تكاملها بالفارق الواضح في البنية.على الرغم من أن طعم الفوز يختلف طعمه إن كان بيد ابن الوطن عن غيره لكن هي فكرة جميلة « التجنيس في الرياضة « لكن للصفوة وللرقي وللعمل لمصلحة المنتخبات لا من أجل أندية معينة وخلافه إن كان هدفنا المنافسة الكبيرة والصعود للمستويات الأعلى بدلاً من الاكتفاء بالمسابقات الإقليمية فقط.
العنابي نموذج للتجنيس الرياضي الصحيح
31 يناير 2014