كتبت ـ نورهان طلال: قالت استشارية طب العيون والقرنيات والليزك بمستشفى السلمانية د.ندى اليوسف، إن ما بين 10 و20 مصاباً بالقرنية المخروطية يزورون عيادات «السلمانية» أسبوعياً، مؤكدة أن البحرين مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لطب العيون وعلاجها.ودللت على صحة كلامها بأن الكثير من المصابين بأمراض العيون يتوافدون على المملكة لتلقي العلاج، مستفيدين من مواكبة البحرين لأحدث الأجهزة المستخدمة في جراحات العيون، لافتة إلى أن البحرين باتت تستقطب المرضى من دول الخليج كافة وخاصة قطر. وأضافت اليوسف أن القرنيات المخروطية من أكثر الأمراض شيوعاً، موضحة أن المريض ربما لا يعلم أنه يعاني من القرنية المخروطية، والحالات كثيرة ويصعب حصرها.ودعت من يعاني من أعراض تراجع النظر المستمر، ممن هم فوق 20 عاماً، إلى مراجعة طبيب العيون بأقصى سرعة، لأن اكتشاف القرنية المخروطية لها حلول وقائية توقف تدهور الحالة، قبل أن تستلزم تدخلاً جراحياً، لافتة إلى أن العلاج المتوفر حالياً، هو تثبيت القرنية عن طريق الأشعة فوق البنفسجية بجهاز وقطور فيتامين، لتقوية القرنية ومنع تدهورها. وعن خطر استخدام العدسات اللاصقة بدلاً من النظارات الطبية أو الملونة، قالت اليوسف «نحن لا نمنع الناس من استخدام العدسات اللاصقة لكن مع إتباع الإرشادات والتعليمات الصحيحة، لأن سوء استخدام العدسات وعدم اتباع الإرشادات يسبب التهابات جرثومية في القرنية، وقد تتسبب بنتائج وخيمة وفقدان البصر جزئياً، لأن القرنية قد تفقد شفافيتها بسبب الجرثومة».ونصحت بغسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل لبس العدسات، والتأكد من نظافة المحلول والعلبة الحافظة، وعدم لبس عدسات منتهية الصلاحية والتأكد من صلاحية المحلول المستخدم.وقالت «هناك إجراءات غير معروفة تتعلقان بنقطتين، أولاً أن كل من يرتدي العدسات اللاصقة يصيبه الجفاف، وهنا يجب تقطير العين بصورة مستمرة للترطيب، وثانياً والأهم عدم النوم بالعدسات اللاصقة، لأن النوم بالعدسات يمنع وصول الأوكسجين للقرنية، وتكون بذلك وسطاً محبباً لنمو الجراثيم». وحذرت اليوسف من لبس العدسات عند السباحة أو الاستحمام، وقالت «هناك نظارات وقاية للسباحة مخصصة لمن يرتدي العدسات». وأوضحت استشارية طب العيون أن الليزك نوع من جراحات الليزر تجرى للحصول على رؤية جيدة دون الاعتماد على النظارة أو العدسات اللاصقة. ويتم من خلالها تعديل شكل قرنية العين باستعمال الليزر والمشرط الإلكتروني لإزالة طبقة رقيقة من سطح القرنية، عدا جزء صغير يبقى متصلاً بالعين ويتم إبعاده للخلف، ويستعمل بعدها الإكزايمر ليزر لإزالة جزء من النسيج الداخلي للعين يتم تقديره حسب نوع ودرجة عيب الإبصار. وقالت إن المرحلة التالية تشمل إعادة الطبقة السطحية للقرنية لوضعها الطبيعي لتلتحم دون حاجة لأي غرز جراحية، وتتم إجراء عملية الليزك لتصحيح الإبصار في حالة قصر وطول النظر والاستجماتيزم، وعادة تجرى هذه العمليات بعد سن 18 سنة حيث يستقر النظر عند هذا العمر، وحالياً يوجد طرق لمن سنهم فوق 40 عاماً على حد قولها. وأضافت أن العملية تجرى والإنسان مستيقظ ودون شعور بالألم، عن طريق وضع قطرات مخدرة للعين وإبعاد الجفون عن بعضها باستعمال أداة طبية، ثم توضع حلقة صغيرة ماصة حول القرنية لتعمل كقاعدة لجهاز الميكروكيراتوم، بعدها يفصل سطح القرنية الخارجي باستعمال الميكروكيراتوم ويتم ثنيه للأعلى.وقالت «على المريض التركيز أثناء العملية على نقطة ضوئية معينة، لمنع حركة العين، بينما يعدل الاكزيمر ليزر شكل القرنية الداخلي، وتستمر هذة الخطوة من ثوانٍ إلى دقيقتين حسب درجة التعديل الضرورية، بعدها يعاد سطح القرنية الخارجي إلى مكانه الطبيعي، وينصح الأطباء باستعمال بعض أنواع القطرات». ونبهت اليوسف إلى عدم وجود عملية خالية من المضاعفات لكنها تتفاوت من عملية لأخرى، وأردفت «بالنسبة لعمليات الليزك نسبة المضاعفات فيها ضئيلة جداً، وأغلب العمليات تكون ناجحة والمضاعفات ممكن أن تحدث زيادة في التصحيح، فيتحول من قصر نظر إلى طول نظر، أو قلة في التصحيح بدلاً من أن يتصحح القصر كاملاً، أو الإصابة بالتهابات جرثومية أو بكتيرية وهذا نادر جداً».وتابعت «هناك مضاعفات لها علاقة بالمشرط الإلكتروني أو بطبقة القرنية الخارجية المزالة لتسليط أشعة الليزر»، مستدركة «لكن هذه المضاعفات بشكل عام ضئيلة جداً، والطريقة تعتبر من أنجح العمليات».وفيما يختص بإمكانية توفير عمليات ليزك للجميع، قالت «هذا النوع من العمليات يندرج تحت العمليات التجميلية لا العلاجية، لذلك لا توفرها وزارة الصحة، أما علاج القرنيات المخروطية، العدسات اللاصقة وزرع القرنيات، زرع الحلقات، فكلها متوفرة، أما تثبيت القرنيات بالأشعة فوق البنفسجية فغير متوفرة حتى اليوم بالمؤسسات الصحية التابعة للوزارة». أن طب العيون متطور بشكل ملحوظ جداً في البحرين، عبر توفيرها مختلف الأجهزة الطبية الحديثة في مجال طب العيون وجراحتها، مبينة «مريض العيون لا يحتاج اليوم للسفر إلى الخارج، جميع العلاجات متوفرة على أيدي كوادر بحرينية مدربة ومؤهلة، وقوة اتصالنا بالخارج وتنظيم مؤتمرات دولية ومواكبتنا للنهضة والتطور، يجعلنا من الدول الخليجية المتقدمة في طب العيون». ونصحــــت استشاريــــة العيــــــــون بـ«السلمانية»، الأمهات بإبعاد الأدوات الحادة عن متناول الأطفال، والاهتمام بالفحص الدوري لعيون الأطفال قبل دخولهم المدرسة، لوجود مشكلات في الإبصار تواجه مـــن هـــم دون 6 سنـــوات عـــــادة وعلاجه سهل جداً. ودعت الشباب والبالغين إلى اتخاذ إجراءات تضمن سلامة عيونهم، وتفادي الإصابات الرياضية أو إصابات العمل، ونصحت من يلبسون نظارات طبية بإجراء فحوصات دورية كل 6 أشهر، وكبار السن بقياس ضغط العين المفيد في اكتشاف مسببات العمى مثل الماء الأسود «الجلوكوما»، ومرضى السكري بمراجعة طبيب العيون بانتظام.